صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

بيان صحفي لأنصار ثورة14 فبراير ردا على البيان الصحفي لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأيام والساعات القادمة حاسمة وتاريخية في مستقبل شعبنا ونضاله وجهاده المشرق ، وبعد إنتهاء فترة قانون الطوارىء(قانون السلامة الوطنية) يسعى الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن يلمع وجهه ويكسب ود الناس بإطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين غير اللامعين والبارزين ومن المشاركين في الثورة الشعبية من أجل أن يطلق خطابه الإصلاحي المزعوم ، وهنا لابد أن يتحلى شعبنا ومعهم شباب ثورة 14 فبراير بالوعي السياسي لكي لا تنطلي عليهم دعوات الحوار والإنفراج السياسي المزعوم.
لقد قامت السلطة بمجموعة إفراجات عن معتقلين لم تشمل قادة المعارضة ..
وقد تراهن السلطة والملك على الإفراج عنهم بعد أن تثخنهم بالجراح وتلوي أذرعتهم وتمارس معهم سياسة كسر العظم وتعذبهم تعذيبا قاسيا لإرغامهم على القبول بالمصالحة السياسية عبر إملاءاتها.
لكن قياداتنا الدينية والسياسية في السجون صامدون وثابتون ولن يتراجعون عن مواقفهم في الإصلاح السياسي الجذري فتجربة ميثاق العمل الوطني في فبراير عام 2001م وتجربة الدستور المنحة لفبراير عام 2002م ، وما نتج عنها من ملكية شمولية مطلقة عالقة في أذهانهم وأذهان الشعب.
وهذه المرة لن تستطع السلطة تمرير مشروعها في الحوار لا عبر جمعية الوفاق ولا عبر أي جهة سياسية أخرى ، وشباب ثورة 14 فبراير الأشاوس وفرسان الهيجاء سوف يفشلون مخطط ومؤامرة الملك والسلطة التي تتعرض لضغوط دولية من أجل الإصلاح السياسي السطحي والقشري.
إن أنصار ثورة 14 فبراير يطالبون شباب الثورة والشعب بإفشال المخطط الجهنمي الخبيث للسلطة للإلتفاف على الثورة ومطالبها ، وأن يصدوا لأي قوة تسمح لنفسها الدخول في حوار بصورة إنفرادية مع السلطة من أجل الإجهاض على الثورة وتسلق الموجة من أجل مكاسب سياسية حزبية وشخصية ضيقة.
وأمام التطورات المتلاحقة والمتسارعة في البحرين وردا على البيان الصحفي لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية نسجل هنا مواقفنا السياسية من الأحداث الجارية في البلاد:
أولا   : إستمرار العمل الثوري والسياسي على مستوى الأصعدة الداخلية
والخارجية ومواصلة الإحتجاجات والمظاهرات والمسيرات من أجل تحرير الدوار والعودة لميدان الشهداء. كما أننا وإمتثالا لفتاوى مراجعنا العظام في قم المشرفة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة الذين أفتوا بكفر آل خليفة وآل سعود وكما قال المحقق الكابلي:"إستمروا في مقاومتكم إلى أن يزول حكم الخائن". فإننا سنستمر في مقارعة الحكم الخائن للإسلام والبحرين حتى إسقاطه بإذن الله تعالى.
ثانيا   : إن السلطة الخليفية فقدت مشروعيتها وفقد الشعب ثقته فيها
والذين لا زالوا يعترفون بشرعية السلطة الخليفية عليهم أن يعرفوا بأن شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير لا يؤمنون بهذه السلطة ويسعون لإسقاطها وقيام نظام جمهوري برلماني على أنقاضها ، وشعبنا عندما يسمع منكم كلمات التملق "جلالة الملك" و"سمو ولي العهد" فإن هذه الكلمات يراها نتنة تزكم الأنوف لأنه لا يتحمل بعد اليوم سماع هذه الكلمات التي تعبر عن التملق الكامل للسلطة الديكتاتورية والتسكع على أبواب قصور ملوكها لإستجداء الحقوق وشعاره لا زال:"الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط حمد .. يسقط حمد".
ثالثا   : إن شعبنا لن تخدعه بياناتكم وتصريحاتكم ولن تخدعه وعود السلطة
الديكتاتورية التي لن تقبل بإجراء إصلاحات سياسية جذرية على الإطلاق والغالبية العظمى من جماهير إنتفاضة 14 فبراير ثارت وإنتفضت على شرعية السلطة الخليفية وشرعية ميثاق العمل الوطني والدستور المنحة ، وأنتم أيها الوفاق قد قبلتم بشرعية الدستور والسلطة وشاركتم في الإنتخابات التشريعية والبلدية وأضفيتم على دستور 2002م شرعية ،لذلك فإن الغالبية الشعبية تختلف معكم في الرؤية وفي المنهج وهي عاقدة العزم على العودة إلى دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) لمواصلة الثورة حتى أسقاط النظام وليس للقبول بشرعيته وشرعية النظام الملكي الشمولي المطلق.
رابعا : إن أنصار ثورة 14 فبراير يؤكدون وبجزم وحسم وعزم وكل ثقة بأن السلطة الخليفية المتمثلة بالملك حمد الجزار وولي العهد الخائن الذي تآمر على الشعب وجاء بالإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة لن يلتزموا بما تدعيه الوفاق بالمبادىء السبعة التي أعلن عنها ولي العهد سلمان بن حمد بتاريخ 13 مارس 2011م ، وأهمها حكومة منتخبة تمثل إرادة الشعب في ظل دوائر عادلة تحقق المبدأ العالمي (صوت لك مواطن) ، ومجلس منتخب ينفرد بالصلاحية التشريعية والرقابية الكاملة ، وقضاء مستقل ، وتوزيع عادل للثروة الوطنية ، ودولة مواطنة يختفي فيها التمييز والتفرقة بكل صورهم بين أبنائها.
إن هذه المطالب التي تتمناها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية للشعب هي كسراب بقيعة يحسبه الإنسان ماءا ،فلن تحقق السلطة ما تدعيه الوفاق حتى ولو تزلفت وتملقت للملك وولي العهد والسلطة ، فتجارب الشعب مع هذه السلطة طويلة ولن يتنازل رئيس الوزراء وجناحه عن منصب رئاسة الوزراء مهما كلف الثمن ، فلا نكرر تجربة ميثاق العمل الوطني للمرة الثانية ، فشعبنا قد أصبح على قناعة تامة بإسقاط النظام وإقامة حكم جمهوري على أنقاض حكم آل خليفة. كما ونذكر بأن آل خليفة لن يتنازلوا عن رئاسة الوزراء ولا عن الوزارات السيادية على الإطلاق.
رابعا   : إن أنصار ثورة 14 فبراير يؤكدون على قيام دولة يكون دينها
الرسمي الإسلام وتحكم بشرائع الإسلام وقوانينه ، فليس عيبا وليس خوفا أن نؤمن بشيء ونطالب به. إنه لشرف أن نسعى لإقامة حكم الإسلام في البحرين وشعبنا وشهدائنا وجرحانا لم يقدموا الدماء ويرخصوا الأنفس ويتحملوا العناء وصنوف التعذيب وهتك الأعراض والإغتصاب والتعدي على الحرمات والمقدسات ومن أجل دولة علمانية ، هذا بالإضافة إلى أن قادتنا في المعارضة وأبناء شعبنا المؤمنين الرساليين لم يقدموا الغالي والنفيس لتحكمنا دولة علمانية بعيدة كل البعد عن الدين وأن يأتينا نواب الوفاق ليتسلقوا الكراسي والمناصب ويتمتعوا بالرفاهية والسيارات الفارهة والرواتب الضخمة على حساب أبناء شعبنا من الفقراء والمحرومين وعوائل الشهداء والمجروحين والمفقودين والمفصولين من الوظائف والجامعات.
لماذا الخوف من الأمريكان والغرب ولماذا الخوف من الآخرين .. فنحن أبناء الإسلام ونسعى أن نمهد الأرضية والطريق إلى حكم الإسلام والتمهيد لظهور الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).
ولتعرف جمعية الوفاق بأننا مسلمين ولسنا علمانيين وأي حكومة حتى ولو كانت ملكية دستورية فالواجب أن يرعاها فقهاء لكي لا تنحرف عن مبادىء الإسلام.
إن شعبنا لم يقدم على الشهادة من أجل أن يحكمه نواب الوفاق بعيدا عن الدين والمذهب والقيم الإلهية ، فيتلاعبون بالمناصب والأموال كما فعلوها في تمرير قانون التقاعد حينما إتفقوا مع النواب السلفيين في البرلمان ليضمنوا مصالحهم الشخصية والحزبية على حساب قوت ومعيشة الشعب.
وليس هناك من ضغوط عليكم وأصر عليكم لكي تصدروا البيان تلو البيان لتؤكدوا على أنكم لا تسعون إلى دولة ولاية الفقيه أو دولة دينية وإنما تسعون لدولة مدنية ، وإذا كنتم تدعون بأنكم تتبعون آية الله الشيخ عيسى قاسم ، فإننا لا نعتقد بأن هذا رأيه في قيام دولة مدنية بعيدة كل البعد عن الدين وإلا فلماذا يقدم شعبنا الشهداء والقرابين؟! .. هل لكي يبتعد عن دينه وقيمه ومبادئه؟.
إننا جميعا نؤمن بدولة ولاية الفقية وحكم الإسلام ونتشرف بذلك وهذا فخرنا ولا ننكره ونروج إليها ولكن لكل بلد خصوصياته ولا يمكن أن نرغم الشعب على نظرية ولاية الفقيه في البحرين ولا يمكن تطبيقها بينما جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي تدعي أنها تتبع سماحة آية الله عيسى أحمد قاسم وهو ممثل ولي الفقيه سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنائي (دام ظله
الوارف) وعليه واجب أن يكون نظام الملكية الدستورية، "نظام الملكية الدستورية المشروعة" (الموافق لشرع الاسلام) بمعنى أن يكون للفقيه أو الفقهاء إشراف على القوانين وتطبيقها ، فكيف تتنكر الوفاق للدين الإسلامي وشرائعه وقوانينه.
ولكن إذا لم تتوفر الشروط السياسية والإجتماعية لإقامة حكم الإسلام ونظرية ولاية الفقيه ،فإننا سنبحث عن نظام إسلامي يواكب تطورات العصر بعيدا كل البعد عن الإرهاب والتزمت وغيره ، نظام يسوده التسامح فشعبنا مسلم ولن يرضى بدولة علمانية ومدنية بعيدة عن شرع الإسلام.
إن الناس لم تطالبكم بالترويج لنظام ولاية الفقيه ولا الدول الدينية ولكن لا يعني أننا نقبل بنظام الدولة المدنية البعيدة كل البعد عن روح القوانين للدين الاسلامي ، لأن شعبنا لم يقدم الشهداء من أجل دولة علمانية.
خامسا : فيما يتعلق بالمطالب الحقوقية : حثت الوفاق جميع المتضررين من الإجراءات الأمنية التظلم والإعتراض والمطالبة بتصحيح هذه الأخطاء والتعويض عن الضرر الذي لحق بالمواطن من جراء هذه الإجراءات من قبيل هدم المساجد والعبث بدور العبادة، والمعتقلين تعسفا ، والفصل والتسريح التعسفي من الوظائف ، والتعذيب وسوء المعاملة في المعتقل ، والممنوعين من السفر،والأفراد والشركات التي سلبت ممتلكاتهم أو هدمت ، وغيرها من الإنتهاكات والأضرار التي لحقت بالمواطنين سنة وشيعة ، دعت الوفاق إلى إعتماد الأسلوب السلمي والحضاري والقانوني في هذا الإعتراض والمطالبة بعيدا عن روح الإنتقام والتشفي ، وإدعت بأنها ستعمل بكل إمكاناتها في دعم هذه الشرائح المتضررة.
ونحن نقول أيها الوفاق وخصوصا لشخص الشيخ علي سلمان بأن جناح الحمائم في الوفاق والشيخ علي سلمان لم يتعرضوا للضرر والإعتقال والتعذيب وهدم بيوتهم وتخريبها ولم يتعرض أهاليهم وأقربائهم من النساء والطالبات للإعتقال والتعذيب والإغتصاب ، لذلك يبادروننا كما في عام 2001م عندما هدأت الأوضاع وقال البعض أو الكثيرين بأن الناس سوف تعوض خصوصا الشهداء وضحايا التعذيب ولكن لم تعوض السلطة أحدا وقد تم العفو عن جميع من عذبوا وقتلوا فهل يكرر شعبنا التجربة المرة مرة أخرى ويستمع إلى الكلمات المنمقة للوفاق ؟!.
كلا فنحن مستمرون في محاكمة حمد بن عيسى آل خليفة وعصابته في المحاكم الجنائية الدولية ولن نستمع إلى رأي المتزلفين والمتملقين من الوفاق الذين تركتهم السلطة لكي يسبحوا بحمدها ويمجدوها ولكي تتحاور معهم حول حلحلة الأوضاع لحفظ ماء وجهها ولكي يترك الشعب والمعارضة محاكمة الديكتاتور ورموز حكمه.
سادسا : الإستمرار في خيار العمل السلمي: إدعت الوفاق إنها إعتمدت على طول تاريخها السياسي (عشر سنوات من العمل السياسي تدعيه تاريخ) على العمل السلمي. وكذلك الحركة المطلبية في 14 فبراير إعتمدت الخيار السلمي لتحركها مما أكسبها إحترام العالم الحر وتعاطفه ودعمه.
هنا يجب أن نؤكد للوفاق بأن حركة 14 فبراير حركة بعيدة كل البعد عن جمعية الوفاق التي كانت قد شاركت في المجلس النيابي ، لذلك فإنها ليست وكيلة أو مخولة بأن تتحدث بإسم شباب 14 فبراير ، فهم الذين قرروا الخيار السلمي مع الشعب وفجروا ثورة الغضب، وهم الذين يقررون خيار المقاومة ضد المحتلين ومن دنسوا المقدسات وهتكوا الأعراض والجهاد والمقاومة مشروعة للدفاع عن النفس.
أما التأكيد على الخيار السلمي والتأكيد على إستراتيجية الحفاظ على الأرواح ، وعلى الممتلكات الخاصة والعامة وعلى حرية الفرد في الإشتراك في المسيرات والإعتصامات من عدمه وأن الثورة التونسية قد نجحت بدون أن تجتمع في ميدان معين ، وإختار المصريون ميدان التحرير مركز ثورتهم ، بينما تستمر الحركة المطلبية في بلاد أخرى كالمغرب والأردن بدون التجمع في مكان خاص.
فإننا نعرف مغزى كلامكم وهو عدم العودة إلى ميدان اللؤلؤة (ميدان
الشهداء) لأنكم تخافون على أنفسكم ولا تخاطرون بها لحبكم الدعة ولا تمتلكون روح الشهادة والجهاد ، كما كنتم تحضرون في المسيرات والمظاهرات البعيدة عن إطلاق الرصاص لحفظ أنفسكم ، ولكن شباب الثورة ورجالاتها في تحالف ثوار 14 فبراير وإئتلاف 14 فبراير وشهداء 14 فبراير ورويترز 14 فبراير وحركة خلاص ومعهم سائر قوى المعارضة في تيار الممانعة (حركة أحرار البحرين – حركة حق – تيار الوفاء الإسلامي) ومعهم تيار العمل الإسلامي الذي وجهت له السلطة ضربة قوية بإعتقال أكثر من ستين من كوادره وقياداته ورموزه مصرين  على العودة إلى الميدان والبدء في الإحتجاجات الشعبية والمطلبية حتى إسقاط النظام بإذن الله تعالى.
لقد درس شباب الثورة أنجع الأساليب في القيام بثورة الغضب السلمية في الأيام التي كنتم أيها الوفاق مشاركين في العملية السياسية ، حيث تدارس شباب الثورة الخيار السلمي والبعد عن الطائفية ، فنحن لسنا بحاجة أن تعلمونا وسائل النضال وأنتم كنتم مشاركين في إضفاء شرعية على جرائم الحكم الخليفي ، ومن أوصل مطالب الشعب بشكل واضح إلى العالم هم شباب ثورة 14 فبراير الذين قدموا التضحيات الجسام ، وتجربة شعبنا المريرة في فجر الخميس الدامي في 17 فبراير و 16 مارس التي قمعت فيها السلطة الشعب في دوار اللؤلؤة أعطتنا دروسا كبيرة على معرفة غدر الملك والسلطة بالشعب ، لذلك فإن شعبنا تجاوزكم وطالب بإسقاط النظام وهتف بشعار يسقط حمد يسقط حمد ، بينما أنتم ومع شديد الأسف لا زلتم تهتفون:"عاش الملك عاش الملك"
بتملقكم وتزلفكم له بكيل المديح والثناء لمن تخاطبونه بـ"جلالة الملك"
و"سمو ولي العهد" وتذهبون إلى قصورهم لتعزونهم بوفاة موزة الخليفة بينما كان شعبنا ولا يزال تنزف جراحه دما في المسيرات والتجمعات وداخل السجون وتهتك أعراضه ويعتدى على شرفه.
وعليه فإن ما تقوله بيانات شباب ثورة 14 فبراير بمختلف أطيافهم فهو المعتمد لدينا ولدى الشعب وإن الذين يسبحون بحمد الملك وينادون بشرعية السلطة الخليفية ويدعون الى ملكية دستورية خالية من الجوهر من أجل إخماد روح الثورة فإن أسلوبهم ليس معتبر لدينا ولا للشباب الثوري وشعبنا الثائر ، وإن إعلانكم عن برنامجكم خلال الأيام القادمة والذي سيستند بعد رصد التطورات السياسية الجارية دليل على أنكم تبحثون عن الدعة والمسيرات الخالية من المواجهات بينما شعبنا وفرسان الهيجاء لا يخافون الموت وهم سيعودون إلى ميدان الكرامة والعزة إلى ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) شامخي الرؤوس من أجل بزوغ فجر جديد للحرية والإستقلال من ربقة السلطة الخليفية.
إن فعاليات شباب الثورة كانت سلمية وستتواصل ولكن إذا ما قامت السلطة هذه المرة بالتعرض للمسيرات والمظاهرات فإن الأمر سيختلف تماما عما قبل ، فإننا سنواجه الحجر بالحجر وسنواجه الرصاص بالملوتوف وأنواع المقاومة وما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا.
الشعب المصري عندما تعرض له الأمن المركزي وكان قوامه مليون ونصف جندي من الأمن توزعوا على ميدان التحرير ، فلما تعرضوا إلى الشعب بالرصاص قام الشعب بمواجهتم وحرق مراكز الشرطة ومراكز أمن الدولة ومقرات حزب السلطة (الحزب الوطني للرئيس المقبور حسني مبارك) ولم يتحدث أحدا أن ثورة مصر قد خرجت عن حالة السلمية.
عندما تتعدى السلطة الظالمة على الأرواح وتسفك الدماء فإنها تتحمل كل تبعات ذلك وشباب الثورة هذه المرة سيردوا الصاع صاعين ولن يقتنعوا فقط بخيار السلمية ، فخيار المقاومة والدفاع عن النفس مطلوب هذه المرة وعلى الوفاق أن لا تنظر لشعبنا من قرارة نفسها فشعبنا وشبابنا قد أرتقوا لأعلى مستوى من الوعي السياسي والنضالي وسيقومون بواجهبهم الجهادي ضد من تسول له نفسه بالتعرض للشعب في المظاهرات والمسيرات القادمة كما أننا نرى بأن الثورة الشعبية في 14 فبراير قد كانت ثورة شاملة لكل القطاعات ونحن نطالب كل القطاعات الشعبية وحتى التعليمية والجامعية بالمشاركة الفعالة في المسيرات والمظاهرات والإعتصامات لأنهم جيل المستقبل القادم وهم الذين سيتحملون قيادة الساحة والبلاد غدا ولابد أن تتراكم خبراتهم وتجاربهم النضالية حتى يصقلوا عقولهم ونفوسهم وشخصياتهم لتحمل المهام الثورية والنضالية وإدارة البلاد في المستقبل بعد بزوغ فجر الحرية وسقوط الطاغية.
سابعا : تبني الشعارات الإصلاحية: تبنت الوفاق الشعارات الإصلاحية ما قبل إنتفاضة 14 فبراير وأثنائها ، وتؤكد بأنها ستستمر في ذلك ، وشعارها الرئيسي الذي تتحرك تحته هو:"الشعب يريد ... إصلاح النظام" ، ولا تتبني شعار:"الشعب يريد إسقاط النظام" .. كما ترفض الوفاق الشعارات ذات البعد الشخصي أو الإقصائي من قبيل "الموت لآل خليفة" أو غيرها من الشعارات التي تذكر أسماء أسر أو مسئولين محددة ، وتؤكد على الشعارات الوطنية الجامعة التي تتمحور حول الإصلاح السياسي ، والوحدة الوطنية ، والكرامة والعزة لكل البحرينيين،ورفض التجنيس السياسي ،ورفض الفساد المالي والإداري ، والمطالبة بالعدالة السياسية والإجتماعية ، والمساواة بين المواطنين ، والشعارات الإصلاحية التي تنسجم مع مطلب الحكومة المنتخبة (؟؟!!) ، والمجلس النيابي كامل الصلاحية ، والتمثيل العادل للمواطنين سياسيا والقضاء المستقل؟؟!!.
ونحن نقول: لنصبح وتصبحون .. فشعبنا الذي هتف بإسقاط النظام لن يتراجع عنه ، والذي هتف بسقوط الطاغية "حمد بن عسى آل خليفة" لن يتراجع عن هذا الشعار ، والذي هتف بالموت لآل خليفة لن يتراجع عن هذا الشعار التاريخي الذي ررده شباب الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين قبل أكثر من ثلاثين عاما.
إما شعار:"الشعب يريد إصلاح النظام" فإنه شعار قد أكل عليه الدهر وشرب ..
فقد قام شعبنا بأكثر من خمس إنتفاضات خلال خمسين عاما مضت .. بمعنى كل عشر سنوات إنتفاضة ورفعنا شعار الإصلاح والمطالبة بالبرلمان وغيره ولم نحقق شيئا وتوغلت السلطة الخليفية في عملية الإقصاء والتهميش السياسي إلى ما قبل ثورة 14 فبراير وكنتم أنتم ومن داخل السلطة التشريعية ومنذ عام 2006م تطالبون بإصلاح النظام النظام ولم تفلحوا بلقاء الملك ولا الديوان الملكي وراوحتم مكانكم إلى ما قبل تفجر ثورة الغضب.
كما أن عموم الشعب وتيار الممانعة قد قام بالتوقيع على عريضة وقع عليها أكثر من 120 ألف شخص قدمت للملك عبر الديوان الملكي فتم رفضها ، ومن ثم تم إرسالها عبر البريد المسجل فتم رفضها وإرجاعها ، إلى أن قام المهندس عبد الجليل السنكيس في عام 2009م بتسليمها للأمم المتحدة مما أدى إلى إثارة حفيضة السلطة التي قامت بإعتقاله وإعتقالات واسعة في صفوف تيار الممانعة والقيام بمسرحيات وتوجيه الإتهامات لهم بمحاولة الإنقلاب على نظام الحكم.
فأي إصلاح تبحثون عنه في ظل سلطة قبلية لا تعرف للديمقراطية معنى ولا للمشاركة السياسية أي شيء. لقد مارست السلطة الإقصاء والتهميش والتنكيل والقمع خلال أكثر من مائتين وثلاثين عاما. وخلال الثلاثين سنة مضت تجرعنا الأمرين من هذه السلطة التي توعد وتخلف وعودها وإن إصرار الأستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ حسن مشيمع وسائر فصائل المعارضة على إسقاط النظام نابع من أن السلطة لم تجعل لها خيوط وخط عودة فقد هدمت كل الجسور خصوصا هذه المرة بقيامها بالمجازر والجرائم ضد الإنسانية في البحرين وهدمها للمقدسات وهتكها للأعراض.
فهل يا ترى أصبح الآن آل خليفة ملائكة قد نزلوا من السماء سوف يعطوننا كل ما نطالب به من حقوق سياسية ؟؟!! .. والوفاق تسبح في بحر سراب بكلمات منمقة بينما شعبنا يعاني العذاب والتعذيب والسجون وهتك الحرمات.
نتمنى من الوفاق أن تغير من نهجها الإنبطاحي والتملقي والتزلفي للسلطة ..
فآل خليفة هم الحرام .. ومصدر الشر والحرام وبيننا وبينهم أنهار من الدماء وعليهم أن يرحلوا فشعبنا قد فقد الثقة بهم وبمصداقيتهم ولا يؤتمن الذئب على القطيع .. فالذئب إذا لم يفترس فريسته ولا يرى الدماء تنزل من أنيابه فإنه لا يهدأ وآل خليفة مثلهم مثل الذئاب المتفرسة لا ينامون إلا وأنيابهم تسيل من دماء شعبنا.
ثامنا : العمل لأجل الحل السياسي: تدعي الوفاق أنها تتمسك بالحل السياسي طريقا للخروج من الأزمة ولتقريب وجهات النظر وإحداث المصالحة الوطنية التي تحتاجها البلاد من أجل الإستقرار والتنمية ، وتمد يدها – كما كانت – مع جميع الراغبين والصادقين في شعارات الإصلاح والتطوير للنظام السياسي ومجمل واقع البلاد ، فهي مع الحل السياسي الذي يقبل به الشعب البحريني الكريم ، عبر الحوار الجاد المنتج لإصلاحات ذات معنى وطويل الأمد.
ونحن نقول وبكل صراحة مسكينة الوفاق تعيش أحلام وردية مع السلطة الخليفية ،وكأنها أغمضت عيناها عما جرى لشعبنا من جرائم ومجازر ومداهمات وهتك الأعراض والحرمات والتعدي على المقدسات ، وكأنها بعيدة وآذانها صم وهي بكم عمي.
إن شعبنا الجريح في البحرين قد هتكت أعراضه ودنست وإن آل خليفة قد داسوا على كرامتنا وشرفنا وعزتنا فكيف نقبل بهم حكاما علينا ونحن قد طالبنا في المحاكم الجنائية الدولية بمحاكمتهم على جرائهم وجناياتهم التي يندى لها جبين الإنسانية.
الشعب يطالب بمحاكمة الديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة وعصابته بينما تريد الوفاق مصالحة سياسية مع قتلة الشعب؟؟ .. يا للعجب .. إنظروا إلى من يبحث عن الدنيا والمكاسب السياسية ولا يفكر في أعراض الناس وقيم الناس ومقدساتها .. يريدوننا أن نسكت عن جرائم آل خليفة وبالذات شخص حمد الجزار وأن نقوم بمصالحة وطنية وعبر حوار بين القاتل والجلاد.
إن شعبنا متمسك بخيار محاكمة حمد وعصابته في المحاكم الدولية ومتمسك بخيار المقاومة بمختلف أنواعها ضد الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة كما أنه متمسك بخيار محاكمة قائد قوات درع الجزيرة أيضا .. فنحن نتابع ملفاتهم ورفع الدعاوي ضدهم .. وإن الملفات لجرائم آل خليفة وآل سعود كاملة وبعضها بحاجة إلى شهادات من قبل أبناء شعبنا في الداخل التي سوف تستوفى وسوف نتابع مع مركز حقوق الإنسان هذه الأمور وقد إتفقنا مع الكثير من الخبراء والمحامين الدوليين المهتين بقضية شعبنا ليقدموا الدعاوي القضائية ضد الملك الفرعوني حمد وسائر رموز نظامه ومن تورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأخيرا فإن شعبنا هو الحكم فيما نقول فهو يهتف بسقوط النظام ويسقط حمد بينما من يدعون أنهم المطالبين بحقوقه يهتفون بيعيش حمد ويعيش ولي العهد ويؤمنون بشرعية سلطة آل خليفة.
ولا ندري كيف نحل هذه المعادلة وهذا اللغز الذي لدى الوفاق فهي لديها يد تصفق وتهتف للجماهير ويد أخرى تهتف وتصفق للطاغوت .. وهذه الرؤية مرفوضة جملة وتفصيلا في قاموس شعبنا .. ونقول للذين يحرصون على حياة العافية والأمان من جناح حمائم الوفاق بأن جناح صقور الوفاق يرفض رفضا باتا هذه السياسة التي تداهن الطاغوت على حساب دماء الشهداء والجرحى والثكالى والمفقودين والسجناء السياسيين.
وعندما ننتقد الوفاق لا يعني ننتقد كل الوفاق وقواعدها ، بل بالعكس هناك من هم أعضاء في الوفاق وهناك قواعد للوفاق لكنها تختلف في الرؤية تماما مع نهج حمائم الوفاق الذي دجنهم الطاغوت الخليفي ولم يتعرض لهم بشيء ليبقوا حلفاء إستراتيجيين له في أي عملية حوار ومصالحة سياسية قادمة.
إن مواقف حمائم الوفاق جاءت بعد أن أكلوا من موائد الظلمة والطواغيت وأكثروا من الإختلاط معهم فأخذوا من طبائعهم وتعودا عليهم فأخذوا يداهنوهم وقد أمر الله المؤمنين أن يكفروا بالطاغوت وهم يؤمنون به.
إن كثرة تردد قادة الوفاق على قصور الطغاة والجبابرة لآل خليفة جعلهم يتخذون هذه المواقف المخالفة للنهج الإسلامي ونهج أهل البيت (ع) في مقارعة الطاغوت.
إن الأيام القادمة حبلى بالمفاجئات وسوف ترى جمعية الوفاق مدى إبتعادها عن الجماهير الثورية التي تطالب بأغلبيتها بإسقاط الطاغوت وعدم مداهنته فهو لم يعد يؤتمن على حياة الناس ومصائرهم ونحن نكتب هذه السطور ونحن بينكم أيها الشعب نسمع ونرى عن إفراجات عن بعض المعتقلين لتداهم السلطة المئات لتعتقلهم من جديد.
وأما ما يتعلق بمستقبل البلاد فإننا في الوقت الذي نرى أننا لن نخرج عن إجماع المعارضة وشباب ثورة 14 فبراير وهو خيار إسقاط النظام .. إلا أننا إذا رأينا إجماعا شعبيا ومعه قوى المعارضة لإصلاحات جذرية غير خيار إسقاط النظام فإننا نرى أولا أن يكون الحوار والمفاوضات بمرئيات واضحة وضمانات دولية خصوصا من قبل الأمم المتحدة ودول إقليمية ونخص بالذات الجمهوية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق اللتين قدمتا لشعبنا أنواع الدعم المعنوي والإعلامي والذي يثق شعبنا بهما وبقياداتهم السياسية والدينية.
على أن تكون الإصلاحات السياسية الجذرية وليست المرحلية كما يؤمن بها البعض .. فإما ملكية دستورية على غرار بريطانيا أو إسقاط الطاغية كما قال الشيخ حسن مشيمع وكما قال الأستاذ عبد الوهاب حسين الذي ذهب بعيدا بنظرته الصوابية قائلا لا حل الا بإسقاط النظام وقيام النظام الجمهوري.

أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين – المنامة 31 مايو 2011م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/31



كتابة تعليق لموضوع : بيان صحفي لأنصار ثورة14 فبراير ردا على البيان الصحفي لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net