صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

أنصار ثورة 14 فبراير يثنون على خطاب قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنائي
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


"الشعب البحريني يتعرض إلى ظلم شامل ،متعددة الجوانب والأبعاد "

بسم الله الرحمن الرحيم
تحدث قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة آية الله العظمى السيد علي
الخامنائي في ذكرى رحيل الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) قبل
أسبوع عن مظلومية شعب البحرين التي وصفها بأنها مظلومية متعددة الجوانب
والأبعاد.
إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين مرة أخرى يشكرون قائد الثورة
الإسلامية على إهتمامه ودعمه البالغ والصريح لثورات الشعوب العربية
والإسلامية ، كما ويثمنون إهتمامه الجاد والعميق بالصحوة الإسلامية
وترشيدها وحثه الشعوب العربية وشباب الثورة التغييرية في مصر وتونس
واليمن وليبيا على التحلي بالوعي السياسي والإيمان بالله وإتباع الخط
الإسلامي الرسالي والثوري ورفض الخطوط الإنتقائية والمنحرفة للغرب
وأتباعه وأنصاره من الذين يريدون أن يتسلقوا موجة الثورات والإلتفاف
عليها، خصوصا الثورة الشبابية والصحوة الإسلامية في البحرين ومظلومية
شعبها.
لقد كانت مواقف وكلمات آية الله السيد علي الخامنائي بلسم لجراح شعبنا في
البحرين وكانت محفزا ثوريا للإستمرار في الثورة لشعبها وشبابها ونسائها
الأبطال الذين يستلهمون منه العزم والصمود والثبات والنهج وطريق الجهاد
ومقارعة الظالمين والمستبدين على خط المرجعية الدينية الشيعية التي تقارع
الظلم والإستبداد الداخلي والإستكبار العالمي ، المرجعية المتصدية لهموم
الأمة وتطلعاتها ، والمرجعية الدينية والسياسية التي كان لإمام الأمة
السيد روح الله الخميني (قدس سره الشريف) الدور الكبير في ترسيخ دعائمها
ومفاهيمها في كتبه "الحكومة الإسلامية" و"ولاية الفقيه" و"موقف الإمام
الخميني من إسرائيل".
إن نهج السيد القائد الخامنائي هو نهج الإمام الخميني (رضوان الله تعالى
عليه) وهو نهج الأنبياء والرسل والقرآن الكريم ونهج النبي الأكرم (محمد
صلى الله عليه وآله وسلم) ، هذا النهج الرسالي الأصيل الذي قد عرًفه مؤسس
الجمهورية الإسلامية روح الله الموسوي الخميني للشعب الإيراني والشعوب
الإسلامية الثورية بـ:"الإسلام المحمدي الأصيل" ، في مقابل الإسلام
الأمريكي المتمثل في الإسلام السعودي والوهاي التكفيري وإسلام الأنظمة
الديكتاتورية الموالية للولايات المتحدة الأمريكية والإستكبار العالمي في
العالم وفي الشرق الأوسط خاصة.
إن الثورات العربية الكبرى التي حدثت في العالم العربي كثورة تونس ومصر
وليبيا واليمن هي ثورات شعبية تطالب بالإنعتاق من ربقة الإستبداد الداخلي
والإستكبار العالمي المتمثل في الولايات المتحدة والصهيونية العالمية.
لذلك فإن أمريكا ومن اليوم الأول وقفت إلى جانب عملائها وحلفائها
المستبدين حتى آخر لحظة ، دافعت عنهم وبعد أن لاحت آفاق النصر في الأفق
على الطواغيت قامت بالتحالف مع بقايا الأنظمة الظالمة لكي لا تنتصر
الثورات إنتصارا كاملا كما حدث في إنتصار الثورة الإسلامية في إيران حيث
إنتصرت إنتصارا شاملا وجذريا على الحكم الشاهنشاهي وإقتلعته من الجذور.
الولايات المتحدة الأمريكية والدوائر الإستكبارية لا تريد أن تتكرر تجربة
الثورة الإسلامية الإيرانية ، لذلك إتفقت مع بعض جنرالات الجيش
والسياسيين في تونس وسعت ولا تزال تواصل السعي للإتفاق مع بعض الجنرالات
في الجيش المصري والسياسيين ورجال الأمن من بقايا حكم مبارك من أجل
إحتواء الثورة الشعبية الشبابية الرائدة في مصر ، وهاهي الآن تتفق مع
حلفاء علي عبد الله صالح بالأمس وحلفائها اليوم من أجل الإلتفاف على
ثورات الشعب اليمني  ،كما تسعى لإحتواء الثورات الشعبية في سائر الدول
العربية.
أما في البحرين فقد قامت الولايات المتحدة بالإلتفاف على الثورة الشعبية
وذلك بإعطاء الضوء الأخصر لحكومة آل خليفة في البداية لقمع الثورة بصورة
مفرطة ولكنها منيت بالفشل الذريع ، وعندما لم تستطع السلطة الخليفية أن
تقمع وتجهض الثورة، أعطت أمريكا مرة أخرى الضوء الأخضر للسعودية بأن
تتدخل عسكريا مع قوات درع الجزيرة من أجل الإجهاض على ثورة 14 فبراير ،
كما قامت بتعتيم إعلامي ولا زالت تقف إلى جانب حلفائها القدامى
الديكتاتوريين الفاشيين من آل خليفة ، وهاهي الآن وبعد صمود شباب الثورة
أصبحت محرجة أمام المجتمع الدولي لوقوفها إلى جانب الأنظمة الإستبدادية
وعدم إهتمامها بمطالب الشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية وإحترام حقوق
الإنسان ، وأخيرا أخذت تطالبهم بإجراء إصلاحات سطحية وقشرية لا ترتقي إلى
مستوى نضالات شعبنا وجهاده الطويل من أجل إصلاحات سياسية جذرية.
إن إهتمام العلماء والمراجع والحوزات الشيعية في مختلف أنحاء العالم
خصوصا في مدينة قم المقدسة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية
ومشهد المشرفة ووقوفهم الشامخ والتاريخي إلى جانب شعب البحرين المظلوم
وثورته السلمية الحضارية أعطاه زخما ثوريا إستطاع أن يقف وقفة تاريخية
أمام جيوش الإحتلال السعودي التي قامت بعد غزوها بأبشع الجرائم والمجازر
ضد الإنسانية ، وهذه هي العقلية القبلية الجاهلية التي يتصف بها آل سعود
والوهابية والفكرالتكفيري في السعودية ، فهم يجسدون الخط والفكر الأموي
الجاهلي في التاريخ ، فقد أسسوا مملكة وراثية مطلقة بأفكار ونهج الفكر
الأموي المرواني ، هذا الخط الذي حارب الإمام علي بن أبي طالب (عليه
السلام) في معركة "الجمل" ومعركة "صفين" وغصب الخلافة الإسلامية وتسلط
على رقاب المسلمين وقتل الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بالسم النقيع
ومن ثم قتل سيد الشهداء وسبط الرسول الإمام الحسين (عليه السلام) في
كربلاء هو وأهل بيته وأصحابه بقتلة شنيعة وفضيعة تحدث عنها التاريخ
بواقعة الطف ومأساة كربلاء حيث الشهادة الدامية لسيد لأبي الأحرار أبي
عبد الله الحسين وأهل بيته وأصحابه ومن ثم سبي حرمه وأخذهم سبايا إلى
الكوفة والشام.
وتتكرر مأساة كربلاء في البحرين ، فأصبحت البحرين كربلاء الخليج حيث
أستشهد المئات وجرح وأصيب الألآف وهناك المئات من المفقودين والألآف من
المعتقلين نساءً ورجالا وشبابا وأطفالا يمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب
النفسي والجسدي ويتم إغتصابهم جنسيا على أيدي من يدعون الإسلام وحماة
الحرمين الشريفين.
الثورات الشبابية والشعبية في البلدان العربية في تونس ومصر وليبيا
واليمن لم تتعرض بلدانها لتدخل وإحتلال عسكري من الدول العربية كما حدث
في البحرين ، لقد إنتفض شعبنا سنة وشيعة من أجل مطالب سياسية عادلة حٌرم
منها طوال خمسين عاما ، وقد إنتفض شعبنا من أجل حقوقه السياسية
والإجتماعية والسياسية منذ إحتلال البحرين من قبل عائلة آل خليفة.
وتشترك الثورات الشبابية في الدول العربية معا بأنها تعرضت إلى ثورة
مضادة داخلية عبر بقايا الأنظمة الطاغوتية ، وثورة مضادة من قبل الحكم
السعودي الذي أصبح المندوب السامي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط. وإن
شباب الثورة في تونس وخصوصا في مصر الكنانة قد تصدوا بما لديهم من قوة
ووعي ديني وسياسي للمؤامرات الأمريكية الصهيونية والإسرائيلية والسعودية
، ولا يزال شباب الثورة في مصر يقاوم هذه الثورات المضادة التي تسعى
للإلتفاف على ثورته ومصادرتها ، والسعودية هي الراعي لبث الفرقة بين
أبناء الشعب المصري وبث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين وتضغط السعودية
من أجل لغو إصدار حكم الإعدام على حسني مبارك برشاويها للمجلس العسكري
المصري بثلاثة أو أربعة مليارات دولار، كما هددوا المجلس العسكري تهديدا
مبطنا لثنيه عن إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران.
إن وعي شباب ثورة 25 يناير ووعي القيادات الدينية والسياسية للشعب المصري
سوف يفشل مؤامرات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الرجعية في المنطقة
، وسوف ترجع مصر كما قال قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنائي (دام
ظله الوارف) إلى قلب الأمة العربية والإسلامية حيث قال سماحته عنها
بـ:"أن مصر قلب الأمة العربية ، فإذا صلٌحت صلٌحت الأمة العربية وإذا
فسدت ، فسدت الأمة العربية".
كما إن السعودية تسعى للإلتفاف على الثورة الشبابية اليمنية بدعم حلفائها
وبقوة بعد أن حدثت إختلافات وإنشقاقات بينهم ، وهي تسعى مع الولايات
المتحدة أن لا تنتصر الثورة اليمنية  عبر الإبقاء على حلفائها من بقايا
حكم علي عبد الله صالح والمنافسين له ، ومحاولة قمع الثورة بأي شكل من
الأشكال.
إننا نرى إن مظلومية شعب البحرين التي تحدث عنها قائد الثورة الإسلامية
تتحدد في عدة نقاط منها:
أولا     : الإستبداد الخليفي القبلي المطلق وإستخدام القوة المفرطة
وتطبيق العقاب الجماعي ضد الشعب منذ اليوم الأول ، فقد منعت السلطة
الخليفية علاج الجرحى والمصابين في المستشفيات.في بداية الثورة قام
المسعفين ورجال الإسعاف والأطباء في مستشفى السلمانية وسائر المستشفيات
والمراكز الصحية بإستقبال الجرحى والمصابين ومعالجتهم ، ولكن وبعد التدخل
السعودي في البحرين منعت قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة
والقوات العسكرية والأمنية الخليفية الجرحى من العلاج في مستشفى
السلمانية ومنعت المراكز الصحية الحكومية والخاصة من علاج المرضى ، فقام
الشعب بمعالجة الجرحى والمصابين في الحسينيات والمساجد والبيوت وبوسائل
بداية ، ولا زال يعالج الجرحى بما يمتلك من وسائل بداية وقد إستشهد على
إثر ذلك العديد من الجرحى.
ثانيا    : التدخل العسكري : قامت حكومة آل خليفة بالسماح للقوات
السعودية وقوات درع الجزيرة بالتدخل العسكري لقمع الإنتفاضة والثورة
الشعبية وإجهاضها ، حيث قامت هذه القوات بجرائم حرب ومجازر وإبادة ضد
المدنيين العزل ، كما قامت بإنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وإنتهاك
الأعراض والحرمات وهدم بيوت الله والحسينيات والمظائف وقبور الأولياء
والصالحين وحرق المصحف الشريف.
رابعا   : إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين من قبل الولايات المتحدة
والدول الإوربية: لقد تعاملت الولايات المتحدة والدول الأوربية مع ثورة
شباب 14 فبراير في البحرين بسياسية إزواجية المعايير والكيل بمكيالين
،وقامت بتعتيم إعلامي على الثورة وساندت بريطانيا والولايات المتحدة
الإرهاب الرسمي للدولة في البحرين ، كما ساندت التدخل السعودي لإحتلال
البحرين وقمع الإنتفاضة والإحتجاجات الشعبية المطلبية ، ولا زالت الإدارة
الأمريكية تدافع عن حلفائها الديكتاتوريين في البحرين أمام تحرك الجماهير
، وتطالب بخجل بإصلاحات بسيطة من أجل بقاء السلطة الخليفية لضمان حفظ
مصالحها الإستراتيجية في السعودية والبحرين من أجل تدفق النفط بأسعار
زهيدة وبقاء قواعدها العسكرية وإستمرار نفوذها السياسي والأمني والعسكري
عبر الحكام السعوديين وآل خليفة المستبدين.
خامسا : التصفية الإعلامية والتعتيم الإعلامي الرهيب : إضافة إلى التعتيم
الإعلامي الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ، فإن
الحكام السعوديين قاموا بحرب إعلامية شرسة ضد الثورة في البحرين ، وضخوا
المليارات من الدولارات وإشتروا الضمائر في البلدان العربية والأوربية
والولايات المتحدة الأمريكية للكتابة ضد الثورة الشعبية في البحرين
وإعلان الحرب ضد شعبنا وإتهامه بالطائفية ، كما هددوا حكومة قطر بقطع
العلاقات الدبلوماسية وأن لا تقوم الجزيرة بتغطية أحداث البحرين كما غطت
سائر الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا.
سادسا : تطبيق سياسة العقاب الجماعي ضد من شارك في الثورة: قامت السلطة
الخليفية الظالمة بفصل أكثر من 2000 شخص من أعمالهم ووظائفهم ، كما لا
زالت تواصل محاصرتها للقرى والمدن وتجويعها ومارست أبشع أنواع التعذيب
النفسي والجسدي ضد المعتقلين السياسيين نساءً ورجالا ، وحتى الذين تمت
محاكمتهم من قبل المحاكم العسكرية لا يزالون يتعرضون إلى وجبات تعذيب
قاسية.
وهناك الكثير من الظلم والإستبداد قد تعرض له شعبنا المظلوم في البحرين ،
ولكنه لا زال يواصل إنتفاضته من أجل إنتزاع حقوقه السياسية المغتصبة ،
وقد أثبت شعبنا بأنه شعب مقاوم للظلم والإستبداد والقمع سائرا على نهج
الإمام الحسين عليه السلام ، النهج الذي يرفض الذل والإستعباد والمهانة ،
ويأبى الخضوع للظالم الطاغي.
إن شعب البحرين حسيني النهج وزينبي البقاء ، وقد رأينا شباب الثورة
ورجالها ونسائها وحرائرها الزينبيات كيف يواصلون الطريق على نهج أهل
البيت (عليهم السلام) رغم تعرضهم لمختلف الظلم الداخلي والخارجي ، وقد
أٌتهمنا بأننا طائفيين وصبرنا وتفوقنا على كل الإتهامات وكل ما أجًجه
الحكم الخليفي والسعودي حيث أرادوا أن نحارب أخوة لنا في الدين والإسلام
والعقيدة في البحرين ، فأخوتنا في الطائفة السنية هم من الذين وقفوا إلى
جانب أخوتهم الشيعة وقفة تاريخية منذ إنتفاضة الخمسينات وحتى اليوم
وأفشلوا مؤامرات السلطة الخليفية القبلية وأصحاب الفكر التكفيري السلفي
الطالباني من أن ينال من وحدتنا الوطنية.
إن شعبنا حسيني يرخص القرابين من أجل الحرية والعزة والكرامة والشرف ،
وشبابه الثوري كلهم على إستعداد تام ليصبحوا قرابين العقيدة والولاء
للوطن ، فهم أصبحوا بعد الإحتلال السعودي أكثر إقداما وأكثر إصرارا ..
فالبحرين هي بحرين علي والحسين والولاء المحمدي والعلوي الفاطمي الحسني
والحسيني التي تزدحم فيها الحسينيات والمظائف والمدارس والحوزات العلمية
والمنابر ، والإحتلال السعودي الوهابي التكفيري مهما قام من جرائم ومجازر
وتنكيل فلن يستطع أن يهزم شعبنا ويصادر هويته الرسالية الثورية التي
إستمدها من تاريخه الإسلامي الشيعي المناهض للديكتاتوريات الأموية
والعباسية والأنظمة الإستبدادية عبر التاريخ وإلى يومنا هذا.
إن شعبنا يستمد عطائه من الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا لتراب مقدمه
الفداء) ، وكلنا أمل لخروجه وظهوره لكي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا ، وشعبنا يعمل ويجاهد ليمهد الأرضية لظهوره وقيامه على الظلمة
والمستبدين وينقذ المستضعفين من جور السلاطين والمستكبرين.
إن مقاومت شعبنا في البحرين للظلم والإضطهاد والغزو السعودي ، بالإضافة
إلى دعم الشعوب العربية والإسلامية في العراق وإيران ومصر ولبنان
والمنطقة الشرقية في السعودية أفشل مؤامرة السلطة الخليفية في إحتواء
الثورة وإجهاضها.
إن الإحتلال السعودي يجب أن يخرج من أراضينا ، لأن الدول الإقليمية ومنها
إيران والعراق لم تعد تتحملا طويلا بقاء هذه القوات لذبح شعب البحرين
والقيام بجرائم حرب ضده ، ولا تتحمل بقائها أيضا لأنها تهدد أمنها القومي
والإقليمي ،ولابد للدول الإقليمية أن تتحاور من أجل إيجاد مخرجا للأزمة
في البحرين ومخرجا لخروج القوات الغازية عن أراضينا. وإذا ما رفضت الرياض
النداءات الحكيمة لدول المنطقة وتكبرت وأصابها نوع من التعالي والتزمت
فعليها أن تأذن بحرب ضروس ضدها بعد ذلك ، ولن تقف إلى جانبها الولايات
المتحدة الأمريكية ، فالولايات المتحدة التي قامت بإخراج إسطولها الخامس
من البحرين في بداية إحتلال السعودية للبحرين خوفا من الضربات العسكرية
الإيرانية ، سوف لن تتدخل إلى جانب السعودية إذا ما أصرت على البقاء
وإحتلال البحرين.
إن القوات الأمريكية سوف تخرج من العراق وسوف تسعى الولايات المتحدة
لإيجاد قواعد عسكرية أكثر أمنها لها من منطقة الخليج ، ولذلك فهي قد قامت
ببناء قاعدة عسكرية كبيرة في عام آمية وبعيدة عن مرمى القوات العسكرية
الإيرانية، لذلك فعلى السعودية أن تفهم بأن الولايات المتحدة هي اليوم
حليفها ولكنها غدا سوف لن تقف إلى جانبها وتبارك لها كل الجرائم والمجازر
ضد الإنسانية.
لقد قامت السعودية ومعها السلطة الخليفية بإعلامها المضلل بهجمة شرسة ضد
الجمهورية الإسلامية وجمهورية العراق وكيل الإتهامات الواهية لإيران
بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية التي تشهد حركات شعبية
وصحوة إسلامية ومنها البحرين.
ولكن وعلى الرغم من الهجمة الشرسة للإعلام الرجعي والتأجيج الطائفي وشراء
الضمائر لتحريف حقائق ما يجري في البحرين ، وعلى الرغم من تدخل القوى
الأجنبية السعودية في قمع ثورة شعبنا ، وعلى الرغم من مزاعم السلطة
بإلغاء الأحكام العرفية فإن الحضور السياسي المستمر والمتواصل لشعبنا
وشباب ثورة 14 فبراير في الساحة دل دلالات واضحة على مدى ضعف الحكم
الخليفي في إحتواء الثورة وأن شباب الثورة الأشاوس وبعد تقديم كل هذه
التضحيات الجسام لن تتراجعوا حتى تحقق مطالبهم العادلة والمشروعة في
إصلاحات حقيقية وجذرية.
إن الأسرة الخليفية الحاكمة في البحرين أصبحت تتخبط في مواقفها السياسية
تجاه الدول إيران والدول الإقليمية والدول العربية وشعوبها التي دعمت
مطالب شعبنا العادلة والمشروعة ، وأصبحت حاليا تحت رحمة الضغوط الداخلية
والإقليمية والدولية ، وهي تبحث عن سبل للهروف من أخطائها الفضيعة التي
إرتكبتها ضد شعبنا في البحرين وتسعى وبعقلية الحكومات القلبية الجاهلية
التي تهمش وتقصي شعوبها ولا تعطيهم إلا الفتات من الإصلاحات التي لا تمس
جوهر السلطة وحكومة رئيس الوزراء والوزارات السيادية التي يجب أن تكون من
حصة العائلة الخليفية، كما أنها تسعى للهروب والإفلات من العقاب ومن
المحاكم الجنائية الدولية التي أقيمت فيها الدعاوي القضائية لمحاكمة ملك
البحرين ورموز سلطته الديكتاتورية على ما إرتكبوه من جرائم ومجازر بحق
الإنسانية.
إن مقاومة شعبنا في البحرين ودعم شعوب العالم العربي والإسلامي لثورتنا
الشعبية وخاصة من الجمهورية الإسلامية وشعبها وجمهورية العراق وشعبها
وكذلك وقوف الشعب اللبناني والمصري وفرت أجواء إيجابية فقدت معها أسرة آل
خليفة قدرتها على الإلتفاف على الثورة والقضاء عليها.
لذلك فإن عملية الحوار المزعومة دون شروط مسبقة للمعارضة والإصلاحات
السياسية المرتقبة بعد الحوار مع الجمعيات السياسية مطلع شهر يوليو
القادم لن تحضى بقبول أغلبية الشعب البحراني الذي ناضل من أجل بزوغ فجر
جديد من الحرية والديمقراطية ، وناضل من أجل التحرر من ربقة السلطة
القبلية العشائرية.
إن هناك إجماع شعبي وطني شامل على أن دعوة الحوار هي دعوة كاذبة ، وقد
عرف الشعب حقيقة ما تبطنه العائلة الخليفية له من مؤامرات للإلتفاف على
الثورة ، فالشعب الذي تعرض الى الظلم والبطش والغدر وجرائم القتل ومجازر
وإنتهاكات لحقوق الإنسان وهتك الأعراض والتعدي على المقدسات وعذب أبنائه
تعذيبا قاسيا وحكم الآخر أحكام سياسية جائرة في محاكم عسكرية على يد أسرة
آل خليفة وأزلامها ومرتزقتها وقوات الإحتلال السعودي لن يقبل بعد هذا
اليوم  بالتعايش معها ولن يقبل بأن يبقى تحت مظلتها ، فلن تنفعه
الإصلاحات السياسية الصورية والكاذبة، وكما لم تنفعه الملكية الشمولية
المطلقة خلال عشر سنوات مضت فلن تنفعه الملكية الدستورية التي يتطلع
إليها دعاة الإصلاح من الجمعيات ويسوقون إليها ويريدون الحوار مع السلطة
الغاشمة في غياب قادة الثورة وقادة المعارضة السياسية والزعات الدينية
والسياسية والشباب الذي فجروا ثورة 14 فبراير المجيدة وهم حاليا يقبعون
في غياهب السجون والمعتقلات الرهيبة ، فشعبنا لن يقبل بدعوات الحوار
العقيمة و السقيمة والفاشلة مقدما وسيرفضها تماما ، وهو يسعى لمواصلة
النضال والجهاد والثورة السلمية والمقاومة لطرد الإحتلال السعودي وإسقاط
الحكم الخليفي العفن والمتهاوي من أجل إقامة نظام سياسي جديد على أنقاضه.

أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين – المنامة 9 يونية 2011م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/09



كتابة تعليق لموضوع : أنصار ثورة 14 فبراير يثنون على خطاب قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنائي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net