صفحة الكاتب : د . رائد جبار كاظم

حي على الفساد.. يا ساسة البلاد
د . رائد جبار كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس هناك من قضية وموضوع مركزي وكبير يشغل العراق والعراقي مثل موضوع الفساد، الفساد بكافة صوره، الاداري والسياسي والاخلاقي، في كافة المجالات والصعد، والذي أصبح عملة رائجة وثقافة سائدة في بلاد الرافدين، من قبل قادة البلاد وحكامه والساسة والمسؤولين، بل يعد فساد الدولة بسلطاتها الثلاث، أُس الفساد وعماده، والمحرك الفاعل والكبير لكل فساد وطغيان وخراب في مؤسسات الدولة، بل يعد الفساد السياسي والحكومي في العراق المحُفز والمشُجع الاساس لكل فساد آخر، واذا كانت هذه السلطات الحاكمة والقائدة والتي تعد أعلى سلطة في البلاد، هي من تفسد وتقود الفساد وراعية له وتحميه بما توفر لها من سند قانوني وفذلكات دستورية وقضائية، فماذا يفعل الانسان العادي والمواطن البسيط ؟ لقد تساهلت هذه السلطات وزعمائها وتسامحت كثيراً في ادارة الملفات السياسية والحكومية والقانونية، وعدم احقاق الحق وابطال الباطل، بل السعي الجاد والدائم لاحقاق الباطل وابطال الحق، وهذا ما نلمسه بوضوح بأم أعيننا، وتحت مرأى ومسمع الجميع، والتوافق والاتفاق السياسي والحزبي في ادارة البلد وفق الصورة السيئة والكريهة والمدمرة من قبل لصوص السياسة وسراق البلاد وقادة الفساد وقتلة العباد.
لا أدري ما هو السر الذي يقف وراء تنامي وتزايد ظاهرة الفساد السياسي والحكومي والقضائي في العراق، في ظل النظام الديمقراطي، الذي يتيح للشعب محاسبة الفاسدين وازاحتهم، ولكن صوت الشعب وتظاهرهم وخروجهم المستمر على هؤلاء الفاسدين والمدمرين للبلد، لم تزح ساسة الفساد وحكامه، بل تآزر هؤلاء وتخندقوا بجبهة واحدة ضد الشعب وصوت الحق، لتتضح صورتهم السيئة والمقرفة بشكل أكبر وأقرب أمام الملأ، دون خوف أو خشية من أحد، لأنهم يتسلحون بالمال والرجال والكتل والاحزاب والقضاء، وهذه هي الطامة الكبرى في العراق الديمقراطي الجديد، كل شيء مباح للفاسدين ومتاح لهم الا الحساب والعقاب، فهو متاح للشعب والمظلومين فقط، وعندئذٍ أقرأ على البلد السلام، فحكامه جلادوه، وساسته لصوصه، وقادته مصاصوا دمائه وثرواته، وهذا وضع بلاد الرافدين بكافة فئاته وطوائفه وقومياته، فهم سواسية في المحرومية والمظلومية والمأساوية، وقادتهم وأحزابهم عادلون في الظلم والفساد لا يفرقون بين شخص وآخر من مكون أو طائفة، وهذا ما جعل العراق ساحة محتدمة ومشتعلة لا تخمد من قبل جميع الفاسدين وقادة الفساد، دون رحمة أو عدل أو مراعاة للعباد.
 لقد أُعلن مراراً وتكراراً لحجم الفساد ودرجته في العراق، من قبل مؤسسات عالمية، أعلنت ذلك وشخصته وأذاعته على الملأ، وتصدر العراق الدول العربية والاجنبية في نسبة الفساد، ولكن أعلان ذلك وبيانه جعل الكثير من الفاسدين يرفضون هذا الامر وتم شجبه وأستنكاره من قبلهم، ولكن واقع الحال يدل صراحة على ذلك وصدقه دون شك أو ريب، فالعراق بلد منهار ومدمر بكافة سلطاته ومؤسساته وأجهزته، بسبب الفساد وأرتفاع حجم الفاسدين وقادته، وتصدر الفساد الاداري والحكومي والسياسي قائمة الفساد في العراق، وفساد القمة والقادة هو الذي دمر أركان البلاد وبدد ثرواته وخيراته، وضيع أهله وطاقاته وكوادره، وهجر أبنائه وشبابه، فماذا ننتظر من حال ومآل بعد كل ذلك الوضع المأساوي المزري الذي نحن فيه؟ وهل نرتقب حالاً أسوأ مما نحن فيه اليوم من أنهيار كامل للبلاد والعباد، أم ستُفرج الكُرب والشدد التي تتوالى علينا وتتساقط على رؤوسنا كالمطر؟، وهذا ما نتمناه ونرغب أليه، ولكننا دون تشائم، لا نرى أي تغيير أو أصلاح للحال يلوح في الافق يرتجى من هذه الجماعات التي تقود البلاد، ما دامت جاثمة على صدورنا، ومستغلة لصبرنا وطيبتنا، وسارقة لحقوقنا وثرواتنا. 
العملية السياسية في العراق منهارة ومنخورة تماماً، لا شيء يصلحها ويرتقها، لأنها بُنيت على أسس خاطئة جداً، أقيمت على الطائفية والحزبية والمحاصصة والمناطقية والاقصاء والتهميش لمكونات على حساب مكون، وعدم مراعاة الشعب والعمل لخدمته، بل العمل الدائم والجدي لصالح الاحزاب والشخصيات والمصالح الضيقة التي دمرت العراق وأسقطته في أتون حروب ملتهبة ودائمة لن تهدأ أبداً، وهذا هو السبب والعامل الاساس الذي جعل الارهاب والفساد يتكاتفان مع بعضهما البعض لدمار هذا البلد وأنحطاطه، وهذا كله ما كان ليوجد لولا وجود أجندات ومخططات داخلية وخارجية تقود هذا البلد نحو الجحيم، تقوده الكثير من مافيات الاحزاب وعصابات الاجرام المنظم، لأفراغ العراق من كل شيء، وتفكيكه وتدميره وتشظي مكوناته الاجتماعية وافساد منظومته الثقافية والسياسية والدينية والفكرية، عن طريق الكسب الحزبي والاغراء الوظيفي والوعود الذهبية التي تقطع للناس من قبل المتنفذين والاحزاب والساسة، وهذا كله انما جرى تحت مظلة الفساد المنظم الذي يُقاد من قبل شخصيات فاسدة ومروجة للفساد وقائدة له، تتزعم السلطات الثلاث ومؤسسات الدولة، لم يخف تأثيرها ودورها الكبير اليوم على الساحة السياسية والاجتماعية، وتصول وتجول تحت مرأى ومسمع الجميع، دون محاسبة لهم أو رادع، لقوتها وسطوتها وتنفذها في جسد الدولة العراقية، وتسحق كل من يقف بطريقها أو يحاول رفضها وأستأصلها، ولكنها ناسية أن منطق التاريخ وسننه أقوى من كل ما يملكون وما يفعلون، وأن الجماهير أقوى من الطغاة، في كل زمان ومكان، ولكل أجل كتاب، ولكل ظالم وفاسد ومتجبر نهاية عاجلاً أم أجلاً.       

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

د . رائد جبار كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/27



كتابة تعليق لموضوع : حي على الفساد.. يا ساسة البلاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب سليمان حياك الرب . طرحت مجموعة من الاسئلة يحتاج كل سؤال منها الى بحث منفصل. ولكن لابد من الاجابة ولو بصورة مختصرة . بولص شخصية مضطربة جدا فهو مجهول النسب والاصل يُعرف بأنه شاول الطرسوسي وحسب وصف الإنجيل فقد ساهم بقتل اسطفانوس رجما بالحجارة ويقول الانجيل (كان تلاميذ يسوع المسيح يرتعدون هلعا من مجرد ذكر اسمه ، وكان يلقيهم احياء في الزيت المغلي او يرضخ رؤوسهم بالحجارة) هذا الشيطان تحول فجأة إلى قديس وملاك ورسول ثم تتبع الانجيل واحرقه واتلفه وطارد التلاميذ ، ثم وضع بديلا عن انجيل يسوع انجيله المعروف بإنجيل بولص كما نقرأ في رسائله : 1- (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16 (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي ) 2- وقوله في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25 ( وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي) 3- وقوله في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 8 (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي). ففي هذه النصوص الثلاث ذكر بولص مختصر مهمته السرية التي كلفه بها مجمع السنهدريم اليهودي. الاول أن الله سوف يُحاسب الناس يوم القيامة حسب إنجيل بولص ، فلا إنجيل غيره. النص الثاني : ان الله سوف يقوم بتثبيت إيمان الناس حسب إنجيل بولص. النص الثالث: ان قيامة يسوع المسيح من الموت تمت بحسب إنجيل بولص. واما الرقوق التي جاء بها من منطقة العربية فهي مدرجة في إنجيله وكلها خزعبلات كتبها يهود الجزيرة له وامروه ان تكون بديلا عن انجيل يسوع المسيح. اما اعداء رسالة الاسلام بعد النبي فهم ابو بكر وعمر . وعمر اخطر من بولص لأنه درس عند اليهود منذ ان كان صغيرا وقد حاول ان يُدخل في القرآن ما ليس منه ولكن الرب ابطل عمله. هناك كلام كثير لا يسعه هذا المجال. تحياتي

 
علّق سامي التميمي ، على الامارات تسلم حمدية الجاف مدير المصرف التجاري العراقي السابق : هناك حقيقه متزامنة ان اكثر أموال الدوله العراقيه مهربة إلى الإمارات والأردن وهنا يبرز التزامن بقيام شياع السوداني للاردن اولا ثم الامارات وفي وقت واحد تحقق على الأرض تنفيذ المدن الصناعية المشتركه مع الأردن المفلسه والإمارات مركز المافيات وتبييض الاموال والتي ستدخل لبناء منشئات ميناء الفاو وكلتا الدولتين في اعلاه سيكونان شريكين باستخدامها أموال العراق المهربة في مصارفهما وعلى معنى مثلنا الشعبي ( من لحم ثوره واطعمه)

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل خطر الغضب و الضلال يهدد أتباع جميع الاديان و خاصة المسلمين منهم و الدليل على ذلك اننا أمرنا أن نقرأ الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا بمعدل 22 مرة بين فرض و نافلة .و لولا فداحة ذلك الخطر لما كان ذلك التكرار .و الهداية متعلقة بالصراط المستقيم و منوطة به حتما و الصراط المستقيم معروف ذاتا و عينا . و الغضب يترتب عن قتل الانبياء و الاولياء و الابرياء و قد حصل عند اليهود و النصارى و المسلمين و الضلال يترتب عن تحريف الدين و قد حصل عند الكل و الدليل على ذلك وجود المذاهب بالعشرات عند الكل رغم ان الله واحد و جبرائيل واحد و الرسول او النبي واحد على مر العصور مما يقتضي ان يكون الدين واحدا أيضا . هناك اكثر من حديث نبوي يؤكد اننا سنتبع اليهود و النصارى شبرا بشر و ذراعا بذراع و هذا يعني ان الغضب يشمل الكل و الضلال يستوعب الكل و هناك فقط فرقة ناجية عند الكل . و لئن كان بولص تلك الشخصية الغريبة قد تطوعت لتحريف رسالة المسيح عيسى بن مريم بحماس منقطع النظير فمن المحتم ان يكون لدى المسلمين بولصهم الذي قام بنفس الدور بحماس غريب ايضا . و شخصية بولص الذي لم يتصل بالمسيح اصلا تحوم حولها مجموعة من التساؤلات تستدعي اجابات فلم غير اسمه من شاوول الى بولص؟ و بعد ان اضطهد اتباع المسيح بلا رحمة لم رحل الى الجزيرة العربية ؟ و بمن اتصل ؟ و ما هي الرقوق التي اتى بها ؟ ثم لماذا انقلب تماما و ارتدى معطف المسيحية ليخرب الدين الجديد من الداخل؟ و هذا ما حصل فعلا . و وفقا لسنة او قانون القذة بالقذة و الشبر بالشبر و الذراع بالذراع و لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه و فقا لذلك و تبعا لذلك يجب ان يكون للمسلمين بولصهم ..قام تحريف الدين من الداخل و على علماء المسلمين ان يكشفوا الغطاء عن هذا التناظر المرعب و ان لم يفعلوا عليهم بحذف احاديث القذة و الشبر و الذراع من معجم الاحاديث النبوية .تلك الاحاديث صحيحة و ثابتة و تاريخنا يؤكد وقوع مضمونها و حصوله . و للسيد المسيح قولة شهيرة : أخرج اولا الخشبة من عينيك و حينئذ تبصر جيدا . و ما لم نخرج الخشبة عن اعيننا و نكتشف بولص المسلمين فسنبقى في تيه و ضلال مبين . و لذلك فإن حصر المغضوب عليهم على اليهود فقط و الضالين على النصارى فقط و تحميلهم هذا الخطر المزدوج لوحدهم هو تضليل في حد ذاته و الآية الكريمة ( أفإن مات أو قتل ) تجعلنا نشك في كل شيء ..

الكتّاب :

صفحة الكاتب : د . حازم رشك التميمي
صفحة الكاتب :
  د . حازم رشك التميمي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net