صفحة الكاتب : علي السبتي

إحدى رسائل الطفّ آدميّة الإنسان
علي السبتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حين وصل الحال إلى المُحال في ترميم تصدّعات جسد الأمّة الإسلامية وغياب الصفات الآدميّة عند الحكّام، كان لابُدّ من أن يُصعق ويُصدم جسدُ الأمّة الإسلامية لكي يبرز المضمون الإنساني ويخطّ سبيلاً حضاريّاً يمتدّ إلى أبعد نقطةٍ في أفق التأريخ المستقبليّ، ولينفتح علماءُ الأديان السماويّة المثقّفين وكلّ البشريّة بمختلف طبقاتهم على القيم والمبادئ الكبرى التي صاغتها النهضةُ الحسينيّة، التي تُعدّ الخطوة الأولى في مشروع فصل السلطة التشريعيّة عن التنفيذيّة من أجل ضمان العدل للمجتمع، وتؤسّس أيضاً للدور الثوريّ في بناء الإنسان ضدّ الظلم الذي ينعكس على المجتمع بشكلٍ مباشر، لتخلق بذلك مضامين إنسانية سامية.
فالنهضة الحسينيّة وتأسيسها للبناء السليم للإنسان كلٌّ له شروطه ومرتكزاته،  حيث بدأت من نبذ احتكار السلطة والجور على الناس وكتمان الحقّ رغم قلّة العدد وخذلان الناصر، وحثّ العارفين والعلماء بنشر العلم والمعرفة وتعميمهما والاحتكام الدائم إلى الحجّة والبرهان والخروج من كلّ دوائر الجدل الذي يبتعد عن الحقائق تارةً أو لا يستهدف الوصول إليها تارةً أخرى، وغيرها من المرتكزات.
كما أنّ النهضة الحسينيّة أسّست لمفاهيم العمل على اكتشاف وإظهار الينابيع الإنسانية العميقة للدّين الإسلاميّ بل تعدّى ذلك ليكون لكلّ الأديان السماويّة، وساهمت في بلورة خيارات إنسانيّة أكثر عدلاً ومساواة وحرّية للبشريّة جمعاء.
إنّ هذه النهضة العظيمة قد أفشلت على مرّ الدهور كلّ محاولات الانحباس والتضييق والبعد عن الروح الإنسانية التي كلّفت البشرية الكثير من العناء والشقاء، بسبب الابتعاد عمداً عن نهجها وتطبيق قوانينها، فالمجتمعات الإنسانيّة اليوم في أمسّ الحاجة إلى الدين في بُعْده الإنساني والأخلاقيّ والروحيّ الذي جسّدته أروع تجسيد واقعةُ الطفّ.
لذا ما كان لكلّ صاحب لبٍّ سليم إلّا أن ينتمي إلى هذه المدرسة المعطاء، وممارسة شعائر الحزن وإظهار عظم الفاجعة في هذه الأيّام العاشورائية، وهذه ليست مدعاة للانتقاص من حقوق الإنسان أو التقليل من فُرصه في العدل والحرية كما يدّعي البعض، بل ما دُمت في كربلاء فالحقوق مصانة للجميع بصرف النظر عن الدين أو العرق أو القومية..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السبتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/13



كتابة تعليق لموضوع : إحدى رسائل الطفّ آدميّة الإنسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net