الجدل ..حول مفهوم العقل والذكاء.!!
صادق الصافي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صادق الصافي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ألفاظ اللغة متعددة ..لكن معانيها محدودة..!! وتتمثل في الأحداث , السبب , الهيئة ,المكان ,الزمان ,الحال ,العدد ,النفي ,الأيجاب ,الفاعل والأختيار.. وتنقسم الأحداث بأختصار الى 1- الكلام -أما لساني لفظي ,أو كلام رمزي بالأشارات و2- الفعل -أي ماتقوم به أعضاء الجسم , وسواء كان الحدث كلاماً أو فعل فأنه يصنف أما حسن أو سئ ويدخل الذكاء عاملاً فعالاً بدرجات متفاوته بين البشر في تحديد هذا الحدث نحو الأفضل أو الأسوأ ..والذكاء في كل البشر هو -العقل- ويسميه القرآن - البصيرة - أي في نفسه عقل يميز به بين الحق والباطل وبعكسهم - ضعاف العقل من المجانين أو الأغبياء ممن حدث في عقولهم طور من أطوار الضغط أو الضعف بسبب المرض أو نقص الرعاية أو الأهمال في التربية وغالباً ما يحتاجون لعلاج وفي أطار الذكاء يولد الأجتهاد ويطلق على أصدار حكم بعد تفكير و تأمل و دراسة لأمر ما , وقد يختلف البشر في تفسيراتهم وقناعاتهم لهذا المنجز.! وقد أعطانا القرآن مثالاً حول الأجتهاد! في سورة الأنبياء -قوله تعالى -- وداود وسليمان أذ يحكمان في الحرث أذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمها شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً و علماً -- فكل منهما أجتهد وحكم بالحق نتيجة فهمه للأمور . ويعتقد الكثيرين أن الذكاء هو سرعة الفهم .؟ والحقيقة أنه لا علاقة للسرعة أو البطء في الذكاء ولكن العبرة بالنتيجة الصحيحة وهو أتباع الحق والعدل والصواب.
ويعرف الفلاسفة الذكاء بأنه النشاط الأدراكي المعرفي,و يقول العاملون في البيئة أن الذكاء تكيف الكائن الحي تكيفاً صحيحاً مع البيئة المتغيرة , والتكيف يعني مسايرة الآخرين والمحافظة على الحياة بكل الطرق , فيما لايرتضي الدينيون هذا التعريف ويصفون المسايرة غير مرغوبة كونها باطلاً و أنحرافاً عن العقيدة الدينية التي تبتغي الشجاعة وقول الحق..مهما كانت النتيجه المترتبة ,أما العاملون في وظائف الأعضاء ,يعتقدون أن الذكاء هو زيادة عدد خلايا القشرة المخية أي كبر حجم النتوء في المخ أو زيادة في عدد الخلايا , وهذا ما أثبته العلم حديثاً في قياس حجم دماغ عالم الفيزياء- أنشتاين- ,لكن المعترضين لديهم رأي آخر بأن الجسم ومنه المخ لايتصرف وقت النوم ,كما هو في وقت اليقظة ,ولو كان الحجم له علاقة لكان البدناء والمصارعين هم الأكثر ذكاءاً وفطنة لكون أجسامهم ضخمة فأنه ينعكس على كبر حجم المخ عندهم أيضاً
يؤكد العلم أن الذكاء هو القدرة على التعلم , وهذا ما ينفيه الدين في - قوله تعالى من سورة العلق - علم الأنسان مالم يعلم -- وأن الكل قادر على التعلم .. وأن الذكاء هو القدرة على التفكير وأستعمال المفاهيم والرموز المختلفة للتصرف في المواقف المختلفة , لكن البعض يعترض أيضاً بقوله تعالى -- ياأيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون -- من سورة الصف. ويعتقد كثيرين أن الذكاء هو الحكم السليم , ولا يكتفي بهذا التعريف من الناحية الدينية فالحكم السليم يجب أن يتبعه عمل سليم ليكتمل كعمل هادف ويتعامل بكفاءة مع البيئة والقدرة على حل المشكلات .!! و تتساوى قدرة الأناث والذكور في التعلم والتغيير والأبداع ولكن المفهوم الديني يميزه انه طالما عمل كل منهما بالحق وأمنا به فهم سواسية , ويفرق بين العقلاء والمجانين وضعاف العقول ويختلف بدرجات متفاوته من أنسان لآخر و أنهم يمتلكون نسبة من الذكاء لأن الذكاء لو أنعدم في عقولهم لكانوا أشبه بالجماد ,ينقلون كالحجر من مكان لآخر..بدون وعي ولأن أغلب حالات الجنون لايولد مجنوناً .!! مصداقاً لقوله تعالى - من سورة النحل -- والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً -- وللأهمال و نقص التربية والعلاج النفسي والجسدي وحالات الفقر والحاجة دور في حياتهم وعقولهم , علينا أن نشكر خالقنا على نعمة العقل والصحة.!
قالوا في حكمة القول - أشكر لمن أنعم عليك,وأنعم على من شكرك, فأنه لا بقاء للنعم أذا كفرت, و لا زوال لها أذا شكرت --
صادق الصافي - النرويج
sadikalsafy@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat