صفحة الكاتب : نزار حيدر

 قُوَّاتُنا المُسَلَّحَة تَكْتُبُ تَارِيخاً جَدِيداً لِلْعِرَاقِ
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  وَلِهَذِهِ الأَسْبَابِ أَتَمَنَّى أَنْ تَطُولَ الأَزْمَةِ الخَلِيجِيَّةِ

  أَوَّلاً؛ لقد باتَ النَّصرُ النَّاجزُ في الحَرْبِ على الارْهابِ قابَ قوسَين أَو أَدنى باْذنِ الله تعالى، وإِنَّ ما تحقِّقهُ قوَّاتنا المسلَّحة الباسِلة في هذه الحَرْبِ وتحديداً في معركةِ تحريرِ المَوصل يرسمُ معالمَ تاريخٍ جديدٍ لبلادِ الرَّافدَين!.

   ولقد حرَّرت قوَّات الحشدُ الشَّعبي البطلة والباسلة مناطقَ مِنَ البلاد ظلَّت حواضنَ للارهابيِّين حتَّى قبلَ سقوطِ المَوصل بيدهم والى قبلَ أَيَّامٍ فقط! وهي إِشارةٌ واضحةٌ الى حجم الانتصارات التي تتحقَّق!.   

   ستقضي هذه المعركةُ على الارْهابِ كقوَّةٍ ظُلاميَّةٍ تدميريَّةٍ كانت تسيطرُ على مساحاتٍ شاسعةٍ من الأَرض في بلدِنا الحبيب! أَمَّا حربنا ضدَّ الفكر التَّكفيري الذي أَنتجَ كلَّ هذا الارهاب فتطولُ وتطول! لانَّ تطهير العقول ليس بالأَمر الهيِّنِ والسَّهل، فاذا كانت الحَرْبِ العسكريَّة يتحقَّق فيها الانتصارُ بالتَّضحيات والدِّماء فانَّ تحقيق النَّصر في حربِ العقائد والمذاهب الفاسدة والأَفكار المسمومةِ لا تتحقَّق بالتَّضحيات وإِنَّما بالعمل الفكري والثَّقافي والتَّربوي الدَّؤوب الذي يجب أَن يتحمَّل مسؤوليَّتهُ الجميع، خاصَّةً العُلماء والمفكِّرين والمثقَّفين والاعلاميِّين من أَجل إِعادة صياغة عقول البشر التي تضرَّرت بالعقيدةِ الفاسدةِ، العقيدة الوهابيَّة التكفيريَّة، فكانت ضحيَّة التَّضليل عندما تحوَّل أَصحابُها الى دوابٍّ تفجِّرُ نفسها وسط الأَبرياء وتدمِّر التَّاريخ والمدنيَّة والحضارة والتُّراث وأَسباب الحياة وكلَّ شيءٍ!.

   ثانِياً؛ إِنَّ أُمنيتي القلبيَّة التي أُقدِّمها بين يدَي الله تعالى في هذا الشَّهر الفضيل، هي أَن تطول الأَزمة الحاليَّة التي تفجَّرت بين أَخطر حاضِنتَين وراعيتَن للارهابِ في المنطقة والعالَم وأَقصد بهِما نِظامُ القبيلةِ الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة ونظامُ [موزة] الحاكم في قطَر، فانَّ إِستمرارها مدَّة من الزَّمن؛

   ١/ يُساعدُ على إِماطة اللِّثام عن جانبٍ من أَسرار دعمهُما للارهابيِّين وعلى لسانهِما، كما نرى الآن، إِذ راح إِعلامُ الرِّياض والدَّوحة يفضحهُما كاشفاً عن بعضِ أَسرار دعم هتَين العاصمتَين للجماعاتِ الارهابيَّة خاصَّةً في الْعِراقِ وسوريا وغيرِها من البلاد العربيَّة.

   نحنُ بحاجةٍ الى [شهود عدول] أَمام محكمةِ التَّاريخ والشُّعوب، خاصَّةً من ضحايا الارهاب! وها هم جاء دورهُم ليقفوا أَمامَ محاكم الضَّمير التي تسجِّلُ الآن كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ.

   ٢/ إِنَّ إِنشغال هتَين العاصمتَين في الخلاف المتفجِّر حاليَّاً يُشغلهم عن الاستمرار في دعمِ الارهابيِّين في الْعِراقِ وسوريا تحديداً، الأَمرُ الذي يمنح القوَّات المسلَّحة في كِلا الدَّولتَين فرصةَ الاسراعِ في القضاءِ على الارهابيِّين وتطهير الأَرض من رجسهِم!.

   ٣/ كما أَنَّ لكشفِ العاصمتَين أَسرار دعمهُما للارهابيِّين يقدِّمُ خدمةً إِستخباراتيَّةً وأَمنيَّةً توثيقيَّةً كبيرةً لقوَّاتِنا المسلَّحة وأَجهزتِنا الاستخباراتيَّة تساهمُ في الاسراعِ في القضاءِ على الارهابيِّينَ وحواضنهم وطرُقهم السَّالكة!.

   كما أَنَّها تقدِّمُ خدمةً كبيرةً للعراقيِّين الذين ينوونَ الآن تحريك ملفَّات الادانة ضد مَنابِعِ الارهاب وحواضنهُ الحقيقيَّة ومموِّليه وبالخصوص نِظامُ [آل سَعود] الارهابي الفاسد الذي يحتضن ويحمي الحزب الوهابي الذي يُعتبر بمثابة الأُمُّ الشّرعيَّة لكلِّ التَّنظيمات الارهابيَّة بمختلفِ أَسمائِها ومسمَّياتِها، حسب ما جاءَ في شهادةِ الشُّهود في جلسة الاستماع الرَّسمية للكونغرس الأَميركي!.

   إِنَّها تقدِّمُ لهم أَدلَّةً وإِثباتات حيَّة وموثَّقة من منابعِها الأَساسيَّة!. 

   ٤/ كما أَنَّ إِدامة زمن الأَزمة يوطِّئ ويهيِّئ لعودة الْعِراقِ الى موقعهِ الطَّبيعي، ويساعدُ على بلورةِ مشروع خلق الجبهة السِّياسيَّة والاقتصاديَّة الجديدة التي يمكنُها أَن تواجه الجبهة الرَّجعيَّة التي تقودها الرِّياض والتي ما فتِئت تُعرَّض المنطقة وشعوبها للخطر المُزمن جرَّاء تخندقَها خلفَ الأثارات الطَّائفيَّة التي تُنفق عليها المليارات من أَموالِ البترودولار!. 

   ثالثاً؛ إِنَّ الخلاف الحالي بين الدَّوحة والرِّياض يشبه الى حدٍّ بعيدٍ خلاف [المومسات] على الزَّبائن و [الدَخَل] ولا شيء أَكثر من هذا! ولذلك لا ينبغي أَبداً أَن نكون طرفاً فيهِ وقد قال أَميرُ المؤمنين (ع) بهذا الصَّدد {كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ}.

   كلتا العاصمتَين بذلتا ما وسعهِما من الجُهد المالي والسِّياسي والاعلامي وجهد الفتوى الدِّينيَّة الطَّائفية لتدمير الْعِراقِ الجديد، فلا فرقَ بين فقهاء الحزب الوهابي، فقهاء بلاط آل سَعود، وفقيه موزة القابع في الدُّوحة بحمايةِ البلاط! كلُّهم وظَّفوا الفتوى الدِّينيَّة الطَّائفية لتشجيع وحثِّ جراثيمهِم للهجرةِ والتجمُّع في الْعِراقِ لتدميرهِ!. 

   باجتماعهِم علينا يدمِّرون أَحلامنا وواقعنا على حدٍّ سواء! فلماذا لا ندعَهُم يختلفونَ فيتفرَّقونَ! فقد يخدمنا إِختلافهُم هذه المرَّة؟!.

   على ساسةِ الْعِراقِ! وخاصَّةً [عمائِم السُّلطة] أَن يحترِموا أَنفسهُم ليحموا هَيبَة الْعِراقِ وقيمةِ شعبهِ بين الأُمَم!.

   كفاكُم [دلَّاليَّة] عالفاضي!. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/08



كتابة تعليق لموضوع :  قُوَّاتُنا المُسَلَّحَة تَكْتُبُ تَارِيخاً جَدِيداً لِلْعِرَاقِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net