صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الذكاء والإخلاص الوطني!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سألني أحد الأخوة الأجانب عن رأيّ بأحد المسؤولين في بلدٍ من البلدان.

فقال: ما هو رأيك بفلان الفلاني؟

قلت: أسْمِعني ما تريد قوله عنه.

قال: إنه ذكي.

قلت: وهل ينفع الذكاء مَن لا يملك إرادته؟!

قال: يبدو أن الأمر كذلك , لأن مسؤولا بهذا الذكاء لو ملك إرادته لحقق ما هو صالح لبلده.

قلت: إن المشكلة ليست في العقول الذكية , وإنما في التبعية وغياب الإخلاص الوطني , وترجيح مصالح الأسياد على مصالح الناس.

وفي واقع حال بعض الدول أن فيها ما لايُحصى من الأذكياء , والنوابغ والعارفين والخبراء بشؤون الحياة ومجالاتها المتنوعة , لكنهم ممنوعون من المشاركة والعمل , وهم تحت رحمة المتسلطين عليهم والذين ينفذون أجندات الآخرين.

وهذه العلة السرطانية الطاعونية المستعصية التي تستوطن الأرض  , وتصيب الأجيال المتعاقبة بآفاتها الفتاكة , تؤسس لخرابات ودمارات وتداعيات متوالية قابلة للإستثمار فيها من قبل المفترسين الشرسين.

وما دامت العلة سارية ومعدية ومستوطنة , فأن الذكاء لا ينفع , وربما يكون عدوا وخطرا , لأنه سيبتكر أساليبا بشعة ومضرة بالناس والوطن , وسيتسبب بتفاعلات معقدة متواترة مدمرة لكل ذاتٍ وموضوع.

وفي بعض البلدان المنكوبة يتولى أمرها الأذكياء وذوي الإختصاصات وأصحاب الشهادات ,  لكنهم يحررون شهادات وفاة أوطانهم ويشردون مواطنيهم , ويحيلون مدنهم إلى خراب ودمار , ويستعينون بالقوى الإقليمية والعالمية للإنقضاض على بلدانهم.

وأكثرهم لديه تعريفاته الخاصة لمعنى الوطن والوطنية والمواطنة , وهم يجتهدون في ذلك ويرسمون حالة من التداعيات الكفيلة بالحفاظ على وجودهم القاسي والظالم على رؤوس مواطنيهم , وهم الذين يسخرون ثروات بلدانهم لإستثمارها في تحقيق مصالح الآخرين , بل يتحولون إلى موجودات كارتونية متنعمة بالمناصب , وأسيادهم يديرون شؤون البلاد ويَسْبونَ العباد.

وتلك حقيقة محنة بعض الأمم والبلدان التي عليها أن ترى بعيون مصالحها ووحدتها الوطنية والإقليمية , لكي تكون وتعاصر؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/05



كتابة تعليق لموضوع : الذكاء والإخلاص الوطني!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net