صفحة الكاتب : حمدالله الركابي

مابعد الاستفتاء ..
حمدالله الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يشهد العراق حراكا سياسيا واسعا فيما يخص موضوع استفتاء اقليم كردستان واعتقد اننا امام صفحة جديدة من التحالفات السياسية الداخلية والخارجية التي ستغير الكثير من المعطيات الحالية فعلى المستوى الداخلي سيتلاشى تأثير القوى الكردية صاحبة مشروع الانفصال وستكون خارطة جديدة اركانها القوى العربية (الشيعية والسنية) مع اعطاء دور واضح للاحزاب المعارضة للانفصال من جميع المكونات الاخرى وقد ثبت بالدليل في الايام الماضية انعدام التأثير الكردي في الواقع السياسي على المستوى التشريعي فعند غياب اعضاء مجلس النواب من المكون الكردي شاهدنا انتظام عمل مجلس النواب وتمريره قرارات مهمة جدا وهذا معناه غياب التأثير الكردي في مجلس النواب وهو المحطة المهمة في بناء المؤسسات الحكومية.

وعلى المستوى الخارجي ستلتقي مصالح العراق اكثر من ذي قبل مع دول الجوار وخصوصا الجانب التركي باعتبار ان علاقة العراق مع ايران وسوريا تسير بصورة طبيعية بدون اية عراقيل او احتكاكات واختلافات عميقة خلافا لعلاقة العراق مع تركيا التي تتأرجح بين السلب والايجاب ولذلك ستكون هناك فرصة لمناقشة العديد من الملفات بين البلدين وبلورة موقف موحد وقوي تجاه موضوع الانفصال الكردي مع التأكيد على احترام سيادة العراق ووحدته .

وفي العودة لموضوع الاستفتاء يقول بعض المراقبين ان الاقبال الجماهيري عليه كان كبيرا واعتقد انه من الطبيعي جدا ان يشارك الاخوة الاكراد بصورة واسعة في الاستفتاء نتيجة التعبئة التي استخدمتها قيادة الاقليم من خلال مناغمة الجانب العاطفي والقومي وإظهار الحكومة الاتحادية بمظهر المقصر والمسؤول عن كل الازمات التي يعاني منها الاقليم وقد نجح في ذلك الاعلام الكردي التابع للاحزاب المؤيدة للانفصال في حين اخفقت الحكومة الاتحادية في تأسيس منظومة اعلامية باللغة الكردية موجهة لشعبنا الكردي وشرح وجهة نظر الحكومة وكشف الملفات المهمة خصوصا تلك التي تتعلق بموضوع النفط واين تذهب امواله ومن هي الجهة المسيطرة على تصديره بعيدا عن السلطة المركزية لكي تكون الصورة واضحة للشعب الكردي في شمالنا الحبيب من اجل التأثير على قناعته بإعتبار ان الحقيقة لم تصله بصورة تفصيلية كاملة.

بمجمل عام ارى ان سياسة الحكومة المتبعة في معالجة الازمة اتسمت بالهدوء والاتزان وعدم الانفعال وتستند الى الدستور ويقينا ستبرز من خلال هذه الازمة العديد من المواقف الايجابية لصالح الحكومة الاتحادية داخليا وخارجيا وسيضعف الموقف الكردي كثيرا ولن تعود الامور سياسيا الى ماكانت عليه سابقا في العلاقة بين احزاب الاقليم المطالبة بالانفصال وحكومة المركز التي تقع عليها مسؤولية حفظ وحدة العراق وحماية نسيجه الاجتماعي من التفكك وان تتعامل بشكل ايجابي مع الاحزاب الرافضة للانفصال - من اجل تحييد الجهة التي تبنت مواقف متصلبة واعلنت تمسكها بنتائج الاستفتاء- لان التواصل مع الاحزاب المعتدلة ضروري جدا لغرض المحافظة على مصالح شعبنا الكردي وعدم الاضرار به والبقاء على الصوت الكردي المعتدل ضمن دائرة التأثير السياسي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمدالله الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/03



كتابة تعليق لموضوع : مابعد الاستفتاء ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net