صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية رابعاً : الحوار
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

استكمالاً للمقومات الاساسية التي طرحتها المرجعية الدينية في خطبها المتتالية، لبناء المواطنة الصالحة، والتي تمثل المنهج المرجعي للاصلاح الاجتماعي، لترسم خارطة أساسية لبناء شخصية المواطن العراقي على أسس التعايش السلمي، الذي يعتبر الميزة الواضحة في خطاب المرجعية الدينية، لتوضح ان المواطن الصالح هو الذي يكون مصدر خير ونفع للمجتمع، لانه يتعايش مع الآخرين بسلام، ليكون في المقابل والنقيض النوعي هو المواطن الطالح، والذي يكون مصدر شر وأضرار بالآخرين، فهو يتقاعس عن المساهمة بالبناء والمجتمعي والعمراني، ولا يتعايش مع الآخرين واذا فعل فهو يكون مصدر تهديد لأمنهم وسلامتهم .

المواطنة الصالحة التي نادت وتنادي بها المرجعية الدينية، هي التي تعتمد أساساً على حل المشكلات والنزاعات عن طريق الحوار، لان المشكلات والنزاعات حالة مجتمعية طبيعية، توجد بين الأفراد نتيجة التنافس والاحتكاك بين الأفراد في جميع المجالات، سواء منها الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية وحتى الثقافية والدينية، ليبرز دور المواطن الصالح الذي يبتعد عن اُسلوب العنف والاعتداء على الآخرين، سواء كان صاحب حق او متجني على الآخرين، كون الحق لا يعطي لصاحبه المبرر للاعتداء الآخرين او الاقتصاص الذاتي منهم، كونه سيخلق جو من التوتر واللا أمن والعداوة بين ابناء المجتمع الواحد .

الحوار الذي تطلبه المرجعية الدينية يشمل جميع انواع الاجتماعات الانسانية، سواء منها الخاصة كالأسرة، او العامة منها كالعشيرة، وكذلك يشمل المدارس والأسواق وغيرها، ليكون معياراً للتعامل بين الأفراد بمختلف علاقاتهم، وتفترض ان يتم اللجوء الى الحوار لحل الازمات والاختلافات، وبعد ان يتم استنفاد جميع الجهود، يتم الالتجاء الى القانون، من دون استخدام العنف، لان العنف لا ينتج سوى العنف، والمجتمع الذي لا يتحاور افراده ليصلوا الى نتيجة ترضي الجميع، لن يستطيع الاستمرار كون التوتر والتقاطع سيخلق بيئة ينمو فيها التطرف والاقصاء والاستبداد، ليكون الحق مع من يملك القوة كونها هي من تحدد الحق وكيفية سلبه، وهذا ما يتعارض مع جميع القيم الانسانية الدينية التي أوجدها الله في ذات الانسان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/19



كتابة تعليق لموضوع : المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية رابعاً : الحوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net