صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الانتفاضة الشعبانية...رحلة الى وطني
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نور لقاء.. شع وهج رحلة كابدها منذ الزغب الاول لجنح حمامة كربلائية بيضاء الى رفاة طريق اذ يرى ان خصوصية القيادة قد تبلورت في الانتفاضة الفعلية في الواحد وتسعين والتي بدأت يوم 5/3 بتهيأة الجماهير الغاضبة والمندفعة بشكل مبعثر .. الى وحدة قتالية منظمة ، الخطوط وزعت بتسميات مناطقها وحدودها الجغرافيةحيث تم احتواء منطقة باب السلالمة الى حي العباس وشارع السدرة ومنطقة البوبيات واندمجت القوة الدفاعية مع منطقة باب الطاق .. وهناك عدة امور كانت تعزز معنوية هذه القيادة من حيث عقلانية المسعى القتالي، و بعد هذا يأتي دور النضوج الفكري كالقراءة الصحيحة للمحتمل والمتوقع من ردود افعال العدو ، العدو جيش مسلح منظم يمتلك امدادات مفتوحة الخطوط ، ويمتلك اكثر من اسلوب قتالي .. ويمتلك انواع الاسلحة ويعرف قابلية استخدام الوقت مثلا ... كانت التشكيلات الجوية تدخل اجواء المعركة من السابعة صباحا الى السابعة ليلا ثم يبدأ النمساوي لينفث سمومة من منطقة جرف الصخر ... والثقيل من اطراف عون ومختلف الاسلحة هاون ( 60 ، 80 ، 120 ملم ) وبعد ان يتوقف القصف يبدأ هجوم الدبابات من اربعة محاور ويبدأ الاشتباك الى الصباح ... هكذا بقى الحال الى يوم 17/3 واستمر القتال بدأ حول دائرة الامن واتذكر بعض اسماء من اشتركوا في القتال الفعلي ( حسين اموري ) والذي قتلته المخابرات فيما بعد واردته شهيدا ليصبح راية من رايات كربلاء و( اموري حميد زنكي ) الذي اصيب ثم اسر وبعدها قتل .. و(اولاد البو شمطو) الذين قدموا تسعة شهداء في الانتفاضة المجيدة و(محمد بن حجي رحيم ) ويعتبر اول شهيد سقط بيننا ...

و( قاسم ابن حسين الحمال ) ومن الاسماء الموجودة الآن .. ابن (محمد مصلح ) و( احمد راضي ) اصيب في حينها و(حيدر كريم ) وكانت النساء يخدمن ... ويطبخن للمقاتلين ويزغردن عند الاشتباك وقد وقعت بينهن الكثير من الاصابات ، وفي احدى معارك الانتفاضة نفد منا العتاد ، حينها تسلل الشباب الى احدى المعسكرات القريبة وجلبوا لنا عجلة ( ايفا ) محملة بالسلاح والارزاق .. ابعدت البرتقال عن المقاتلين خشية تعرضهم الى التسمم ومثل هذه اللعبة كانت من لعب الجيش ..ووضعنا الاسلحة في بيت ( جواد الاقرع ) وفي مطعم كباب الحسن .. وكان معنا من المقاتلين ( كاظم عباسية ، سيد كمال بن سيد مصطفى ـ واولاد صاحب الاستذكار الحاج صادق مطلوب واما اولاده الصغار حسين وحيدر اهتموا بتوزيع الاطعمة على المقاتلين وبعض الربايا كانت في (بدعة شريف) القريبة من عون . وكنا قد خزنا ( 36) شوال طحين و(16) شوال رز .. ولكن للاسف نفذت المؤونة ولم يسعفنا احد .. لابالاسلحة ولا بالمواد الغذائية لامن الداخل واقصد المحافظات ولا من الخارج حتى الماء نفذ منا وحملنا ضمأ الحسين لحظتها قداسة نوال فكنا نحفر ( نهر الحسينية ) ليجود بنا بقليل ماء لأن مجرى النهر قد قطع من منطقة ( السدة ) ، كنا ننتظر فعلا من يمولنا بالعتاد والاسلحة على الاقل لكن لاامل .. وبهذا فقدنا عملية التكافىء القتالي مع العدو .. ففاجئنا ضحى يوم 17/3 بدخول الدبابات الى مكمننا القتالي ... لم تستطع الدخول الى بيوتنا بسبب كثرة الدبابات المحترقة عند منطقة ( اربع نهران ) على الحسينية ثم عكد ( بني تميم ) وذهبنا سيرا على الاقدام الى طويريج لنبدا منها رحلة العناء وصلنا الى ( شط مله ) ثم الى الطهمازية بين الكفل والحلة الى هوى الشام والجبور وصلنا الى ( آل شبل ) بين الديوانية والشامية .. آوتنا امرأة فوشى بنا زوجها.. هربنا عبر ( الحفار ) وهناك التقى بنا رجل فارس أخبرنا بوجود الجيش في الحمزة وأخذ يرسم معالم الطريق لنجاة افضل ، وكنا حينها اربعة عشر شخص .. صاحب الاستذكار الحاج صادق مطلوب ـ كاظم عباسية ـ سيد كمال ـ كاظم متعب زنكي ـ احمد راضي ـ حسين بن ناصر ـ سيد عقيل واولاد الحاج صادق ( سعد ، علاء ، مهدي ، كاظم شعبان ، والآخر من ( السدة ) واثنين من منطقة ( الجرية ) واحد يدعى سيد حسين ـوالاخر سيد صلاح سيد علي .. في احدى المرات تقاسمنا جميعا رغيفين من الخبز فقط كوجبة غذاء ليوم كامل .. قبل وصولنا الى الحمزة ـ الشنافية ـ ولااستطيع للاسف تحديد المنطقة بالشكل المطلوب استقبلنا رجل مضياف يدعى ( الشيخ فاضل ) اعد لنا مأدبة عشاء فاخرة وبتنا في مضيفه وخرجنا قبل اوآن الفجر بعد ان وكل الينا فارسين يستطلعان الطريق ومن ضمن ما اتذكره ... وجدنا رجلا فارسا من (آل ياسر ) قتل ولده فكان يفتش بين المائتي جثة عن جثة ولده ..

وحين عرف باننا لانملك سيكارة واحدة جلس هذا الرجل المثكل ليلف لنا ثلاثة لفائف من التبغ .. وثمة طرائف صادفتنا الى رحلة الوطن هذه قد تضحك رغم مرارتها .. مثلا ابتعنا ( جحشا ) لأتنقل عليه لكون حالتي ساءت كثيرا وما عاد في استطاعتي السير على الاقدام وامام احدى البرك الوحلية وقف ( الجحش ) المسكين بلا حراك فما كان من الشباب الا حملي لعبور البركة ثم العودة لحمل ( الجحش ) والمشكلة ان صاحبه تبعنا ليسترجع منا هذا الحيوان مقابل سيارة سوبر لأنها كانت بلا وقود والجحش خير من السيارة في مثل هذه الظروف ،وهناك موقف آخر .. خرج الينا فجأة رجل مسلح وطلب منا رفع ايدينا ولما أستفسر عن الهوية اخبرته باننا ( افرارية ) ومن كربلاء . فهب اولاده لنصرتنا لكونهم جميعهم هاربين من حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل واعتزاز بكربلاء ، والله كنا نشعر بان هناك يد الهية سخرت لحمايتنا لأننا فعلا لم نؤذ احدا... لم نقتل احدا من الاسرى بل كنا نعاملهم برفق ونبادر الى تسليمهم الى الصحن الشريف ولانسمح لأحد الاعتداء عليهم حتى لفظا أو مسهم بضر ..

نرافقهم كاخوة دون ان نوثق يد أحد ودون ان نستجوب احدا لأننا نشعر بان مهمتنا القتالية هي الدفاع عن مقدساتنا ضد تلك الفيالق التي تقاتلنا وألاسير اصبح منا .. والمهم في الرحلة ان استقبلنا أحد شيوخ ( البسامية ) للاسف ما عدت اتذكر اسمه ... اعد وليمة عامرة وبعدها اتفق مع سائق ( بيكب ) لنقلنا صباحا .. احضر الشيخ وجوه العشيرة واجبرهم على خلع احذيتهم والبسنا اياها ثم نظر الي فعرف اني توجست خيفة من المبيت وفعلا كاشفته هواجسي وكشفت له عدم ارتياحي من تأخير السفر الى الصباح لكون الوقت غير آمن مما دعاه الى ارغام السائق بالخروج ليلا رحمة بتوجساتي .. خرجنا الى هور ابو دبس وهكذا وصلنا المملحة وغط الجميع في نوم عميق كانوا كلهم يحلمون بوطن بعد رحلة المشقة والتعب التي ما زالت كما يبدو في حينها انها في أول المشوار واتفقنا بعدها مع صاحب عجلة حمل كبيرة لنقلنا الى الحدود واذا باهل السماوة من النازحين هبوا معنا .. وفي السعودية .. دخلنا (رفحة) واعطونا خيما نصبوها لنا في الحماد مكثنا فيها لمدة عام واكثر ... حتى مجيء لجان الامم المتحدة فطلبنا اللجوء الى ايران لقرب المسعى ثم دخلنا شمال العراق .. هذا وطن ولايمكن يوما ان تساوم محبته الرغبات ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/05



كتابة تعليق لموضوع : الانتفاضة الشعبانية...رحلة الى وطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مهند العيساوي ، في 2017/12/05 .

احسنت السرد




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net