لدينا أحمد العبيدي (أحمد قاطع جدوع العبيدي) كاتب مسرحي وناقد وباحث كبير من أهل الناصرية رحمه الله
وأحمد العبيدي (أحمد جاسم حسين العبيدي )شاعر من مدينة الرمادي ، عضو اتحاد الأدباء ونقابة الفنانين فهو فنان تشكيلي وخطاط وعمل مشرفًا للنشاط الرياضي له 23 مجموعة شعرية وأربعة مجلدات أطاريح ودراسات
في (إضاءة أولى) كتب الشاعر والناقد عدي الحديثي إن المجموعة موسومة بالحداثة المفرطة فاستوقفتني تلك الحداثة المفرطة لأبحث في مضمونها داخل المجموعة و (سارة )مظاهر وآثار وأفعال وردود أفعال ما الحقه الغزو الغاشم في البلد الآمن الأمين.
وأشار في( إضاءة ثانية ) للدكتور ناظم حمد إن ( سارة) الرمز والقضية و إشارات إجتماعية حركية فعالة قادرة على أن تتخذ معاني وايحاءات لفئات إجتماعية مختلفة، وعرفها الشاعر أحمد العبيدي رحمه الله بأن سارة اسم الزوجة الثانية لأبينا إبراهيم عليه السلام ،أو قضية، أو الحقيقة المفقودة ،أو هي كما هي عشيقة مجردة،
تنوع المفهوم الحداثي إلى الحداثة وما بعد الحداثة والحداثة الفائقة والسائلة والمفرطة، والمجموعة الشعرية برمتها اعتمدت على الخروج عن الكلام وعن نسقه المثالي المألوف ليحيد بكامل منجزه عن المنطقي والمعقول
(أنتف جسدي من فراشي
كريشة بجناح (ابن فرناس)
من بين خيط الفجر) ص١٣
عوالم من غربة الأشياء/غرابة التكوين/بعيدة عن الألفة/غموض يحتاج إلى تأويلية مفرطة هي الأخرى.
لون من ألوان التجريب يخرج عن الثابت والمستقر إلى اللا متوقع الإبداعي ليصدم ذوق المتلقي وأفكاره ، شكّل خطابه الشعري بحرية منفتحة مع توظيف رمزه توظيفًا جديدًا اجتماعيًا وسياسيًا وإنسانيًا يعمل بقوة على هدم الواقع واستعارة واقع ذهني مستحدث،
( عمن سرقت الليل لتظفره افاع جبلية ٠٠٠
وخبأت الشمس بريقًا للأحرار ٠٠
أنت.... يا ذاك الرجل القادم لا أدري من أين...؟
أراك تشبه ( فراتي) المذبوح بالنفايات) ص١٤
استخدامات غريبة لبعض المفردات المتداولة في الحياة اليومية والمحورة والتي لها خصوصية عوالم الشاعر أحمد العبيدي
أنتف / مقزحة/الغشامة / التبرزل / الزبون/خمس بربع
( يا امرأة اصيخي السمع لمن ينادي،
بأطراف القبيلة (خمس٠٠٠بربع)
والربع في جيبي ٠٠٠ والسوق ليست ببعيد) ص٢٠
المثلثات الصاروطية/ ويلاه يابا/ الغزو البقري/خان السبيل/ استرج / الصماخ/ سوق مريدي
(إذ أنهم هناك:
لا يسألون، لا يتزوجون، لا ينجبون ولا يتحركون ٠٠٠٠
الا بإذن من (سوق مريدي) ص٢٢
والكثير من هذه المفردات التي تستعمل لخلق تأويل انتقادي ضد ظاهره ما:
واستخدام انزياحات بمتعلقات غريبة بجملها ليشكل بها رؤية اختراقية جذرية مبتكرة وكل انزياح له رؤية قائمة على ذهنية المتلقي
(خوف يلبد في المفاصل
وجيزة القلوب يشابه سعفة نخلة تناطح الريح ورجم الصبيان المتعرفتين
رؤوس كرقاص ساعة جدار
يستوفرها الحذر من اللا يقين) ص١٧
والغريب هو ما يحيد عن المألوف والمعهود والمعقول كظاهرة غير مألوفة ويتعارض مع المنطق السائد ويتحاشى قوانين العقل والمسلمات البديهية.
الانزياح يحيل إلى المروق ومجموعة (في دول النساء )غرابة الانزياح من حيث بعد المتعلقات عن بعضها البعض ، يرى أدونيس إن الشعر الحداثي هو الذي يبحث عن نظام آخر غير النظام الشعري القديم وهذا المتغير يعمل لتغيير طريقة التذوق وطريقة الفهم،
لابد أن نتخلص من أسر القوالب الجاهزة ليس هناك قوالب صالحة لجميع الحالات يقولون إن الشعر وصل إلى الاغتراب حتى وصل الأمر إن المتلقي لا يعرف ماذا يريد الشاعر أن يقول والجواب هو بناء فكري أكثر مما هو إتجاه أدبي
(أتبعه
يحمل سراجًا لا يعترف بضياء ٠٠
الشمس'الكهربة والطاقات)ص٤٢
الشاعر أحمد العبيدي يمد جسور الصلة بالتراث يستمد منه الصور الرافدة لحركة الواقع ،يعبر من خلال التراث الفكرة والرأي ليضع التراث ومقتضياته في لغته المتنامية والإمتداد والتطور
(هناك ٠٠٠
خلف تلك السدرة البعيدة
(جب) على الطريق
والكل يعبرون ٠٠٠
وعنده الصبيان يلعبون
زادوا على العشرين ٠٠٠
كان(الفرات) معهم
أخ لهم كأنه الغريب
لأنه أعذبهم
أسبغهم٠٠٠ وا حسرتي
القوة في الجب ولوا هاربين
ناكثين كاذبين
الحين أدعوا بانني أكلته) ص٢٧
لنصل إلى نتيجة ان كثرة الانزياحات في شعرية أحمد العبيدي وتزاحم المفردات الغريبة، والتراكيب الجملية والصور غير المألوفة كونت ما أشار اليه الأستاذ عدي الحديثي بالحداثة المفرطة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat