صفحة الكاتب : نزار حيدر

حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٣]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   السُّؤال الثَّالث؛ العراق ومنذُ التَّغيير باتَ بين مِطرقة الصِّراعات السياسيَّة الإقليميَّة وسِندان صِناعة عِلاقات حُسن الجِوار!.
   هل أَنَّ البعد الجغرافي هُوَ ما يجعلُ مِن وضعِ العراق أَكثرُ تعقيداً؟!.
   أَلجواب؛ لقد ظلَّ العراقُ ساحةَ صراعٍ وتصفيةِ حساباتٍ بين مُختلف الدُّول الإقليميَّة الإقليميَّة والإقليميَّة الدَّوليَّة، وذلك بسبب سياسات النِّظام البائد المتهوِّرة وغَير المحسوبةِ بشَكلٍ صحيح! فكان مثلاً مسرحاً لحربٍ عبثيَّةٍ مع الجارة الشَّرقيَّة الجمهوريَّة الاسلاميَّة في إِيران دامت [٨] سنوات كان يغذِّيها البترودولار الخليجي ووقودُها دماء الشَّعبَين العراقي والايراني! وكُلُّنا نتذكَّر كيف أَنَّ دُوَل الخليج وتحديداً الرِّياض والكُويت ودَولة الإِمارات أَنفقت أَكثر من [٢٠٠] مليار دولار على تلكَ الحربِ ليستمرَّ أُوارُها مُشتعِلاً!.
   ثمَّ جاءت أَزمة الكُويت عندما احتلَّها الطَّاغية والذي أَنتج قرارهُ تعقيداتٍ إِقليميَّةٍ ودوليَّةٍ إِنتهت بالعراقِ إِلى أَن خسِر كلَّ شَيْءٍ في خَيمةِ صَفوان!.
   وبسببِ طريقة التَّغيير التي شهِدها العراق في التَّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ والغزو الأَجنبي والقرارات الدوليَّة التي صدرت عن مجلسِ الأَمن والتي وصفَت ما جرى وقتَها بالاحتلال لذلك استمرَّ العراق ساحةً مفتوحةً لتصفيةِ الحسابات بين نفسِ القُوى الإقليميَّة والدَّوليَّة!.
   ومنذ حوالي [٥] سنوات من الآن وبسببِ إِحتلال الإرهابيِّين نصفَ مساحةِ العراق الجُغرافيَّة واغتصابهُم لثلاثةِ محافظاتٍ بالكامل إِستمرَّ العراقُ ساحةً لتصفيةِ الحسابات بين ذات القِوى الإقليميَّة والدَّوليَّة! فكلُّنا نعرف فانَّ الاٍرهاب لم يكُن بوسعهِ أَن يقفَ على أَسوارِ العاصمةِ بغداد مهدِّداً مقدَّساتِنا في كربلاء المُقدَّسة والنَّجف الأَشرف بعد أَن تمدَّدت [فُقاعتهُ] لتحتلَّ نِصف العراق لولا الدَّعم وبمختلفِ أَشكالهِ الذي ظلَّ يتلقَّاهُ من قوىً دوليَّة وإِقليميَّة والذي غطَّتهُ أَموال البترودُولار التي تُنفِقها الشَّقيقات الإرهابيَّات الثَّلاث [الرِّياض والدَّوحة ودَولة الإِمارات]!.
   أَمَّا الآن وبعد النَّصر النَّاجز الذي حقَّقهُ العراقيُّون بدمائهِم وصبرهِم وتحمُّلهِم! فانَّ العراقيِّين مُصمِّمون هذه المرَّة على وضعِ حدٍّ لهذا الواقع مِن خلالِ تبنِّي مبدأ [العراق أَوَّلاً] للنَّئي ببلادهِم عن أَن تكون نُقطة صراع بينَ القِوى الإقليميَّة والدوليَّة المُتناقضة! خاصةً بعد الأَزمة الخليجيَّة الأَخيرة وتفجُّر الصِّراع بين الشَّقيقات الإرهابيَّات!.
   ولقد شرحَ السيِّد رئيس مجلس الوُزراء الدُّكتور العبادي، وفي أَكثر من بيانٍ وخطابٍ ولقاءٍ، هَذِهِ الرُّؤية العراقيَّة الجديدة والتي تستنِد في الأَساس إِلى الدُّستور الذي نصَّ على هذا المفهُوم، إِلَّا أَنَّ الصِّراع على السُّلطة وصِراع النُّفوذ بين القِوى السياسيَّة المُشارِكة في العمليَّة السياسيَّة منذُ التَّغيير ولحدِّ الآن وكذلك بسببِ المُحاصصةِ الحِزبيَّة المُغلَّفةِ بالإِثنيَّة والمذهبيَّة، إِنَّ كلَّ ذَلِكَ حالَ دُونَ الالتزام بالدُّستور لا نصّاً ولا رُوحاً الأَمرُ الذي أَبقى العراق بلداً وساحةً مفتوحةً للصِّراعات الإقليميَّة والدَّوليَّة طِوالَ الفترةِ الزَّمنيَّةِ السَّابقة!.
   نأملُ أَن يكونَ العراقيُّونَ قد تعلَّموا الدَّرس! فتعلَّموا أَنَّ الحربَ بالنِّيابةِ لا تجلب للبلادِ إِلَّا الخَراب والدَّمار وأَنهار الدَّم! فيعظُّوا بنواجذهِم على هذا المبدأ من أَجلِ تحقيقهِ مهما غلا الثَّمن! فثمنُ [العراق أَوَّلاً] لن يكونَ أَكثر من العراق بلداً مفتوحاً لتصفيةِ حسابات الآخَرين!.
   *...يَتبَعُ
   ٨ كانُون أَلأَوَّل ٢٠١٧
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/09



كتابة تعليق لموضوع : حِوارٌ شامِلٌ عَن آفاقِ العَلاقةِ بَينَ بَغداد وَالرِّياض [٣]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net