صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

العراقي عندما يحلم
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم ينجح هولاكو بهدم اسوار بغداد، ووضع خاتمة للإمبراطورية العباسية عام ١٢٥٨ فحسب، بل نجح في احتلال عقول السكان، ودفن احلامهم !

ربما لو لم تكن الدولة قد بلغت ذروتها في: الوهن، وفي العجز، وفي الانهيار، لقاومت المغول، واستجابت لمتطلبات سكانها، بدل ان تغادرها الشمس، وتسكن ظلمات القرون !

وقد مرت ازمنة وتلتها اخرى، والوطن لايمتلك الكثير ازاء تحولات العالم، وانظمته، وبزوغ الإمبراطوريات وغروبها، فالوطن غدى مسرحا وممراً، لايمتلك الا الحفاظ على بقايا حياة، وبقايا احلام...

وما ان وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها، حتى وجد العراق انه يخرج من الظلمات، منهكاً، ومتعباً، ومثقلاً بالهموم، والتركات، والأحزان، ازاء العصر الحديث ومشروعاته..

وتكاد العواصف التي ضربت البلاد خلال القرن الماضي، وسلاسل التحولات، والمتغيرات، مازالت شاخصة وقراءتها ممكنة، ونحن ندخل في عصر الانفتاح، وحرية السوق، والعشوائيات، وتضارب المصالح، واشتباكها..

فبماذا يحلم سكان: اوروك، وبابل، ونينوى، وأشور، وأور، واربيل، وشنعار، وسبار، وأكد، وبغداد...الخ، بعد ان ادت تلك الحقب، والمدن، والعصور، دورها في التاريخ، ولم يبق للأجيال التالية وهي تغادر الاطلال والظلمات والاحزان... الا المباشرة بصياغة مصائرهم، في عالم مازالت القوة تتحكم برسم الخرائط، وبأحلام البشر...!

والسؤال هنا: هل يحق لسكان ارض السواد، ارض النخيل، وادي الرافدين وبلاد الحضارات، بقليل من الهواء الغير ملوث، وبالماء غير الكدر، وبالاستقرار الذي لايرجعهم الى عصور الفتن، والحروب الاهلية، واللصوص وقطاع الطرق، والفوضى... وبقليل من النور الذي يسمح لهم بقراءة قرون من الخراب، والنكبات، والمآسي...؟

بماذا يحلم شعب الحضارات؟... ام علينا ان نتخلى عن احلامنا؟...وندعها تُدفن تحت التراب، وتذهب مع الغبار...؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/13



كتابة تعليق لموضوع : العراقي عندما يحلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net