صفحة الكاتب : عزيز الخزرجي

هدية لجامعة ألأنظمة ألعربية!؟
عزيز الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يعد للعرب قيمة بعد آلأنتفاضات التي حدثت بسبب عقيدتها ألهشّة ألمختلطة بآلعشائرية و القوميّة و الأسلامية و الماركسية كخليط يصعب فهمه - بآلطبع الخط العام - و السبب هو تحكم ألرّيال السعودي بمن أسموهم بعلماء الدين أمثال شيوخ الأزهر و وعّاظ السّــلاطين ألّذين يوجّهون النـاس حسـب معتقدات الوهابية ألذين لا يرون فرقاً بيـن الرّســـول(ص) و أيّ صحابي آخر أو بين الأمـام علي(ع) و بين معاوية, و قد حزنتُ حتّى بكيتُ يوم رأيتُ ألجّموع ألمصريّة تنتظر قدوم ما يسمى بآلشيخ أحمد الحسون ألمصري ألوهابي ألذي كان يُدافع عن نظام مُبارك حتّى أيّامه ألأخيرة .. بكيت على شعب مصر لأنّه فقد أصل الاسلام في إسلامه و ثورته, و قد لا يكون هو نفسه فقط مسؤولاً على هذا المصير؛ بل بسبب دور ألريّال السعودي في توجيه أكثر ألمُعمّمين المصريين,و شيوخ الازهر بآلذات ألذين تسنموا منابر المساجد في آلمدن المصرية و في دول الخليج كآلشيخ القرضاوي, و جمعوا بعض الشباب ألمُغفلين حولهم.
 
لا ينكر أحداً بأن الشعب العربي شعبٌ مسلم .. لكنّ هذا الأسلام الذي تبنّاه و يتبناه آلآن .. بات لا يستجيب لواقع الحياة الأجتماعية و آلسياسية و آلثقافية و العصريّة, لأنه عبارة عن مجموعة من آلشعارات و آلخطب ألتقليدية على الطريقة ألعثمانية .. تُؤَدّى أيّام الجُمع أو أثناء صلاة الجماعة و بعض المراسم شكلياً من دون وجود روح متحركة فيه .. بآلضبط كما هو حال ألدّين ألسّعودي و لكن بشكل أخف .. و أقل رونقاً ممّا هو عليه في السعودية, مِمّا جعل الناس يتصوّرون بأنّ آلأسلام هو هذا الذي يُمثّله هذا الشيخ و ذاك لأنّه يلبس العمامة و له لحية طويلة و يحفظ آيات من القرآن و بعض الأحاديث للأسف ألشديد!
 
و لذلك لم نكن نتوقع بسبب هذا التسطيح الفكري و ضعف العقيدة الأسلامية - أو لنقل غياب العقيدة الأسلامية الصحيحة - في نفوس العرب - تراكم المحن عليهم و تسلط الحكومات الظالمة عليهم إلى هذا آلحدّ .. حتّى وصل الأمر بشعوبنا العربية بأن لا تُفرّق بين الانظمة التي توالي الكيان الصهيوني عملياً و تعاديه إعلامياً كقناة ألجزيرة و بين الأنظمة التي تقف بوجه الصهيونية مباشرةً!
 
و لهذا نرى العربي اليوم قد تاه و ظلّ آلطريق ..  ليعيش منعطفاً حاسماً و قد أصاب رأسه الدوار لا يدري أن يتّجه!؟
 
فآلفقر ألمادّي و آلفقر ألعقائدي (نقص و إختلاط مفاهيم الأسلام التي وصلته بسبب شيوخ ألوهابية) و آلفقر العلمي و غيرها من المحن قد إجتمعت كلّها؛ لتُقوّض وجوده و ضميره و تُسلبه بآلتالي إرادته, بحيث لم يعد يستطيع أن يُشخّص الصّالح من الطالح و آلظاهر و الباطن, و لذلك نرى إن الشعوب العربية التي عليها أن تثور على انظمتها في الخليج و باقي الدول بسبب وقوفها مع العدو الصهيوني ألمجرم نراها صامتة مذهولة مقهورة تنتظر آلنصر من الغيب!؟
 
لكن الله تعالى لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيروا بأنفسهم!
 
ما نريد بيانه و التركيز عليه في هذا المقال هو: ألقرار ألأخير لجامعة ألأنظمة العربية بحقّ سوريا - و ليست جامعة ألدّول ألعربية - لكونها ما كانت يوماً تُمثّل رأي ألشّعب ألعربي .. فآلقرار الأخير الذي صدر اليوم بحذف عضوية سوريا من آلجامعة بسبب ألأحداث الأخيرة بمثابة ألتوقيع ألأخير على موت هذه ألجامعة التي لم تخدم قضايا العرب و الاسلام لأنها ما نطقت بآلحق يوماً, فقد أغضّت النّظر عن آلملايين من آلشعب السوري الذي إنطلق إلى آلشّوارع بمظاهرات حاشدة في جميع المدن السورية تأييداً لنظامها, و تمسكت بتأييد ألجّماعات الأرهابية التي تدفع رواتبها و تُساندها آل سعود و حكام ألخليج الوهابيين ألقتلة, كل هذا لإدخال الفرحة في قلب العدو الصهيوني ألذي يُدير و يوجه دفة ألحكام ألعرب, خصوصاً في آلخليج!؟
 
و آلآن ندعوكم أعزائي لواحد من هؤلاء الحكام ألخليجيين ألمنافقين ألذين شاركوا في تأييد ألأرهابيين ألسّوريين بآلتوقيع على وثيقة إخراج سوريا من جامعة ألحكام العرب - لدعم الكيان الصهيوني و السّلفية العربية في آلشام .. أ لا و هو أمير قطر ألذي يتفاخر ببناء مستوطنة صهيونية بتمويل شخصي منه, حسب ما كشفته شبكة ألـ (سي إن إن) .. حيث قام حمد بن خليفة بزيارة لأسرائيل كي يفتتح بنفسه تلك المستوطنة أليهودية ألتي بُنيت بأموال المسلمين العرب و على أرض فلسطين السليبة!؟
 
و المفارقة ألمؤذية و آلتي يجهلها أكثر العرب هي أن قناة (الجزيرة) ألقطرية تتبنى تحرير فلسطين إعلامياً, و إليكم ألفيدو ألذي عرضه برنامج (مصر اليوم) ألليلة الماضية:ـ  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/14



كتابة تعليق لموضوع : هدية لجامعة ألأنظمة ألعربية!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net