صفحة الكاتب : لؤي الموسوي

انا ومن بعدي الطوفان
لؤي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مثل فرنسي اطلقته عشيقة لويس الخامس عشر، ارادة منه ان ترفع معنويات الملك خلال خوضه احدى المعارك، بان لايبالي بالعواقب مهما كانت نتائجها، مازال هو على قيد الحياة فلايهم من يموت ومن يحيا اهم مافي الامر هو بقاءه على قيد الحياة وان كان ذلك على حِساب شعبه.

الطموح والتطلع حق مشروع لكل فرد من افراد المجتمع، بما فيها المصالح الشخصية ليؤسس لنفسه بناء رصين ومستقبل له ولعائلته بشرط ان لا تكون تلك المصالح الشخصية مبنية على حِساب الاخرين.

لكن حُب الأنا والتملك تكوّن مساراتها عكس المباديء السامية للانسان السوي، حيث لايفكر سوى كيف يجمع المال ويكون لنفسه امبراطورية بأسمه واستغلال النفوذ لتحقيق منافعه الشخصية الضيقة.

العراق مُقبِل على حدث مهم في مشوار مستقبله السياسي القادم، الانتخابات التشريعة على الابواب لاتفصله سوى فترة زمنية ليست بالفترة الزمنية الطويلة، لينبثق عنها حكومة ستكون تختلف نوعاً ما عن سابقاتها كماً ونوعاً، فبعد اربعة عشر عام من العملية السياسية الفتية بكل ما تحمل من جوانب ايجابية وسلبية بمفاصلها، تكونت لدى الناخب العراقي قناعة مستوحاة من التجارب السابقة التي خاضها من الحكومات المتعاقبة بعد 2003، متمثلة بتغير الوجوه المتكررة في المشهد السياسي التي لم تقدم شيء للمواطن سوى هدر بالمال العام.

تعالت الاصوات المطالبة بالتغير لاسيما في المناطق التي استولى عليها التنظيم الارهابي داعش، لكون ممثلي تلك المناطق من الطبقة السياسية لم تقف مع جماهيرها في محنتها في مواجهة داعش وايواء النازحين، انما وصل الامر إن احد ممثليها لم يكتفي بالتفرج على معاناة اهالي تلك المدن وانما سرق الاموال المخصصة لنازحين ووضفها لمنافعه، وغيرها من المتاجرة باسم اهالي المناطق الغربية بانهم مهمشين ومن الدرجة الثانية ليس من اجل مواطنيهم يرفعون هذه الشعارات وانما من اجل المكسب الشخصي..لهذا السبب فقد المواطن السني الثقة بمثليهم فضلاً عن الشيعة، فادرك سياسيو المكون السني بهذا الاعصار الذي سيجتاحهم ويزيحهم عن المشهد السياسي، لثقتهم انه لن يتم تجديد الثقة لهم من قِبل جماهيرم التي كانوا يعولون عليها مرةً أُخرة.

الآن سياسيو تحالف القوى، تطالب بتأجيل الانتخابات عن موعدها المزمع اجرأه في بداية شهر أيار من السنة الحالية، بدواعي واهية منها عدم عودة النازحين لقُراهم التي ستكون سبب في اعاقة وصول الناخب لمراكز الاقتراع حسب ادعائهم، انما لو عدنا إلى السبب الرئيس في طلبهم التأجيل هو خشيتهم من الخسارة التي سيتلقونها بسبب سخط الجمهور، لما لاقوه من الخذلان من ساستهم طوال تلك الفترة التي كانوا بامس الحاجة اليهم في محنتهم، فتركوهم يصارعون الموت والجوع لوحدهم، بينما كانوا السياسيين اول من حزموا امتعتهم استعداداً للخروج من تلك المدن وبما فيها المنطقة الخضراء والتحقوا بفنادق اربيل وعمان وابو ظبي خوفاً على انفسهم واهليهم.

لم تبالي الطبقة السياسية التي تمثل المكون السني بكل ما جرى على مواطنيها؛ من سبي وقتل وتهديم لدور مازال هم ومصالحهم بمأمن، فطبقوا المثل الفرنسي الذي ابتدأت به

"انا ومن بعدي الطوفان"، فليذهب السنة إلى الجحيم اهم مافي الامر مكاسبنا ولنا ادواتنا في تظليل الجمهور ليجدد الثقة بنا مرةً أخرة.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لؤي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/19



كتابة تعليق لموضوع : انا ومن بعدي الطوفان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net