صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

مناديل ورقية في جيوب المقتدرين!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السبب الجوهري لما يصيب الأوطان والمجتمعات من الويلات والتداعيات والإنتكاسات , لا علاقة له بفئة أو مذهب أو دين أو كيان أو أي سبب آخر موجود عند البشر منذ الأزل , ولا يخلو منه مجتمع من المجتمعات إلى الأبد , وإنما عندما تتولاها المناديل الورقية التي تُلقى في سلال المهملات بعد الإستعمال.

 

فهذه المناديل الورقية الموضوعة على كراسي الحكم والمسؤولية هي البلاء الأكبر والطامة الكبرى  , التي تتفرع منها المآسي والفواجع والكوارث بأنواعها المروعة القاسية.

 

وتأملوا كم منها وُضِعت وأستعملت ورميت في سلال المذلة والهوان والخسران؟!!

 

كم منها جاءت وإنتفخت كالبالونات الهوائية ومن ثم تهالكت وتهاوت على عروشها , أنظروا القرن العشرين وستجدون العشرات منها التي فعلت ما فعلت , وألقيت في مزابل التأريخ العربي البعيد والقريب.

 

فلا تكاد توجد دولة عربية واحدة خالية من هذه المناديل الورقية , التي تحكم بأمر القابض عليها بجيبه , والذي يستعملها عند الحاجة وأنى يشاء ويأتي بغيرها بعد حين.

 

وفي هذا القرن الفتاك , فأن الواقع سيزداد وجيعا لتكاثر هذه المناديل وتفرعها , وتسربها في هياكل الدولة ومؤسساتها , وقد تم تأهيلها وبرمجتها وغسل أدمغتها وتعبئتها بالأفكار المطلوبة والعواطف والإنفعالات المرغوبة , والمتوافقة مع فكرة المشروع والبرنامج والهدف والمصلحة , وهاهي تفعل فعلها وترفع شعاراتها , وتمتلك إعلامها ومبوِّقيها والمدافعين عنها حتى تأتي أوكلها , وينتفي دورها فتلحق بمثيلاتها المهملات.

 

وعليه فأن الإنتخابات في معظم المجتمعات العربية يُروّج لها للإتيان بالمزيد من  المناديل الورقية المتعددة الأشكال والألوان , فمهما حاول المنتخبون فأنهم لن يأتوا إلا بمنديل ورقي آخر وحسب , والقصد من ذلك تحويل المجتمعات إلى مناديل ورقية مؤهلة لإستعمالات متنوعة.

 

فتلك هي الحكاية , وفيها ما لا يُحصى من المزايا وسوء النوايا , فانتخبوا منديلا ورقيا وشاركوا في ملاحم الآثام والخطايا!!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/24



كتابة تعليق لموضوع : مناديل ورقية في جيوب المقتدرين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net