صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الاستعمار الايراني والاستعمار الامريكي
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاستعمار كلمة تدل لغويا على الاعمار ولكنها سياسيا كلمة بغيضة تدل على الذل ، ودائما الاستعمار سابقا كان عسكري بحت اما اليوم اصبح سياسي واقتصادي وحتى اجتماعي ، واخذ يلبس جلباب الدبلوماسية والقانونية ، وتبقى النوايا الخاصة بمن يستعمر الاخر هي على راس الاولويات التي يروم تحقيقها المستعمر .

اليوم نعيش زمن الاستهتار و( البلطكة) مع الغباء والعملاء والجبناء وللعربان الاغلبية بل حتى يدفعون لكي تهان كرامتهم ، والاسلام دائما يشفع له تدخل رب السماء لان الاسلام هو رسالة السماء ، اي العدو الصهيوني الى زوال

البيت الابيض والاصح الاحمر والخليط بالاسود بدات سياسته تظهر وبشكل علني وليس بقلة حياء بل انعدام الحياء في مواجهته لايران ، وقراءة للمشهد السياسي والعسكري في المنطقة فاننا نرى ان ايران تدخلها في الدول التي تدعيها امريكا لاتساوي 10% من التدخل العسكري والسياسي الامريكي في العالم فيكفي ان التعداد الكامل للقوات الأمريكية، بما فيها الفاعلة والاحتياط والمدنيين في كافة أنحاء العالم والولايات المتحدة، مليونين و877 ألفاً و620 ، في الخارج تنتشر القوات الأمريكية في 800 قاعدة عسكرية و177 دولة تقريباً، بينما ايران وحسب الادعاء الامريكي ان القوات الايرانية تتواجد في سوريا والعراق وتسيطر على القرار في اليمن ولبنان وبعض الشيء في افغانستان ، والفارق بين الاستعمار الايراني والاستعمار الامريكي ان ايران تدخلت بشكل رسمي وبطلب من حكومات تلك الدول وغاية تدخلها لدرء الخطر القادم بسبب الاستعمار الامريكي ( المستهتر) الذي يتدخل في المنطقة عنوة ومن غير ضوابط قانونية او دولية لان اصلا المنظمة المعنية في هذا الامر بما لها وما لديها تحت حذاء الرئيس الامريكي .

لا احد يختلف على التهور الترامبي ، ولكن هذا التهور مدروس ومخطط له ايام اجرام بوش الاب ، الذي هيا المنطقة بعد فشل ريغان في احتواء الثورة الايرانية .

نعم المنطقة ترفض الاستعمار الايراني ولكن ماهي المخلفات السلبية للتدخل الايراني . ولو لم ترسل امريكا اجندتها الارهابية لما تدخلت ايران ، ولكنها ارسلت هذه الاجندة لكي تتحجج على ايران التي ضربت الوجود الصهيوني بالحذاء حالما سقط الشاه لترفع العلم الفلسطيني على بناية الصهاينة ، وهذا جرح عميق لا يندمل مهما كانت ضمادات مجلس اللوردات البريطاني ( اخبث مجلس على وجه الكرة الارضية ) .

هل يعلم عرب الخليج وبقية المسلمين الى ماذا تقودهم امريكا ؟ هل ترضون ان تتجرد كل المنطقة من الاسلحة التي تدعي امريكا انها محظورة بينما في فلسطين المحتلة ترسانات منها ومن الاسلحة الاشد فتكا ، وهذا ليس تكهنا بل استخدموها ضد الفلسطينيين وحتى في سوريا بغية اتهام القوات السورية ، ولكن العالم اغبر اخرس وغارق بالنذالة وهو يرى الانسان يموت بين التفجير في المناطق الاسلامية والمجاعة في افريقيا .

نعم ايران تحمل فكر وعقيدة لاتساوم على الباطل ، نعم يوجد استعمار ايراني في العراق وسوريا ، ولكن من يضمن السلام في المنطقة طالما الكيان الصهيوني والوهابية تتنفس على وجه الارض؟

لم تستطع امريكا مجاراة ايران سياسيا او دبلوماسيا او عسكريا عبر منظماتها الارهابية في المنطقة ، ففشلت وخسرت خسارة فضيعة ، فما كان منها الا اللجوء الى الاستهتار الذي هو ليس من شيم الذي يحمل ثقافة اهل البيت عليهم السلام التي تؤرق ابن سلمان كثيرا ، فيكفي انه قلق جدا من فكرة الامام المهدي عليه السلام ( ياراجل ان كان خرافة على ايش انت قلق ).

اسمعوا جيدا امريكا الان تحلم بمؤامرة الربيع الفارسي بعدما نجحت بمؤامرة الربيع العربي ، اي الضغط اقتصاديا على ايران عسى ان يتحرك الشعب الايراني ضد حكومته ، ولايعلم ان الولاء الايراني لوطنه يكون من اولوياته ولا يقدم على اي عمل ينال منه، ولربما هنالك من يثني على الدكتاتوريات العربية التي تساقطت بسبب الثورات على ان الحال في عهدهم كان الافضل، فاعلموا ما انتم عليه الان هو بسبب تخطيط عقول اولئك الدكتاتوريات العفنة التي اوصلت حالكم الى ما وصلتم عليه الان .

الضعف العربي اوهن من بيت العنكبوت لدرجة ان بعض الدول وبكل وقاحة تؤيد ان القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ويكفي العرب عمالة والمسلمين نذالة ان لديهم اسلحة اقتصادية ترفع راسهم وتصون كرامتهم الا ان اسلحتهم هذه منحوها للمتهور ترامب الذي يتحدث علنا وبكلمات نابية وسخيفة عن حكومات المنطقة بما فيهم الحكومة العراقية ، ولكن الخرس اصاب السنتهم بسبب فقدان الكرامة .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/23



كتابة تعليق لموضوع : الاستعمار الايراني والاستعمار الامريكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net