صفحة الكاتب : محمد حسب العكيلي

سأفضحكم بسطور
محمد حسب العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"الصحافة هي تدوين ما لا يريد الاخر تدوينه"

جورج اوريل

الضمير الحي يرى الامور بسيطة وما تعقد منها ينظر له بنظرة تُسهل ما استصعبته المواقف, وللأسف فأن الضمائر الحية قلت ان لم تكن قد إنعدمت. ذلك ان الموقف الذي حملني الى الكتابة هذا اليوم هو كوميدي الى حد ما, ففي نهاية الربيع السابق –اي مثل هذه الايام بالضبط- التقى صديقاً ما بشابة تحفها الاخلاق حفاً, حيث جمعتهما الصداقة العامرة بالاخوة – ابان فقداننا الثقة – في مكان عام يزدحم بالسابلة والمتبضعين في بغداد. وبينما هم جالسون ظهر احد معارف "ولربما صديق" لصديقي الشاب

متجولاً بصحبة طفليه وبمعية افراد حمايته الخمسة. لا عجب من ذلك فالاخير كان عضوا في مجلس النواب العراقي وقائداً لحزباً معروف السمعة اللامعة بالبهتان. يسترسل صديقي شارحاً ما حل بينه وبين عضو البرلمان انه سأله عن سبب تواجده مع بنت لا تقربه بصلة غير عنوان لربما لا يفهمه هو وامثاله من لا يمتلكون ضمائر ولا علم في عالم الانسان, انهم يفسرون العلاقة بين الرجل والمرأة على انها سرير ليلي. وهم ايضاً ناقصي ثقة بأنفسهم, فبينما يسرد لي صديقي المشهد الذي تسبب بقطع رزقه ابان تواجده مع اخته استنتجت ان "هؤلاء" اللابشر ينقصهم شيء من احساس الحيوانات البرية المؤدبة. وبهذا فأرسل عضو البرلمان رسالة هاتفية "واتسابية" الى احد حواشيه يأمره بمنع دخول صديقي الى الدائرة التي يعمل بها لأنه ارتكب اثماً عظيماً في عالم المهازل التي يقوده البرلماني وامثاله الذين لا يعرفون الفرق بين الانسان والحيوان. اولئك الذين لا عمل لهم سوى التقليب بصفحات الفيسبوك والمحادثة التافهة مع امثالهم من الحقراء.

وذهبت الايام وجائت اُخر, وتمت الانتخابات العراقية وعُرضت نتائجها واذا بالحيوانات البشعة هي ذاتها تصعد الى قبلة البرلمان مرة اخرى بعنوان صاخب الانارة يحمل كلمات (سنعود حتى نقتل الانسان في داخلكم)! في تلك الاثناء احددتُ حزناً لنقص الانسان في زمننا, ولقتل الثقة التي راجت في مجتمعاتنا, ولم اتذكر سوى عبد الرحمن منيف وصرخاته في اعماله المناهضة للسلطات العربية المُحتقرة.

وبذلك توجهت نحو الصديق الذي لا يملك سوى قليل من الثقة وكثير من الاحباط سائلا عن أخته التي اتخذها صديقة او بمعنى ادق صديقته التي اتخذها اختاً, فأجابني بأنه سيسرد لي قصة اخرى جميلة جدا وجميلة جدا تسمى العفاف في زمن الفجور لكنني بعد سماعها غيرتُ عنوانها وكتبت: (حلويات بغداد). ووعدتُ ضميري الصحافي وصديقي بأني سأكتب ما يخيفهُ وما تخشاه نفسي ومصلحتي وما تعودت الصحافة الحرة على اظهاره, تلك الصحافة التي تشمخ  بشجاعته, وبهذا سأقول لمن سيقرأون حلويات بغداد لا تأكلوها كلها -اقصد لا تقرأوها كلها- فأنها حلوة المذاق وفيها نسبة الفضائح عذراً اقصد نسبة السكر عالية جداً.

محمد حسب

بغداد

23-5-2018


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسب العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/27



كتابة تعليق لموضوع : سأفضحكم بسطور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net