صفحة الكاتب : محمد جواد الميالي

النار في بلادي أجمل من سِواها
محمد جواد الميالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أربعة أحرف شكلة إسماً لأعرق الدول العربية، العراق بلد ذو تاريخ عريق، وأول من وضع حجر الأساس للعديد من العلوم، التاريخ ليس كومة الحجر التي في المتاحف، إنما العلوم ومؤلفات الأشخاص، التي ينتفع منها العالم الغربي الآن، هذا هو التاريخ الحقيقي الذي يجب التفاخر به، كل ثرواتنا الفكرية طورها الغرب، لتستفيد بها شعوبهم ، أما نحن فأكتسبنا من الغرب علم صناعة الإعلام الفاسد، أكذب ثم ضلل ثم أكذب فيصدقوك، هذا ما أكتسبته بلداننا العربية وخاصة العراق، والحاضن الرئيسي للكذب عفواً للأعلام هم بعض أحزابنا المتأسلمة .
بعد ألم عسير في 2014، أستطعنا إجهاض طفلٍ مشوه تشبث في بطانة السلطة لثمان سنوات، ولم يطرح بسهولة، وإنما أستقطع ربع العراق معه، لندخل في فوضى داعش، ولكن بفضل الله وحكمة السيستاني وسواعد الحشد، إنزاحت غيمة داعش السوداء عن سماء العراق، وقبيل الإنتخابات بدأ الكذب ينتشر على شاشات التلفاز والهاتف، ليرن في مسامع العراقيين بكذبٍ جديد وكل كاذب له مصدقين، ومضينا لأنتخابات 2018 ونحن نردد أن صوتنا هو التغيير، والأبتسامة الحزينة على وجوه أغلب العراقيين. 
أربعون وأعلى هي نسبة المشاركين في الإنتخابات، هذه كانت أول كذبة يطرحها الإعلام المسيس على أذهان شعبنا البائس، لكن المفاجئة أن العديد من الفاسدين، من الدورة السابقة لم تنجح أساليبهم الملتوية من إيصاله لقبة البرلمان، فبدأت بعض الأحزاب والتيارات المشوهة وذات الدعم الخارجي، بملئ الدنيا صراخاً، كل ذلك من أجل أحداث الفوضى وعدم تشكيل الحكومة، وكان لابد لهم من إيجاد حل لأعادة العد والفرز يدوياً، ليستطيعوا أن يغيروا أصوات شعبنا المنكوب لصالحهم، فبدأت الكذبة  الصادقة بأن الإنتخابات مزورة ويجب إعادتها (كلمة حقٍ يراد بها باطل). 
النار في بلادي أجمل من سواها، فهي تشتعلُ دائما في مخازن الأضابير والحسابات والعقود، وحالياً صناديق الاقتراع لتلتهم أصواتنا الإنتخابية، حرق صناديق الرصافة، ماهي إلا تضليل إعلامي أفتعله بعض الساسة، للتغطية على إنفجار كدس العتاد في مدينة الصدر، الذي أودى بحياة المواطنين الأبرياء، فرائحة أصواتنا الإنتخابية وهي تحترق، جعلتنا ننسى إحتراق الأطفال في مدينة الصدر، هذا ما إكتسبه إعلام بلادي من الغرب .
الأهم هو من يستطيع تغيير الوجوه السياسية المتنفذة، التي تقود دفة الحكم، وقد أنتشر فسادهم وقسوتهم بكل جزء من أجزاء البلاد، حتى الدوائر البسيطة، فأصواتنا أصبحت هواءٌ في شبك، نار بلادي إلتهمت كل حروف الديمقراطية، فمتى سينتفض هذا الشعب المسكين، بوجه الساسة الفاشلين، ويجعل النار تحتضنهم؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد الميالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/25



كتابة تعليق لموضوع : النار في بلادي أجمل من سِواها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net