صفحة الكاتب : د . مسلم بديري

ثقافة مثقفنا .... فحولة عنيّن
د . مسلم بديري

سلمني ذات يوم  " أحدهم " كتاب غابريل ماركيز  الموسوم ب "مئة عام من العزلة  " وقال : أريدك ان تقرأه هذا الاسبوع ..
فقلت بعد ان شكرته : لقد قرأته فيما مضى
قال : حسنا اقرأه مرة أخرى
ومر اسبوع كامل ولم أقرأ من الكتاب صفحة واحدة لاني كما قلت له , ولكن اصراره جعلني أقبل عرضه , فتلاقينا بعد نهاية الاسبوع وقال باسما اريدك رايك لنتناقش في الكتاب ..
فقلت باسما : جميل
فقال : / هذا الحجي ما يوكل خبز الله يخليك /
فاتضح بعد أخذ ورد ان الرجل كان مناطا به ان يقرأ ورقة انطباعية عن كتاب ماركيز ولكن لضيق وقته , الذي يشغل أغلبه جالسا في المقاهي , قرر ان يكتب ورقته بناءً على رايي الذي ثارت ثائرته حين كان مختصرا بكلمة "جميل" فقال :
لن يضير ذلك في شيء سأكتب عنه حتى لو لم أقرأه , وفعلا كتب عنه قراءة انطباعية اذكر الآن منها قوله :
"ونحن نبحر مع ماركيز في عزلته التي جعل منها سجنا ينطلق منه مخلوقاته للحرية الحقيقية , حين تكون العزلة حالة من التفرد النوعي التمكني والذي لا يمكن ان يعد الا اعادة قولبة لمحور الشمائل بمابرزة احادية الجانب ينتصر فيها احد ذوات الانسان  وفق القواعد التجذرية في محورة النفس ,وهو بذلك يتطرق الى مناطق لم يأهلها الحرف من قبل , عوالم بكر لم يصل لها كولومبس ادب من قبله...."
وهكذا دواليك كانت كلمته عبارة عن عبارات مفخخة غير واضحة المعلم ولا المعنى وكل ما يقوله يلاقى بالتصفيق والاعجاب ولا اعرف كيف امتد داء التصفيق ليشمل الادب والثقافة ويجعل لكل الايدي اصناما تعنو لها الوجوه , وذلك الداء استفحل بين " مثقفينا" فهم تحت مسمياتهم مع وقف التنفيذ فلا تعدو ان تكون ثقافتهم الا شفوية فقط لا يمكن ان يترجموها على الورق بأعمال تندرج ضمن مسمياتهم ونذكر في هذا الخصوص ملتقى الرواية العراقية الذي حضره ما ينيف على المئة روائي وكم هو جميل هذا الرقم وانت تتوقع ان تجد وفق المنطق ما لا يقل عن المئتين رواية عراقية فيما لو اعتبرت ان المنطق يفرض ان يكون لكل منهم على الاقل روايتين ناجحتين لكي يسمى روائي ويتم التبرك به بالمهرجانات التأسيسية ولكن هل يحوي تاريخ العراق الروائي رقما تسوّل له نفسه ان يقارنها بهذا العدد ؟! والجميل ولكن اغلب من ادعوا وتبجحوا بادعائهم لم يكن لهم ولا ورقة من رواية وهناك من كانت له رواية واحدة ومسروقة وقام وقدم ورقة شبيهه بورقة صاحبنا وصاحب ماركيز , عموما لا يصح ان نقبض على عنق الثقافة بذكر ملتقى تأسيسي لانه تأسيسي وبارك الله به , ولكن نتمنى ان لا يكون كسابقيه مجرد تجمع لتناول الطعام المجاني ومن ثم الخروج بتوصيات ملعون من فهمها او نفذها ,
نحن امام مجموعة من ادعياء الثقافة الذين لا يمكنهم فعل شيء سوى ارتياد المقاهي والكلام والتبجح ولبس "الكوفيات الخاصة " ظنا منهم انها تصنع مثقفا , اللذين تناسوا الدور الاصلاحي للمثقف واخذوا يفسدون انفسهم بصنع الابراج العاجيّة
واقول قولي هذا ولا اعني ان الجميع كما ذكرت فقد يخرج الله الطّيب من الخبيث
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسلم بديري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/01



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة مثقفنا .... فحولة عنيّن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net