أب يشتري مقعد دراسي لابنه في المرحلة الابتدائية
عمر الوزيري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمر الوزيري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ربما يكون من العسير على البعض أن يُصَدِّق أن العراق الذي يحتوي على ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم؛ ما زالت فيه حتى اليوم مئات المدارس الطينية، التي تحتوي على مقاعد دراسية محدودة و رَثَّة، يتكدس فوقها عشرات الطلاب من كلا الجنسين، فيما لا يعلم أحد أين تذهب مليارات الدولارات التي تُخَصَّص لدعم التعليم في الموازنة كل عام وعلى مدى عقود، مذ نشأة الدولة العراقية الحديثة حتى مجيء الاحتلال الأمريكي؛ لم يسبق أن وصل التعليم إلى هذا الحال المزري، بشهادات منظمات دولية وعربية، ولا يدري أحد إلى أين سيصل هذا التردي، الذي لم تستطع الحكومات المتعاقبة وضع حلول جذرية له .
كثر الحديث عن مفارقات وزارة التربية وتردي التعليم في المدارس الحكومية لكن هناك امور من الصعب السكوت عنها تحت اي ظرف من الظروف .
في الآونة الأخيرة كثر الكلام عن تجديد المناهج الدراسية ووجهت بين الرفض والقبول والاعتراض على الأسلوب الجديد في ترتيب المناهج وكيفية مخاطبة عقول الأطفال من حيث وضع المنهج الدراسي وكيفية قبوله لدى الطالب والمدرس والأهل في البيوت هذا الامر قد يكون طبيعيا وممكن اين يحل بلجان واجتماعات والوصول الى حلول مرضية للجميع .
لكن الكارثة الكبرى تكمن هنا حالة جديدة لم نسمع بها مسبقا و التي من الصعب السكوت عنها ! هو المدرسة تطالب أولياء الأمور بشراء مقعد دراسية للجلوس في المدرسة للأبناء بزعامة انه لا يتوفر لديهم مقاعد شاغرة هذا الأمر يثير الاستغراب لدى الكثير وهو أمر ليس بالسهل من حيث المبدأ والمضمون .
سؤالي وما دعاني لكتابه مثل هكذا موضوع أن العوائل التي لا تمتلك ثمن المقعد اين سيجلس ابنهم الطالب في المرحلة الابتدائية ؟
الحادثة الغريبة تبدأ من هنا : اتصلت اليوم بأحد الأصدقاء وهو منشغل بشراء مقعد دراسي (رحلة ) لابنه في الصف الثاني الابتدائي في احدى مدارس العاصمة بغداد في منطقة الدورة التابعة الى مديرية تربية الكرخ الثانية حيث ذهب الاب ليطمأن على وضع ابنه في المدرسة وهو في بداية عامه الدراسي جيد ليجد ابنه يجلس في المقاعد الاخير وهو يعاني من ضعف النظر مع زحمة الطلاب في المقاعد الأخيرة عندما استنكر الاب وضع ابنه طلبت منه ادارة المدرسة شراء مقعد خاص لابنه بزعامة انهم لا يمتلكون مقاعد دراسية شاغرة لتستوعب جميع الطلاب ، الفارق هنا يا سادة هذا الموضوع سوف يخلق فرق بين طبقات المجتمع وخصوصا في مثل هكذا مراحل دراسية الفرق هنا هذا ابن فلان وذاك ابن فلان .
نناشد وزارة التربية ونناشد مديرية تربية الكرخ الثانية التدخل والتحقق من هذا الموضوع الخطير والوقوف على مثل هكذا حالات والحد منها لأنها تتعلق بمستقبل جيل كامل التربية هي المسؤولة عن توفير كافة المستلزمات الدراسية دون تفرقة او تميز من قرطاسية واثاث ومناهج دراسية .
من الضروري اليوم العمل على اصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في مختلف مراحلها، واعتبار هذا القطاع من الأولويات المهمة وتخصيص الموارد المالية والمادية والبشرية اللازمة له مع توفير مستلزمات دراسية وفق المواصفات العالمية ، واعتماد فلسفة تربوية – تعليمية تقوم على قيم المواطنة وعلى تعزيز الفكر التنويري ونقل المعارف المستندة الى أحدث ما توصلت إليه العلوم في جميع مجالات المعرفة وتنمية قدرات الطالب على التفكير النقدي وعلى فهم واستيعاب منجزات العلم والحضارة المعاصرة، وإعادة النظر في نظام ومناهج التعليم وطرائق التدريس بما يتفق وتأمين مستلزمات التقدم التقني والمادي وإرساء قاعدة تعليمية متطورة وتشجيع البحث العلمي والابتكار وربط العملية التعليمية بعملية التنمية الشاملة في البلاد وأهدافها الكبرى، وإدراج تعليم المعلوماتية ضمن المناهج في مرحلة مبكرة وإشاعة استخدام وسائلها في المدارس. وعلى وضع خطط علمية لاستكمال عملية مكافحة الأمّية وضمان مجانية التعليم في المراحل الدراسية كافة، وتفعيل إلزاميته في الدراسة الابتدائية ومعالجة ظاهرة التوسع المتنامي للتعليم الأهلي وآثاره في النظام التعليمي ككل. مع شمول مرحلة رياض الأطفال بالسلم التعليمي وإلزامية التعليم على وفق ما جاء في الدستور. وضرورة اصلاح التعليم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat