رسالة وطن من دمع حامد الرعد أنموذجا
عدي المختار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عدي المختار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا تستطيع أن تعرف مدى حب الآخرين لأوطانهم إلا من خلال إخلاصهم في العمل , وان تعالى العشق مابين الوطن والمواطن حتما سيترجمه الدمع كتعبيرعن عشق محب مهووس بوطن كل ما فيه جرح ,ماضيه ملبد بالغيوم , وحاضره ضبابي, ومستقبله مبهم ,يقف ويتعثر ويسقط مذ أن وجد وكان ,دمرته النزوات وعاثت به البطولات الفارغة فسادا فحولته لخواء يحاول البعض القليل من الشرفاء بث الروح فيه مجددا وإعادته السابق عهده حينما كان حضارة لم تغب عنها شمس الإنسانية أبدا وعطاء علم العالم القراءة والبوح الجميل ,وطن مستباح يئن ويشكو ظلم ذوي القربى له ,كل ما فيه خراب فكرا وعملا ومساع تحركها المصالح والمكاسب وكأن الجميع في سباق محموم لاستباحة ذلك الجسد الذي يئن من جراحات الحروب وآهات المفجوعين, الدموع وحدها من تعبر عن حب الشرفاء لبلدهم ,كتلك الدمعة الناصعة بالألم والحسرة التي أنسابت تولول بالفجيعة كأي أم (تهدلت) تنعى فقيدها من عيون الأب والحبيب الأستاذ (حامد الرعد )مدير إدارة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وهو يتحدث لي في جلسة محبة عن ما صعقه خلال تواجده في قطر بالدورة العربية الرياضية وما أذهله من رؤية ذاك البلد الذي كان قرى صغيرة في وقت كانت بغداد أم الدنيا في الستينيات والسبعينيات , حسرة ولوعة رافقتها دموع حقيقية من إنسان يشعر بالمرارة لان وطنه بات خربه ولم يصل إلى ربع ما في دول الخليج ليس من ناحية المنشآت الرياضية والبنى التحتية بل حتى على صعيد التنظيم والتخطيط والفكر والأداء ,آهات وغصة لم أراها أو أشاهدها منذ عشرة سنوات مرت ,أخر مرة رأيت مثل تلك الدموع الحزينة الصادقة كانت خلال التسعينيات في عيون فقراء الشعب الذين كانوا يساقون للحروب والسجون والقتل وهم مؤمنين بحكم الله في أن تكون دمائهم هي اللعنة التي ستقض مضاجع الطغاة ,علها تكون دموع الرعد لعنة تطارد كل من لا يعمل أو يكون أهلا لقيادة العراق وساعيا لبناء مستقبله .
دموع حسرة لما في هذا البلد من هدر للأموال في جميع المجالات مقابل انعدام تام للبنى وللفكر والخطط السليمة ,ودموع تفتح ذراعيها إلى الله تبتهل ربها عله يوقد في قلوب من يقودون هذا البلد شعلة العمل الصالح وان يجعل غد العراق ومستقبلة أكثر تطورا وعلمية .
إن تطور الدول اليوم التي كان بينها وبين أمس العراق سنوات ضوئية من التطور هي اليوم العكس ونحن من نحتاج الى سنوات ضوئية للحاق بركبها وبما تقدمه وتسعى أليه لتطوير رياضتها عربيا وآسيويا وحتى عالميا ,وكم كان الأجدى بان تصرف المبالغ التي صرفت للدورة العربية إلى بناء المشاريع الرياضية الحيوية ,وطالبنا وقتها بالانسحاب منها ردا لإعادة الاعتبار لخليجي البصرة المسلوب والذهاب بمبلغ السبعة مليارات ونصف المليار دينار عراقي نحو مشاريع وخطط يقودها أناس حريصون على سمعة العراق أكثر من حرصهم على كسب المنافع والمصالح و(تفاليس) المليارات ,ولان الأمر جاء بانتصارات حقيقية حققتها بعض الاتحادات ليرتفع تصنيفنا ونتائج أخرى كانت بمثابة فضيحة فان الكلمة الحق اليوم هي بان تتضافر الجهود وتتصافى القلوب بين قادة الرياضة ويعمل الجميع بيد واحدة بلا هوس المناصب والواجهات الفارغة للتخطيط السليم لأمرين لا ثالث لهما البنى التحتية المتطورة والقاعدة الرياضية الحقيقية .
دموع الرعد رسالة لابد أن تقرأ جيدا من قبل الذين لا يريدون أن يسمعوا نداءات الوطن المتكررة بالترفع والمضي بهمة واحدة نحو حفظ هيبة العراق وسمعته الرياضية من خلال تخطيط سليم وبرامج علمية وطموحات وطنية قابلة للتحقيق إن صدقت النوايا .... طوبى لدموعك أيها الرعد الجميل .....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat