صفحة الكاتب : طارق فايز العجاوى

العولمة احدى زواياها الخفية بقلم طارق فايز العجاوى
طارق فايز العجاوى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا ينظر الى العولمة على اساس التقدم الملحوظ فى المجال الاقتصادى واعتبارها راس الهرم التى بلغته الراسمالية بحدود التطور الاقتصادى على اعتبار ان العولمة ترفض راس المال الوطنى وتدعو الى راسمال عالمى _ الشراكة العالمية فى راس المال _ وهذا بالضرورة يؤدى الى تطور فى العلاقات سواء مع الذات او مع الاخر او بالموروث الحضارى من جهة ثالثة
والظاهر ان العولمة مفهوم عصرى للنظام الجديد للعالم وهى كلمة اشبعت بحثا ونوقشت فى المحافل الدولية وعقدت الندوات لفهمها وتحليلها ولكن ما خفى كان الاهم والاعظم
ولكن بدات بوادرها تطفو على السطح بعد سقوط النظام السوفياتى وبالضربة الفنية القاضية وبقاء الدب الاوحد حامل الراية والصولجان هذا كله دعى للبحث عن نظام جديد للعالم يكون البديل والمتفرد على الساحة
اقول ايها السادة بما اسلفنا ان العولمة اقدم من ذلك بكثير فهى موغلة فى القدم وهذا جلى وواضح لكل ذى بصر وبصيرة والظاهر انها مرتبطة بالنظام الراسمالى ذاته وتحديدا بالراسمالية الاوروبية وعلى مستوى سوقها الوطنى ثم امتدادها الى الاسواق العالمية فى المستعمرات او فى دول العالم الثالث لفرض السيطرة عليها من خلال شركات ذات صبغة عالمية
وعليه نستطيع ان ندرك ان هذه الشركات ذات الطابع العالمى دعمت هذا النظام ولهذا نجد ان الدعم مشترك ومتبادل بين الطرفين _ الشركات والنظام _
الملاحظ ان الواقع العالمى الجديد اخذ بالنمو فى القرن العشرين وتحديدا فى العقدين الاخرين هذه الفترة شهدت تطورا ونموا تكنولوجييا هائلا وملفتا خاصة فى مجال المعلومات وهذا التطور ما زال ينمو باستمرار وبصورة غير مسبوقة وحقيقة هذا التطور فعلييا فيه كل الدعم للعولمة ذاتها التى طالت كل مجالات الفكر الانسانى بقضه وقضيضه من ثقافى واجتماعى وسياسى واقتصادى الخ وهنا ايها السادة مكمن الخطر فتبا لهذا القالب وتبا لمن سيسكب فيه وبمشاريعه التى اضحت مكشوفة وحيله الظاهرة الخيوط والمعالم
اذن لم تبرز العولمة الا مع تطور نظام المعلومات التكنولوجى هذا بالضرورة ادى الى اتساع رقعتها وانتشارها فهذه العولمة ساهمت دون ادنى شك فى دعم الشركات الكبرى من خلال تحقيق اهدافها التسويقية ورفع طاقتها الانتاجية وفتح اسواق كبيرة امام هذا الانتاج الضخم الذى بهر وابهر العالم
وهذه العولمة ايضا فتحت اسواق العالم الثالث لتجنى هذه الشركات اعلى الارباح _ انتبهوا ايها السادة _ دون الكشف عن اسرار هذا التقدم ليبقى رهين ادراجهم ونبقى نحن فى صف المستهلك الامعة القانع بما يصله والمغلوب على امره وهذا كله يقيهم شر المنافسة فى حال معرفة اسرار وخفايا هذه التكنولوجيا لذلك نجد ان هذه الدول بعيدة عن مستوى المنافسة والاحتكار وذلك نتيجة لاحتفاظها بما حازته من تقدم فى مجال التصنيع
اما فكرة ان يعم الرفاة الاقتصادى للعالم اجمع فهذه ايضا كذبة كبرى بدليل كما اشرنا سابقا ان دول العالم الثالث بيقيت فقط سوقا استهلاكية لا اكثر ولا اقل تقبل بالمتاح والموجود لذا ايها السادة خلقت هذه العولمة تفاوت واضح بين التقدم فى الغرب ودول العالم الثالث ولكن لا بد من الاشارة ان بعض الدول تمكنت من خلال ابنائها العمال من التمكن من بعض الاسرار للتصنييع وبحدود ضيقة جدا
ومن ابرز صور خطر هذا الوحش الذى لا يبقى ولا يذر ( العولمة ) انتزاع الانسان من انتمائه الاصلى وجعله غائب حكما عن وعيه التاريخى وماضيه وارثه ايضا وحقا هذا اخطر ما فى العولمة وهذا ما دعى علماء الامم الى التكاتف للوقوف فى وجهها فانتزاع الانسان من ماضيه وارثه فيه اعظم الخطر ويصبح انسان فى مهب الريح سهل الانقياد بعيدا عن قيمه ودينه وماضيه وهذا واضح وجلى لكل منعم للنظر
وليس يخفى على احد تلك العلاقة بين العولمة وما يعرف ب( ما بعد الحداثة ) التى طالت اخص ما يمس البشر فى المعتقد والسائد الموروث وهى حقا ابعد بكثير من ذلك التزامن المزعوم بل ايها السادة انها تؤدى حكما الى التداخل والتفاعل المنسى لكل ارتباط
حقا قولى ان العولمة خالية من المزايا بالنسنة لدول العالم الثالث المستهلك والسوق المتاح بلا ثمن الضحية المستباح بلا عقال المهزوم بلا نصير فهى حقا تغص بالمثالب والعيوب
الهم فاشهد اللهم انى قد بلغت


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طارق فايز العجاوى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/14



كتابة تعليق لموضوع : العولمة احدى زواياها الخفية بقلم طارق فايز العجاوى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : Patty ، في 2012/01/20 .

Good to see a tleant at work. I can't match that.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net