صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

هل آمن اليهود برب موسى؟. هذا الكتاب اصل الإرهاب.(1) 
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في كل معارك التوراة لم نجد معركة واحدة قامت من أجل نشر دعوة او رسالة أو الدين. فقد شن اليهود الوف المعارك على طول التاريخ وإلى يوم الناس هذا لم نقرأ في أي معركة من معاركهم أنهم وجهوا دعوة او سعوا إلى نشر دينهم بين الامم المقتولة والمسبية. وفي مراجعة شاملة لهذه المعارك في التوراة وجدت أن كل معاركهم كانت من اجل السيطرة على الأرض وسرقة ثروات الشعوب والنزوا على تاريخهم وتشويه حضاراتهم، واكثر هذه المعارك كانت بقصد النهب والسلب .

والغريب أن توراتهم تذكر ذلك بكل وضوح . فهم يندسّون بين الأمم ويرسلون الجواسيس لتقدير مدى ثروة الشعوب وخصوبة أرضهم ومصادر قوتهم ثم يُباغتون تلك المدن مستعينين بجواسيس الداخل لنهبها وابادة شعبها لكي لايبقى من يطلبهم بثأر. والغريب ان التوراة تُصحر بإسماء الجواسيس وأعدادهم الذين كانوا يرسلونهم كما قول في سفر العدد (هذه أسماء الرجال الذين أرسلهم موسى ليتجسسوا الأرض).(2)

وهؤلاء الجواسيس عندما يصلون مدينة ما فإن لهم فيها أعوان يأوونهم من أراذل المدينة كما يخبرنا سفر يشوع : (فأرسل يشوع رجلين جاسوسين سرا قائلا: اذهبا انظرا الأرض فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب). وراحاب هذه هي أحد أعوانهم واشهر زانية في المدينة، وهي جدة السيد المسيح فيما بعد.(3)

وأما الأمم القوية التي لا طاقة لهم بها فإنهم يندسون فيها ويقومون بتخريب اقتصادها وافساد شبابها وعندما ينخر الفساد فيها ينقضّون عليها لا لنشر دينهم بل لإزالتها من الوجود .ومثال على ذلك الامبراطورية الفارسية على عهد (احشويرش) حيث استخدموا اقذر الوسائل من أجل السيطرة على هذه الامبراطورية كما يذكر سفر (أستير) حيث استخدم كاهنهم الأعظم (مُردخاي) النساء للإيقاع بالملك والقضاء على اهم مصادر قوته رئيس وزرائه الوطني المخلص (هامان) وقتله وقتل ابناءه التسعة بابشع صورة ثم سيطروا على الملك وصادروا خاتمه كما يخبرنا سفر استير بقصة كاملة لا علاقة لها بالوحي إنما هي من خزعبلاتهم وخيالاتهم المريضة ثم دسّوها في التوراة ضمن وحي موسى.(4)

التوراة ذكرت اعداد خرافية هائلة من السرقات التي نهبوها من الشعوب المنكوبة ملايين المواشي واطنان من الذهب ومثلها فضة ونحاس وحديد ورصاص، ثم نهبوا ارض وزروع وانهار وآبار تلك الشعوب التي أبادوها، والغريب أنهم كانوا يُبيدون تلك الشعوب ابادة تامة كما يصف أحد النصوص المرعبة حسب رواية التوراة من أن الله امرهم أن يقتلوا الناس للهلاك فقط هكذا للعبث واسكات شهوة القتل وليس من اجل نشر دينهم كما نقرا في سفر حزقيال : (اعبروا في المدينة واضربوا. لا تشفق أعينكم ولا تعفوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك واملأوا الدور قتلى وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب).(5)

فهذا النص جلي واضح من أن ربهم أمرهم أن يقتلوا الناس قتلا عشوائيا واحراق المدينة بما فيها لا من اجل نشر دين او القضاء على عبادة باطلة بل قال لهم (إنما آنية الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد اجعلوها في خزانة بيت الرب).(6)

الذي يؤيد ما نذهب إليه من أن جميع حروب اليهود لم تكن بقصد الدعوة بل بقصد النهب والسلب والغنائم والابادة هو ما يذكره سفر العدد حيث يقول : (وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم، ونهبوا جميع بهائمهم، وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم، وجميع حصونهم بالنار.وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم،وأتوا إلى موسى وألعازار الكاهن وإلى جماعة بني إسرائيل باالنهب والغنيمة). (7)

مئآت الألوف من الناس ولربما الملايين لم ينجو منهم أحد ، فقد رجع اليهود بعد مجازرهم بالغنائم والنهب إلى موسى والعازر الكاهن. فلم تكن الحرب لدعوة او نشر رسالة بل كما تُصحر هذه النصوص كانت حروبهم كلها للقتل والابادة والغنائم والسلب والنهب ولذلك ترى قلة عدد اليهود في العالم وعدم رغبة الناس بديانتهم وإلى هذا اليوم لا زال اليهود ينهبون ويقتلون. وإذا فكروا يوما أن يُبقوا على أحد حيا من تلك الامم فانظر من يختارون كما يذكر لنا سفر العدد : (لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات. النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر، جميع النفوس اثنين وثلاثين ألفا).(8)

ولك أن تتصور عزيزي القارئ إذا كان عدد النساء الأبكار المسبيات (32) إثنان وثلاثون ألف فكم قتل اليهود من آبائهن واخوانهن . ولربما النص يدلنا على أمرٍ خطير وهو أنهم لم يقوموا بنشر دينهم عن طريق هذه الحروب بل عن طريق البنات الأبكار السبايا حيث يقومون بتحسين نسلهم وتكثير عددهم.

ولو تسائلنا عن سبب عدم نشر الديانة اليهودية بين الناس ، لهالنا ما سوف نعرفه عن اليهود واسرارهم ، وذلك أن التوراة تذكر أمرا غريبا جدا عن بعض من وقع قتيلا (شهيد) من اليهود في معاركهم ، فعندما جاء يهوذا والمخلصين من قومه لدفن شهداء اليهود من القتلى وعندما جردوهم من ملابسهم وجدوا (الاصنام) تحت ثيابهم. وهكذا تتضح لنا حقيقة مرعبة مفادها أن اليهود لم يكونوا مؤمنين بديانة موسى حتى ينشروها بل كانوا يحملون اصنامهم تحت ثيابهم ومن هذا اتسمت حروبهم بالهمجية والوحشية على عادة الامم الوثنية التي كانت تشن الغارات من اجل النهب والسلب، ولا نستبعد ذلك خصوصا وأن القرآن يؤكد حقيقة كفرهم : (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة).(9)

والتوراة تؤيد ما يذهب إليه القرآن من أن اليهود كانت اصنامهم تحت ثيابهم كما يذكر سفر المكابيين (وفي الغد جاء يهوذا ومن معه على ما تقتضيه السنة؛ ليحملوا جثث القتلى ويدفنوهم مع ذوي قرابتهم في مقابر آبائهم.فوجدوا تحت ثياب كل واحد من القتلى أصنام مما تحرمه الشريعة على اليهود). (10) وهكذا أكدت لنا النصوص بان اليهود في بعض معاركهم زعموا أنهم قتلوا (الكفار) ممن يعبد غير شريعة موسى ولكن تبين أن اليهود هم الكفار حيث كانوا يُخفون اصنامهم تحت ثيابهم.

وإلى هذا اليوم لا يعبد اليهود الله ولا يؤمنون بشريعة موسى ، بل لازالوا يعبدون نجمة رمفان حيث يُعلقونها في اعناقهم ويضعونها اينما يتوجهون للصلاة.وعلى ما يبدو من نص سفر الأعمال فإن عبادة التماثيل كانت شائعة سرا بين اليهود حيث يقول : (بل حملتم خيمة مولوك، ونجم إلهكم رمفان، التماثيل التي صنعتموها لتسجدوا لها). (11)

أنتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني : بأي اسلوب نشر المسيحيون ديانتهم.

المصادر: 
1- هذا الكتاب المقصود به التوراة الذي صنفهُ كثير من علماء اللاهوت بأنه اخطر كتاب على الكرة الأرضية. 
2- سفر العدد 13: 16.
3- سفر يشوع 2: 1.
4- لا يوجد استثناء فإن سفر استير كله يتحدث عن مؤامرة الاطاحة بالملك الفارسي ووزيره. 
5- سفر حزقيال 9: 6.
6- سفر يشوع 6 : 24.
7- سفر العدد 31: 9.
8- نصوص كثيرة أكدت سبي الصغيرات البواكر : سفر العدد 31: و ، سفر العدد 31: 3518.
9- سورة الاعراف آية : 138.
10- سفر المكابيين الثاني 12: 39.
11- سفر أعمال الرسل 7: 43، ورمفان هو الإله زحل .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/27



كتابة تعليق لموضوع : هل آمن اليهود برب موسى؟. هذا الكتاب اصل الإرهاب.(1) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net