صفحة الكاتب : سجاد العسكري

تخوم الحرب بيد من ؟
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   من يرغب ان يكون حرا في بلده وقائدا لشعبه , وتكون له الرغبة في الاستقلال باخذ القرارات على اساس مصالح وطنه وشعبه وامن منطقته , ويرغب ان تكون له علاقات متميزة مع الجميع وفق معيار التكافؤ لا الاستكبار والهيمنة , ومن يرغب في الدفاع عن الشعوب المغلوبة على امرها والتكلم بصوت عالي عن المظلومية والظلم من قبل الدول المهيمنة على القرار العالمي ,ومن ...ومن...فانه سيواجه بالرفض ببساطة لأن الولايات المتحدة الامريكية لا يروقها هذا !وعليها فالتستعد للحرب بمختلف اشكاله .
   الواقع في منطقة الشرق الاوسط وعموم العالم افرز قوة القطب الواحد منذ عشرات السنين بسبب الاحلام الوردية التوسعية لفرض النفوذ تلك الدول بعد حربين طاحنتين اتفق على تسميتها العالمية الاولى والثانية , مسببتا ملايين القتلة ودمار الشعوب والبلدان وهي الحقيقة التي يحاول ان يكون منتصرا متغافلا عن حجم الكوارث التي سببتها , وفوق كل هذا يتعامل مع الشعوب وفق سياساته المفروضة ومصالح علاقاته فقط من حيث الربح والخسارة ,فكلما كان الربح كثير كانت العلاقات متميزة متخوفة غير موثوقة , اما لو كانت الخسارة هي الكفة الاكبر فالتستعد للحرب مختلف الاشكال . 
  نعم فالحرب ليس بالضرورة ان تكون مباشرة بالاسلحة والطائرات والصواريخ والقنابر او بناء قواعد عسكرية - نوع جديد من الاحتلال- , او للاعتداء على دول اخرى امنة من تلكم القواعد , مهما كانت الروابط والعلاقات بين الدولة التي اسست فيها القواعد والدولة المراد الاعتداء عليها ,أليس هذا انتهاك صارخ لأستقلال واستقرار البلدان ؟!
  فالحرب اشكال عند فرض كيان غاصب ومعتدي لأمن واراضي الشعوب فهي حرب , وعند قمع المقاومة له او مناقشته فهو حرب , عند رفض ثورة حرة وسلطة منتخبة تمثل الشعوب واتخاذ قرارات تصب في مصلحة البلد والشعب فهي حرب , وعند معاقبة بلد بالحصار والعقوبات لأنه ينعم بالاستقلال والاستقرار ولا يخضع لسلطة الهيمنة والاستكبار فهي حرب , وعندما تتدخل في شؤون داخلية وتتهم الاخرين بانتهاك حقوق الانسان وتغض الطرف عن مايجري من قتل ومجازر في اليمن وفلسطين وسوريا ...فهي حرب, وعندما تأتي امريكا عند تخوم البلدان والشعوب وهي بكامل عدتها العسكرية وجاهزة للقتل وقاطعة البحار والمحيطات فاعلم انها الحرب .
     فامريكا ومن على شاكلتها تقود اشكال من الحرب غير نزيهة مستغلة هيمنتها الدولية , وتبعية بعض حكام المنطقة الخانعين ,فنجدها سياسية وحرب اقتصادية ,واخرى امنية واعلامية ,وحصار وعقوبات ,نقض اتفاقيات ...كأنها تقول نحن في قانون الغاب والحكم للاقوى وعلى الاخرين الخضوع والسكوت ؛لتحقيق استيراتيجياتها الموروثة من نهج استعماري بغيض يحول الحكومات والشعوب وقوى سياسية ,و نخب مجتمعية وعقائد دينية كالوهابية , والموروث الثقافي ...فالجميع تحت هيمنتها وان يقبلوا بما تريد والا تتبع الحرب واشكالها على الرافضين لسياساتها.
    هذه الحقيقية التي ادركتها المرجعية الدينية في العراق وايران ,وحذرت منها قديما وحديثا , وهي على علم ودراية في استنزاف مقدرات الدول وشعوب المنطقة استنزافا بشريا وماليا واقتصاديا واجتماعيا ... فاعلنت التصدي له رغم امكانياتها التقنية الغير متكافئة مع ماتملكه اطراف الاستكبار ؛لكنها غيرت المعادلة وتصدت لهذا الصراع ,فما كان من امريكا واتباعها الا ان تشن مختلف الضغوطات والتدخلات وصنع جماعات ارهابية لزعزعة الداخل ,فكانت المفاجئة والصاعقة اقوى اذا تظافرت الجهود لتنشاء قوة عقائدية وطنية هي الحشد الشعبي المقدس , وكذلك اصبحت الروابط المشتركة بين العراق وايران اقوى واوثق عرى .
   فامريكا بسياساتها الحمقاء تخسر المزيد مما تربح فهي تحاول ان تبداء الحرب في منطقتنا باستهدافنا اي استهداف القوى التابعة لقيادة المرجعية التي امتازت بالتصريحات حكيمة ومتوازنة وقوية وواضحة بنفس الوقت, وتحاول الى تجنب هذه الحرب التي ان بداءت فنهايتها لن تكون على اهواء من بدائها . 
   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/19



كتابة تعليق لموضوع : تخوم الحرب بيد من ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net