صفحة الكاتب : سيف علي اللامي

الشباب الى أين ؟
سيف علي اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في شهر واحد وهو الشهر السابع من سنة 2019م، في أربعة جمع، هناك أربعة خطب للمرجعية الدينية العليا، تنادي فيها الجهات المعنية والأسرة والمدارس والمؤسسات الحكومية والأهلية، لإحتضان الشباب والإهتمام بهم ودعمهم مادياً ومعنوياً، لكن بدون جدوى نلاحظ شبابنا ينجرون خلف جهات تريد تدمير هذه الطبقة القوية التي يعتمد عليها بلدنا والتي بها يزدهر.

في 5 يوليو 2019م حذرت المرجعية الدينية العليا من تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب والشابات.(1).

ففي هذه الحكومات النائمة، وفي ظل انعدام القانون بدأت هذه الظاهرة  ((تعاطي المخدرات)) تتنامى مما تهدد الأمن الأخلاقي والاجتماعي في المجتمع، بحجة إنها مهدئة. 

ينبغي على الحكومة العراقية أن تضع الحلول السريعة والمعالجات المناسبة وتشرع قوانين رادعة عقابية صارمة للحد من هذه الظاهرة والنيل منها، وان يعقاب تجار هذه الصفقات، وينبغي عدم شمولهم بقوانين العفو حتى لا يعودوا إلى ما كانوا عليه سابقاً.

وقد نبهت المرجعية الدينية أن بعض تجار المخدرات تربطهم علاقة مع مسؤولين في الدولة، فهنا واجب الحكومة معالجة ذلك وتطبيق القانون على الجميع حتى على المسؤول المتورط في مثل هكذا صفقات مدمرة .

ويجب على الحكومة أيضاً ملء الفراغ لدى الشباب والشابات من خلال  برامج تنمويّة وترفيهيّة تسهم في بنائهم عقليّاً وفكريّاً وأخلاقيّاً وصحيّاً، مع توفير فرص عمل من خلال تفعيل القطاع الخاص صناعيّا وزراعيّاً. حيث ان الشاب عندما تتوفر له فرصة عمل تنعدم عنده الضغوط النفسية، عندها لن ولم ينجر خلف هذه الظاهرة .

فالكل مسؤول عن المعالجة، وسائل الإعلام الأسرة المدارس المؤسسات الأساتذة المسؤولين .

وقد نبهت المرجعية الدينية العليا من تنامي ظاهرة الإنتحار في خطبة لها بتاريخ 12 يوليو 2019م 
وقد ذكرت ان هذه الحالة لم تكن موجودة عندنا بل هي حالة وافدة إلينا.(2).

نعم انها وافدة إلينا من خلال تدمير نفسية الشباب من قبل الدول المعادية لبلدنا العزيز، هذه الدول المتشيطنة جعلت من شبابنا حطب لنيران مصالحهم ومطامعهم الدنيوية البالية.
فجعلوا من شبابنا ينتحرون على أمور تافهة إن لم تتحقق في أول محاولة، وهي تتحقق إذا سعوا فيها في المرة الثانية. 

فعلى شبابنا أن يكونوا أقوياء وان يدركوا أن النجاح لا يتحقق من أول تجربة  أو من أول مشروع في حياتهم، وعلى الأباء أن يكونوا متفرغين لابنائهم وان يقدموا النصائح لأولادهم وان يكونوا أصدقاء لأولادهم، وان تكون لغتهم مع ابنائهم التسامح والهدوء وليست العصبية.

وإن الإنتحار هو لغة الفاشلين وسبيل المنهزمين وان الإنتحار هو جبن وليس شجاعة والمجنون من يرفض حياته ويقدم على الانتحار. 

وفي 19 يوليو 2019م تألمت المرجعية الدينية العليا وتأسفت لتدني وانخفاض مستوى نسب النجاح في الامتحانات الوزاريّة للصف الثالث المتوسط.(3) .

حيث ان أسباب تدني وانخفاض مستوى نسب النجاح راجع إلى ما يلي:-

1_عدم استقرار المناهج الدراسية وتغيرها المستمر، حيث نلاحظ بين فترة وأخرى هناك تغيير في مادة ما وإضافة مواضيع قد لا يستوعبها الطالب وتكون غير مناسبة للقدرات الذهنية والعقلية له.

2 _ عدم احترام الكوادر التعليمية والتدريسيّة وانتهاك حرمة التعليم من قبل بعض الشرائح بالتعدي على المعلّم وإدارات المدارس ولأسباب غير مقبولة. 
وهذا ما نشهده في أغلب محافظات بلدنا الحبيب، إذا عوقب الطالب من قبل المعلم او مدير المدرسة، سيواجه المعلم أو المدير، الإهانة من قبل أهل الطالب وقد تصل إلى الدكة العشائرية أو قتل المعلم أو المدير. 

3_ قلة الأبنية المدرسية وازدحام الدوام فيها، هنا ستقل عدد الحصص الدراسية وقد تصل إلى ثلاثة حصص لأن هذه المدرسة فيها ثلاثة مدارس والدوام فيها ثلاثيّاً ناهيك عن عدد الطلاب في الصف الواحد قد يصل إلى 70 طالب وطالبة، منهم من يفترش الأرض لقلة المقاعد في الصف الواحد، والمعروف ان الصف النموذجي يكون عدد الطلاب فيه 20 طالب 
فهنا مهمة الدولة ووزارة التربية بناء مدارس جديدة وتوفير أجواء مناسبة ومطلوبة للطلاب 

4_ عدم تجهيز المدارس بالمستلزمات والوسائل التعليمية التي لها علاقة لها دور في تحقيق الاستيعاب العلمي، والاعتماد على الأسلوب القديم أسلوب التلقين و (الدرخ) للمادة العلميّة والحال أنَّ دول العالم المتقدّمة تعتمد على أساليب جديدة تُعرَف بأسلوب التحفيز الذهني أو العصف الذهني، وهو أسلوب تعتمده الحوزات العلميّة الشريفة، ويسهم في تحفيز قدرات الطالب الفكريّة والعقليّة والتحليليّة والاستنتاجيّة للوصول إلى النتائج. 

5_ عدم تطوّر القدرة للكوادر التعليميّة والتدريسيّة، كالقدرة على إيصال المادة العلميّة وتفهيمها للطالب – فهذه القدرة لم تتطوّر بخلاف ما يحصل في دول العالم – فيحتاج إلى دورات للتطوير .

6_ ومن أسباب تدني نسب النجاح هو حصول الإحباط النفسي لدى الكثير من الطلبة والذي يرى بعينه أن الذين تخرجوا قبله لم يلقوا تعيينا أو فرصة عمل، فيفكر بمصيره بهذا الشعور مما يحبط وتضعف عزيمته _ والمأمول من الجهات المعنية الاهتمام الكبير بالمجال الصناعي والانتاجي والقطاع الخاص وتوفير فرص عمل للخريجين. 

فالمسؤولية هنا تقع على المسؤولين المعنيين اولاً ، أن يقوموا ببناء مدارس وتوفير جو مناسب للطلبة وطباعة الكتب بالكمية الكافية وتوفير القرطاسية.

لكنهم في سبات، شغلهم الشاغل ملئ جيبهم بأموال الحرام، فهذا هو همهم العظيم والبلد إلى الهاوية، حيث انخفض مستوى التعليم في العراق والثقافة بدأت تنعدم والإحباط منتشر بين الشباب والشابات للأسف الشديد. 

كذلك الأسرة أيضاً تقع على عاتقها المسؤولية بمراقبة أبنائها الطلبة وتشجيعهم على الدراسة والإهتمام بهم ودعمهم.


وفي 26 يوليو2019م  خاطبت المرجعية الدينية العليا المسؤولين في الدولة على أن يهتموا بشريحة الشباب وذلك بضرورة توفير فرص عمل لهم وأجواء مناسبة، فهم الطبقة الفاعلة التي يُعوّل عليها في بناء البلد في قادم الأيّام.(4). 

وقد أوصت الشباب بأنهم الطاقة الحيوية والاجتماعية التي بها استكمال بناء المُجتمع والبلد .

فنحن كشباب علينا أن نشعر بالأمل الممدوح، فالوضع الذي نحن عليه الآن لن ولم يبقى على ما هو عليه، سيتغير فبقاء الحال من المحال، 

وقد ذكرت المرجعية الدينية "أن الحديث عن طبقة الشباب له جنبتان – الجنبة الأولى  (ما له) والجنبة الثانية (ما عليه)."

ففي الأولى هم يحتاجون إلى رعاية خاصة ومزيد من الاهتمام، والمسؤوليّة مشتركة تُلقى على الدولة ومؤسساتها من خلال توفير فرص عمل لهم وأجواء مناسبة أولاً. وعلى المنظمات المدنيّة والاجتماعيّة والأسرة بالإرشاد والعمل على سلامتهم مستقبلاً ثانياً. 

أما في الجنبة الثانية إن الوضع التربوي يقتضي منكم انتم الشباب أن تستمعوا من الأبّ أو الأستاذ أو الكبير الذي يتحدّث معكم وخذوا النصيحة وتأمّلوا فيها، ولا ترفضوها ولا تهملوها.

--------------------
الهوامش: 

(1) خطبة جمعة كربلاء الثانية الموافق 5 يوليو 2019م. 

https://www.imamhussain.org/fridaysermon/25940

(2) خطبة جمعة كربلاء الثانية الموافق 12 يوليو 2019م. 

https://imamhussain.org/news/26016

(3) خطبة جمعة كربلاء الثانية الموافق 19 يوليو 2019م .

http://imamhussain.org/news/26095

(4) خطبة جمعة كربلاء الثانية الموافق 26 يوليو 2019م. 

https://imamhussain.org/news/26173


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف علي اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/31



كتابة تعليق لموضوع : الشباب الى أين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net