صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

المالكي وتهَم الخصوم
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ إيداع أخر ورقة داخل صناديق الاقتراع الي يومنا هذا لم ترى حكومة السيد المالكي الهدوء وغلب عليها المطبات والأزمات المقترنة بالتهديدات المستمرة بنسف العملية السياسية قبل أن تعرج الى سبل البناء وتحقيق ابسط ما يطمح له المواطن العراقي من توفير الخدمات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ,بل ظل الصراع بينها وبين الإرهاب الشوكة الرئيسية المدمرة التي تتغلغل بجميع زوايا الخير دون استثناء من عراقنا الحبيب , مرت العملية السياسية  بمد وجزر قاسي وأوشكت أن تصل الى مفترق طرق كما يعبر عنها الجميع بالرجوع الى المربع الأول وهو خط الصفر الذي عانى منه أبناء الشعب الواحد الويل والالام المزرية وخلف لنا صفحة سوداء من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي , في الوقت الذي حشد خصوم المالكي الشارع ضده للقيام بتظاهرات كبيرة للتعبير عن غضبهم لسياسة السيد المالكي والتعليمات الصادرة في وقتها من مجلس محافظة بغداد بمنع بيع الخمور وغلق محلات الدعارة والسمسرة والأماكن المشبوه , التي لا تتطابق مع ماجاء به الإسلام الحنيف , وكادت أن تعصف بالبلاد أزمة لولا تدخل الحكماء والوطنيين بالتصدي لهذه الموأمرة الى أن تحولت الى تجمعات ثم اندثرت لتظهر بثوب وطني وتحت رؤى المصلحة الوطنية , وتكررت أزمة سياسية داخل الحكومة كان سببها مجرمي مجزرة الدجيل  وخصوصا عندما كشف الإعلام عن صورة أياد علاوي مع المجرم فراس الجبوري وتمزيق صور أياد علاوي في ساحة التحرير من قبل المتظاهرين الغاضبين , فاتخذها سبب لمهاجمة العملية السياسية وشن حملة قاسية على السيد رئيس الوزراء في حينها واتهمه بالفشل والتفرد بالقرارات وقد تجاوز فيها الدكتور أياد علاوي بعبارات خارجه عن اللياقة السياسية , وسرعان ما تم التوافق بشكل غير موفق لغلق هذه الأزمة خوفا من انعكاسها على الشارع العراقي , ولا يختلف الأمر عن أعضاء البرلمان الذين حققوا الرقم القياسي الأول في التصريحات المستمرة أمام شاشات الفضائيات حتى أصبحت برامجنا وتفكيرنا ما يقال وما صرح به , علما أن هذه الدورة البرلمانية  بشهادة خطباء منابر الجمعة وبعض السياسيين الوطنيين وما عكست من جوانب سلبية وتأخير بالقوانين والتمتع بالإجازات المستمرة والايفادات والتغيب والمقاطعة جعلها أن تكون اسواء دورة انتخابية يشهدها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 , الأمر الذي عطل مسيرة البناء وتأخير المشاريع  والتلاعب بمصير من أوصلهم وأعطاهم الثقة لهذا القبة المقدسة , وهم يتقاضون رواتب تفوق إضعاف أضعاف ما مايتقاضاه الموظفين,وحتى فشل هذا المجلس بمحاسبة المفسدين والمجرمين وتباين الموقف داخل البرلمان أذا كان هذا المختلس من حزب فلان فيتم مقاطعة الجلسة وخلق له مبررات تنجيه من التهم , كما حصل في استجواب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في حين نجحت الدكتورة حنان الفتلاوي لإيصال صوتها الى جميع الشعب العراقي في إظهار الاختلاسات والسرقات والتجاوزات داخل المفوضية العليا بوثائق دامغة  , في الوقت الذي تربعت هذه المرأة والصوت العراقي الحر الأبي في قلوب الأشراف لجرأتها وحرصها والتزامها بشرعية مهنتها , وأيضا كما جرى لأمين بغداد ,ولم يحاسب رعد شلال عن العقود لوزارة الكهرباء وسيست القضية , في الحقيقة اكبر عقبة وضعت أمام هذه الحكومة هي القائمة العراقية وتفردها في اتخاذ قرارات لصالح أعضائها بالقائمة ولم يكن مشروعها وطني , مما أدى الى نفور قسم من أعضائها وهم يرون بأم أعينهم أن مقاطعة القائمة هي بدون عذر شرعي مجرد إيصال رسالة الى كل العالم بأن العراق يعاني من أزمات سياسية واختراقات أمنية  وتجاوزات على حقوق الإنسان , ولم يكن حالها بعد الانسحاب الأمريكي أفضل من ما كانت القوات الأمريكية تدير الملف الأمني , ولايروق كذلك للقائمة العراقية أن العراق أصبح اليوم يحتل مكانة  مرموقة في العالم العربي وخصوصا كانت له مبادرات في تقريب وجهات النظر واقتراحات في الأزمة السورية وبدأ يأخذ دوره الإقليمي  بعد أكثر من 19 عاما من التهميش , وفي الفترة الأخيرة أصاب الخصوم صميم العملية السياسية التي ينظر إليها جميع العراقيين انها وليدة صناديق الاقتراع وأنها الحكومة الشرعية التي سار اليها الشعب أثناء تهديد الإرهاب ووضع المفخخات وإطلاق الصواريخ اتجاه الناخبين , وقد ضحى الكثير من افراد الشعب في سبيل بناء العمود الفقري لبلد تكالبت جميع قوى الشر والاستكبار العالمي عليه , وما قامت به هذه القائمة في الفترة الأخيرة لا ينسجم مع كل بيانتها وحملتها الانتخابية وخططها المستقبلية , بل انها تجاوزت الدستور وفرقت بين المواطنين داخل البلد عكس ما كنا نطمح لان يكون الجميع تحت مظلة القانون متساوون في الحقوق والواجبات ولا يعلوا احدا على القضاة ,هنا أتسأل هل يحق الى أفراد القائمة العراقية ان يسيسوا القضاء ويصدروا اقتراحات بل تهديدات تجبر القضاء على التحقيق مع الهاشمي في مكان خارج العاصمة وحسب ما يحدده أعضائها , وهل يجوز تعطيل البناء وتوفير الخدمات وتجاوز حقوق 30 مليون عراقي بسبب قضية قضائية لمواطن واحد صدرت مذكرة تحقيق بحقه , مما دفع أعضاء هذه القائمة لشعل فتيل ازمة  وتعطيل مصالح الناس كما جرى اليوم بوزارة التربية ووزيرها الذي قاطعها ولم يدخلها مع انها وزارة تربوية وخدمية وهي اكبر وزارة في الحكومة العراقية ناهيك عن الوزارات الأخرى التي بقت شاغرة , ولا يغفل على الجميع ان  إقليم كردستان أصبح اليوم هو ملاذ للهاربين من القانون والمجرمين والمطلوبين للعدالة والكثير منهم صدرت بحقهم مذكرات اعتقال لتزويرهم شهادات دراسية وتلاعب بالدرجات الامتحانية فتركوا مواقعهم هربا الى اقليم كردستان ليعيشوا فيه بأمان والشواهد كثيرة على مثل هذه الحوادث , لماذا نعترض على ما قاله الشيخ حسين الاسدي ان كل من يتستر على المجرم هو مجرم مع العلم أن أهالي البصرة قد ايدوا كلام الشيخ حسين من خلال التظاهرات التي خرجت على جلال الطلباني التي تطلب منه تسليم الهاشمي للعدالة لإثبات موقفه أن كان بري او ان كان مجرم فالعدالة هي التي تقرر لأغيرها في بلد اتفق الجميع على دستوره ومواده وصوت الشعب عليه والتجاوز على قانونه يعني مصادرة تضحيات وأراء شعب بكامله , لم نرى خصوم المالكي يتهجمون عليه لأنه عطل مشروع او غير ملامح في بيئة الشعب أو نسيجه الاجتماعي , بل صرح أكثر من سياسي معارض له وقال ان المالكي وطني وشريف ويحب شعبه ولايزايده أي شخص على ذلك , وان مطالب واعتراضات القائمة العراقية هو فقط لعرقلة الحكومة وإعادة العراق الى  محنة القتل وإطفاء أي منجز يحسب لحكومة المالكي ,مع ان جميع أعضائها يصرحون ويتحدثون وهم خارج العراق في الوقت الذي ينتقدون الحكومة ويقولون ان الحكومة مخترقة من قبل دول الجوار ويقصدون بذلك الجمهورية الاسلامية , متناسيا انهم ذهبوا الى الجامعة العربية ويحثون تركيا على حل الأزمة واختيار قضاة مع انه لاتوجد أزمة تعصف بالعراق , العراق ماضي والسيد المالكي بصبره وأرادته وتواضعه سيهزم خصومه وتبين ذلك من خلال الانشقاقات والتمرد على القائمة العراقية وغدا لناضره قريب

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/30



كتابة تعليق لموضوع : المالكي وتهَم الخصوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : صادق غانم الاسدي ، في 2012/01/30 .

الاستاذ محمد حسن العزيز , في البداية احب ان اقدم شكري الجزيل لك بسبب مرورك بالموضع , واحي مرة ثانية الروح الوطنية والثقة العالية التي منحها الله لك والى كل من ظلمهم صدام والطغمة السابقة , ويبقى الحق عاليا ولابد لليل ان ينجلي لتظهر شمس الصباح تزهو فوق عراقنا الجميل رغم تأمرات الاعداء والحاقدون عليه , ولايصح الا سبل الخير والسلام , ونحن على علم ودراية ان هذه الصيحات لم تجد لها صدأ عند السيد المالكي والاشراف من العراقيين الذين تعرضوا للمطبات وظلم الصداميين , ولكن نعاود بالكتابة والتذكير فترة بعد فترة من اجل ان لايرتقوا التتر على كرسي العراق وتقبل محبتي لك والى كل الطيبين والعاملين في هذا المنبر الاعلامي الشريف كتابات في الميزان حفظهم الله من كل مكروه وعزز الله خطاهم من اجل نشر كلمة الحق وتبصير الاجيال والارتقاء بمستوى وعي الشعب وتعميق روح الاصالة والكلمة الهادفة مع تقديري لهم بالخير.

• (2) - كتب : محمد حسن ، في 2012/01/30 .

الاخ الاستاذ الاسدي المحترم بعد استيلاء البعث المجرم على السلطة في العراق احدى شعاراتهم كلا للطائفية كنا شباب في حينها وصعب علينا اكتشاف
ان الهدف من هذا الشعار تصفية الشيعة فكرا وحملة الفكر والعلماء وبدأت حملات عقابية سجون ومعتقلات واعدامات تطال الكفاءات الشيعية وطلبة الجامعات
الذين تعرضوا لعمليات تصفية ممنهجة ومسعورة وفوق هذا نعتونا بالعملاء والحمد لله الذي أظهر الحق وتبين ان كل اعدائنا وناعتينا بالعمالة هم عملاء لاردىء
واخس الدول وانهم مستعدين لبيع الوطن في سوق النخاسه لان معدنهم صدىء ونحن مرفوعي الرأس بوطنيتنا والتزامنا الديني وغير طائفيين ونحب الشعب
على اساس الجنسية العراقية وهنا لاتتعجب من الهجوم الاعلامي لاعداء المالكي خصوصا اذا كانوا متردية او نطيحة وهي شهادة له بالشرف العالي اما نحن
كعراقيين عركتنا الظروف علينا اسناد هذا الرجل في هذا الظرف بالذات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net