صفحة الكاتب : ظاهر صالح الخرسان

لا يُسجَرُ لنا تنّور هذهِ الليلة عزاء سَماوِي من نوع آخر
ظاهر صالح الخرسان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما إن يَحِينَ وقتَ الغُروب يوم العاشِر من المُحَرّم ..تتحوّل هذه الليلة الى ليلةِ كئيبة مُوشِحَة "بالوحشة" كما يُطلَق عليها في التّسمياتِ المَحليّة الشَّعبية انها لَيْلة يتيمة غابت فيها شمسُ☀ الإمامة نَحْراً وإنكَسَفَ القمَرُ قُربَ النَّهر، وبقايا رماد مَهْد طفلِ وبقربه امرأة محنية الظهر
الليلة التي يخيم فيها دخان الخيم ورائحة الدم واطفال مُشَردين في البيداء خوف حوافر الخيل وزعقات الرجال
تبقى ماثلة هذه الصور في الاذهان.
فكان عزاء القرية يختلف هذه الليلة سكون وهدوء وشموع منتشرة هنا وهنا فكانت النسوة تضع الشموع في زاويا البيت لتبدد الظلمة ويرددن (الليلة يزينب وحشة عليچ )
وبيوت القرية التي تضم في كل بيت منها "تنور من طين" لا يُسجَر في مثل هذه الليلة اطلاقا ولا يخبز الخبز فيه وتغلق فوهته بطبق كبير ...
امي ونسوة القرية يشعرن بالرعب قرب التنور وقت الغروب وعندما تغيب الشمس
للمخيلة الذهنية طقوسها وشعائرها الخاصة انها حالة وجدانية تستذكر افتجاع العائلة وحرق خيامها وكما يتصورن (تحطيم تنور العلويات) وتذهب بهن المخيلة الى ان وَلَدا مُسلم هربا في زحمة المصيبة وبين حوافر الخيل واختبئا في التنور للصباح
فلا يسجرن التنور خوف ايذاء طفلي مسلم بن عقيل
البعض منهن ذهبن ابعد من ذلك الى "ان رأس الحسين وضع في التنور ايضا... فبقينا لا تنور يُسجَر في تلك الليلة… وتهدمت دارنا بجرافات البعث الكافر وبقي التنور لا احد يقترب منه وكل دار مهجورة لا نقترب ونحن اطفال من اللعب قرب التنور او نفكر بتهديمه…
انه الوجع الممتد من كربلاء الى القرية عبر الاف سنين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ظاهر صالح الخرسان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/11



كتابة تعليق لموضوع : لا يُسجَرُ لنا تنّور هذهِ الليلة عزاء سَماوِي من نوع آخر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net