صفحة الكاتب : ظاهر صالح الخرسان

الرجل المهووس قالها سابقا لا تنسوا العراق
ظاهر صالح الخرسان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إهتم اصحاب التحليل السياسي والمراقبين بتصريحات كيسنجر الاخيرة في صحيفة الصنداي تايمز  (( ان احداثا كبيرة قادمة في الشرق الاوسط وآسيا  )) ووسائل الاعلام  العالمية ترجمت  اللقاء  بعدة لغات، وأعادت نشره في دول كثيرة لأهميته وأهمية الشخص المتحدث. تأتي اهمية الحديث هو توقيت المقابلة بالتزامن مع الاحداث الحالية ، وما يقوله كيسنجر يعني هو طريق الاحداث القادمة لأنه كما يعبر بإنه رجل مهووس بالمنطقة  ويتابع احداثها ،وهو الذي يقف على اكبر عملية اختراق في المنطقة في السبعينات عندما مهد لحرب اكتوبر واخرج مصر من دائرة الصراع الاسرائيلي واوصلها الى اتفاقات كامب ديفيد  
من الطبيعي جدا ان محيط العراق هو في دائرة الصراع المرتقب  (الاسرائيلي- السوري _اللبناني- الايراني) فضلا عن تداعيات نتائج الحرب -الروسية الاوكرانية- ومتغييراتها في آسيا والشرق الاوسط  وكذلك  تداعيات ما ضرب العالم من تضخم وازمات اقتصادية وازمات مؤجلة منها ازمات جيوسياسية وازمات السيطرة على النفط والغاز .
وباتت منطقة الخليج ضمن دائرة الاعصار السياسي المتأزم وتأثير بيع النفط واتساع المعسكر الذي يرغب بالمواجهة مع ايران ،و يعتبر العراق  محورا استراتيجيا في المنطقة وهذه الرؤية افصح عنها كيسنجر في فترة حكم اوباما ((لا تنسوا العراق )) داعيا الى إحداث توازن استراتيجي بين العراق وايران وان هذا التوازن هو الذي يؤثر على استقرار المنطقة
اما على المستوى المحلي فإن العراق في حالة توتّر وطريق مجهول لم تتضح معالمه بعد ، فإن انسحاب السيد الصدر من مجلس النواب هو بمثابة صدمة وانسداد حقيقي لا احد يتكهن بما تؤول اليه الاحداث والاصطفافات السياسية بعده ، والذي نستطيع قراءته من خلال المعطيات الموجودة ان هذا القرار لم يأتِ كردّة فعل مُفاجئة وانما خضع لقراءة احداث عالمية وإقليمية في المنطقة قد تكون الحكومة الوليدة في مهب ريح الازمات فتتحمّل ذلك الاعصار الذي يبعثر اشلاءها دون الوصول الى تحقيق برنامجها ومشروعها السياسي
استطاع الصدر ان يدقّ آخر بسمار في مشروع الحكومات التوافقية التي تتطلع اليها دول المنطقة وتدفع بهذا الاتجاه قد سلب منها رداء الشرعية السياسية والاجتماعية ،فصارت من الولادات المشوهة التي ستسبب حالة انفجار وغضب شعبي اذا ما اتجهت الكتل بهذا الاتجاه ،فضلا عن هذه الكتل في خانة الخسارة والرفض الشعبي مسبقا
فقد دشّن مشروعا سياسيا عراقيا ينتظر لحظة ولادته او وقت اكتمال النمو وان الاسراع بولادته في ظل هذه الاوضاع قد لا يرى النور ،الا حين اكتمال الظروف وإيجاد الرغبة الحقيقية لهذا المشروع ،فإن الصدر يدرك ان عامل التأثير الاقليمي سببا مباشرة في تأخير تلك الولادة واذا ما حصلت ضمانات دولية ببإهاء المشروع التوافقي ورفع اليد عن هذه القوى التي تعتاش على التوافق فإن انطلاقته تكون جاهزة سواء  بإنتخابات جديدة او بتشكيل حكومة جديدة تحت دعم  المجتمع الدولي بإعتبار الكتلة الفائزة الاكبر هي التي تعطي الشرعية للنظام السياسي 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ظاهر صالح الخرسان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/22



كتابة تعليق لموضوع : الرجل المهووس قالها سابقا لا تنسوا العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net