شرُوط تقود الإِنتفاضَة للنَّجاح
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
١/ المرجعيةُ العُليا في النَّجف الأَشرف أَحبططت خُطَطاً لتصعيد الصِّراع الدَّولي الإِقليمي على الأَراضي العراقيَّة وراءها وُكلاء لواشنطن وطهران الغرض منها خلق الذَّرائع لضربِ الإِنتفاضة الشعبيَّة الباسلة التي مرَّ عليها ١٠٠ يوم.
ولقد أَثبت الشَّارع العراقي أَنَّهُ أَذكى وأَوعى مِن أَن تنطلي عليهِ مثل هذهِ الخُطط التي تقف وراءها ميليشيات أَحزاب السُّلطة الفاسدة، ولذلك مرَّت الخُطط بسلامٍ وفشل الوُكلاء فشلاً ذريعاً.
إِنتهى كلَّ شيءٍ وانتهت الزَّوبعة التي أُثيرت في فِنجان وبقيت الإِحتجاجات في عُنفوانِها.
كان أَملهُم أَن تكونَ التَّظاهرات مليونيَّة، ولكنَّها لم تكُن كذلك، وهذا هوَ حجمهُم، لأَنَّ الشَّارع المُنتفض ضدَّ الفساد والفشل يعرف جيِّداً أَنَّ [وُكلاء] دعَوا لهذهِ التَّظاهرات، وهم أَنفسهُم جزءٌ لا يتجزَّء مِن منظومةِ الفسادِ والفشل، ولذلكَ لم نرهُم يشتركُون في الحراك الشَّعبي حتَّى لحظةً واحدةً [على الرَّغم من أَنَّهم أَيَّدوهُ باللِّسان ووصفُوه بالدُّستوري والشَّعبي وكلَّ شيءٍ] إِلَّا أَنَّهم في ذاتِ الوقت اصطفُّوا في مُقدِّمة الإِحتجاجات يوم أَمس، وهذا يكفي لنفهمَ طبيعتها والدَّافع مِن ورائِها والهدف منها!.
٢/ أَربعة شرُوط هي التي ستقُود الإِحتجاجات إِلى النَّجاح المُؤَزَّر؛
أ/ السلميَّة ب/ الديمُومة ج/ إِبعاد التَّأثيرات الخارجيَّة عنها د/ إِتِّساع رقعتَها وحجمها يوماً بعد آخر.
وهي الشُّروط التي ذكَّر بِها الخِطاب المرجعي عدَّة مرَّات.
٣/ لنحذر جميعاً من أَكاذيب ودعايات [جوكر] أَحزاب السُّلطة الفاسدة وجيوشهُم الإِليكترونيَّة الذين يحاولُون التَّأثير على معنويَّات المُحتجِّين بكلِّ الأَساليب الشيطانيَّة الخبيثة والرَّخيصة.
إِنَّهم يتسترُون خلف عناوين مُقدَّسة كالحشد الشَّعبي ودماء الشُّهداء الأَبرار التي أُريقت بسبب العُدوان الأَميركي الغادر، لإِختطاف البلد، وهو أَمرٌ خطيرٌ جدّاً يلزمنا جميعاً الإِنتباه لهُ والحذر منهُ.
إِنَّهم يصوِّرون إِحتجاجات الوطن ومعركة المواطنين ضدَّ الفساد والفشل وكأَنَّها إِستجابةٌ لدعَواتٍ من خارج الحدُود، تارةً إِقليميَّة وأُخرى دوليَّة، في محاولةٍ منهُم للطَّعن بجهادِ وجهُودِ وتضحياتِ الشَّباب الغُيارى الذين صمَّموا على خَوض معركة الإِصلاح إِلى النِّهاية، من جانبٍ، ولمُصادرة دَور المرجعيَّة الدينيَّة العُليا في النَّجف الأَشرف التي احتضنت الإِحتجاجات منذُ اليَوم الأَوَّل وبأَكثر من [١٢] خطابٍ إِسبوعيٍّ رسمت فيها خارطة طريق واضحة لا لبْس فيها للخرُوج من الأَزمة الحاليَّة، ولإِبعاد شبح المخاطر التي تحيق بالبلدِ كالإِقتتالِ الدَّاخلي والذِّهاب للمجهُولِ وغير ذلك، من جهةٍ أُخرى.
٤/ إِذا أَردت أَن تعرف هويَّة مجموعة من المُحتجِّين منذُ [١٠/١] المُنصرم ولحدِّ الآن، إِنتبه إِلى شعاراتهِم وراياتهِم المرفُوعة!.
ينطبقُ هذا على المُحتجِّين يَوم أَمس، ولا أَزيدُ شيئاً على ذلك.
أَعتقد وصلت الرِّسالة.
وبالمُناسبة فلأَوَّل مرَّة لم يُرفع شعار [تاج تاج على الرَّاس سيِّد علي السِّيستاني] في إِحتجاجات!.
٥/ للأَسف الشَّديد، فبدلاً من أَن تُؤتي إِحتجاجاتهُم أَمس ثِماراً لصالحِ العراق إِذا بها أَعطت نتائجَ سلبيَّة لم يتوقَّعها الذين خطَّطوا لها أَو تجاهلُوها! منها على سبيلِ المثالِ لا الحَصر؛
وصول [٧٥٠] عنصر مارينز جوّاً إِلى السَّفارة في بغداد.
[٥٠٠٠] عنصر آخر في طريقهِم للإِنتشار في مدُن العراق التي تتواجد فيها قوَّات أَميركيَّة.
[١٠٠] مليُون دولار التَّقديرات الأَوَّليَّة للخسائِر ستدفعها الحكومة العراقيَّة.
وكلُّ هذا ثمن حَرق طابُوقة في الجدارِ الخارجي لمَبنى السَّفارة.
فيما لم يفكِّر أَحدٌ بالثَّار لدماءِ شُهداء الغارة الأَميركيَّة الخبيثة [على حدِّ وصف المُرشد الأَعلى في إِيران] على مقارٍّ لقُوَّاتنا المُسلَّحة الباسلة بشكلٍ حقيقيٍّ.
هذه هي طبيعة عقليَّة تجَّار الدَّم!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat