ضرورة الارتباط بالإمام المهدي (عج)
السيد زين العابدين الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد زين العابدين الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن الارتباط بالإمام الحجة (عجل الله فرجه) يمثل الإيمان الحقيقي بالعقيدة الإسلامية سواء قلنا بأنه عقيدة غيبية أخبر بظهوره النبي 2 في آخر الزمان كما عليه العامة من المذاهب الإسلامية أم قلنا بولادته ووجوده في حياتنا كما عليه الشيعة الإمامية ؛ إذ أن الاعتقاد به يمثل ضرورة إسلامية عامة بل ضرورة دينية بشر بها الرسل والأنبياء F وذكر وصفه في الكتب السماوية السابقة بل يمثل ضرورة إنسانية مرتكزة في أذهان البشرية منذ نشأتها الأولى وإلى قيام الساعة بلزوم الخلاص على يد المنقذ الموعود من الظلم والطغيان ، حتى عد ظهور هذا المخلص من البديهيات التي تقبلتها البشرية وتركزت في أذهانها ، فلا يختص الإيمان به بالشيعة كما يصوره بعض الجهلة والمغفلين .
وينطلق الإمامية في ذلك من مبدأ ضرورة وجود الإمام لحفظ الدين وارشاد البشر نحو الهداية والصلاح لقوله تعالى : >هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ<[1] ، فإن وظيفة النبي 2 لا يمكن أن تنقطع بوفاته وإلا لزم نقض الغرض بفقدان الدين لمرونته وديمومته وحيويته ، ولهذا أكد الشارع على وجود من يؤدي هذه الوظيفة في كل زمان بقوله 2 : b من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية v [2] ، وقول أمير المؤمنين A : b لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهر مشهوراً، وإمّا خائفاً مغموراً v[3] ، وما هذا إلا ارشاد لما حكم به العقل من لزوم وجود المرشد ، إذ أن خلق الإنسان بدون ارشاده وتوجيهه عبث ولغو فلابد له من دليل يبلغ به درجات الكمال ويسلك به منهاج الهداية نحو تحقيق الهدف من هذا الخلق ، ولابد من وجود مصدر مستمر لذلك وما هو إلا الرسول ومن بعده الأئمة F وبدونهم يحصل الاضطراب والاختلال في هذا النظام ويكثر الفساد والافساد مما يوجب فناء النوع الإنساني .
ولذا جاء التنصيب الإلهي لأمير المؤمنين A خليفة لرسول الله 2 في مناسبات كثيرة ، وكما لا يخفى على من درس أبجديات السنة النبوية أن المهدي يمثل آخر الخلفاء والأئمة في الدين الإسلامي حتى أمر الرسول 2 بمبايعته في الحديث الصحيح : b فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهديv[4] ومنه يعلم المراد من الأئمة الاثني عشر في الحديث المتواتر بين المسلمين هم أئمة أهل البيت F خاصة .
وقد ركز الشارع الحكيم على أن وظيفة كل مؤمن هي الارتباط بإمام زمانه وحيث أن الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه) هو إمام زماننا فلابد للمؤمنين من المرابطة على دوام ذكره والدعاء له بالفرج وتوطيد النفس على النصرة له في غيبته وحين ظهوره من خلال جهتين :
الأولى : المادية ، عن طريق اعطاء الخمس وبذل المال بشكل دوري وصرفه في الموارد التي يحرز فيها رضا الإمام المعصوم A ، فإن البذل المادي من شأنه أن يحقق رابطة متينة وصلة وثيقة بين الراعي والرعية ؛ بلحاظ أن اعطاء المال في سبيل الله حين غيبته (عجل الله فرجه) مقدمة لبذل النفس في نصرته حين ظهوره .
الثانية : المعنوية ، عن طريق تعهد ذكره في كل مناسبة والدعاء له والصلاة عليه والتصدق عنه ، وهذا ما نلحظه بوضوح من خلال الأدعية الشريفة الصادرة عن المعصومين F كأدعية (الافتتاح والفرج والعهد وأمثالها) ، بل هو أمر مرتكز عند المتشرعة على طول تاريخ التشيع حيث كانوا وما زالوا يدعون له بالفرج ويتأملون الطلعة البهية له حتى يتحقق الوعد الالهي على يديه الكريمتين .
ويترتب على معرفة الإمام والاعتقاد بوجوده مجموعة من الآثار والثمرات الإيجابية على المستوى الديني والروحي للبشرية منها :
1 ـــ أن الاعتقاد به يمثل تمام الايمان بالغيب بلحاظ أن الاعتقاد بالإمام المهدي له بعد غيبي حيث لم نشهد حضوره ، وآمنا به لقول الرسول 2 : b لو لم يبق من الدينا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي، فيملا ها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما v [5] ، فيكون بذلك مصداقاً واقعياً لقوله تعالى : > الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ <[6] .
2 ــ تزود المؤمن بالاطمئنان والسكون النفسي ، حيث أن الله تعالى لم يهمله فأوجد له قيادة تتابع أعماله وتسدد خطواته وتلبي طموحه .
3 ــ تلبية احتياجات المجتمع المادية حيث أن للإمام المهدي في أموال الناس حق بمقتضى منصبه الإلهي ، ولهذا المال في عصر الغيبة الكبرى وظائف أهمها سد احتياجات فقراء الشيعة ومساكينهم ، مما يهدف إلى إيجاد ضمان اجتماعي لهم .
4 ــ الشعور بالقوة والعزة للشيعة من خلال ارتباطهم بقيادة إلهية مسددة ، لا يعتريها الخطأ في أحكامها ، تقوم بتسديد المؤمنين حيث تعرض عليه أعمال المؤمنين لقوله تعالى : > وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ<[7] ، ولذا يستوجب على الشيعي أن يؤدي التكاليف الشرعية على أتم وجه وأن يبرز الجانب الإيجابي في سلوكه لكي يحقق رضا إمامه حيث لابد من وجود حالة التوافق والائتلاف بين الإمام والمأموم ، ولا فرق بين حضوره وغيبته حيث أوكل عنه مجموعة من الفقهاء الصالحين في كل عصر عبر قوله (عجل الله فرجه) : b وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم v[8] .
[1] - الجمعة/2 .
[2] - الطبراني : المعجم الكبير : ١۰/٣٥۰ ح ١۰٦٨٧
[3] - نهج البلاغة لمحمّد عبده 4/ 37 من كلام له (عليه السلام) لكميل بن زياد .
[4] - سنن ابن ماجة : 2 / 1367 ح 4084 .
[5] - الصدوق : كمال الدين وتمام النعمة : ص318 باب ما أخبر به الحسين بن علي عليهما السلام من وقوع الغيبة ح4 .
[6] - البقرة/2 .
[7] - التوبة/105 .
[8] - الصدوق : كمال الدين وتمام النعمة : 2/181 باب 45 ح4 ؛ الطوسي ، محمد بن الحسن : الغيبة : 197 فصل ظهور المعجزات الدالة على صحة امامته ح247 .
في الأربعاء، 19 فبراير 2020 في 10:58 م تمت كتابة ما يلي بواسطة السيد زين العابدين المقدس الغريفي <zmg.najaf@gmail.com>:
جرائم الوهابية بين الماضي والحاضر
زين العابدين المقدس الغريفي
تدعوا الجماعات التكفيرية - الوهابية - الى تهديم القبور بأعتبارها - حسب ما يزعمون - رمز للشرك وعبادة الاوثان ، وقد سعوا جاهدين لايجاد السبل واثبات زعمهم من خلال شبهات يتوهموها وليس لها جذور اسلامية اصيلة او مستند مقبول لاجل تضليل المسلمين وزرع الفرقة بينهم ، لاجل تحقيق مآربهم الدنيئة والاهداف الاستعمارية التي دعت اليها قوى الاستكبار العالمي بتأسيس المذهب الوهابي وتفعيل افكار ابن تيمية الضالة والمضلة والمفرقة للمسلمين حتى توسعت هذه الافكار والمعتقدات الفاسدة ليتبناها عملاء الاستعمار البريطاني ليؤسسوا من خلالها حركة افسادية في عالمنا الاسلامي وكان من جملة ما سعت اليه الحركة التكفيرية تهديم نقاط القوة عند المسلمين والتي منها ما يربطهم باصول دينهم وقادتهم ، كمحاولة تهديم قبر النبي (ص) ، وكذلك تهديم قبور الائمة المهديين من اهل بيت النبي (ص) في البقيع وكربلاء وسامراء ، كما سعوا الى تكفير جميع المسلمين ممن لا يدين بدينهم ولا ينتحل ملتهم وهذا هدف صليبي صهيوني معلوم .
في حين ان الاسلام لم يهدم القبور بل جعلها مزاراً يتبرك بها ويستجاب ببركة اصحابها الدعاء وبشفاعتهم ، فكان رسول الله (ص) وامير المؤمنين وسائر الصحابة يزورون القبور ويقرأون القرآن والدعاء فيها وكتب التاريخ شاهدة على ذلك ، لانها تذكرهم بالآخرة ، وقد ورد من الاقوال والاحاديث في فضل زيارة القبور الكثير كما في حديث صحيح عن رسول الله (ص) حيث قال : من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ، وفي حديث آخر عن انس عنه (ص) : من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً او شفيعاً يوم القيامة . وهذا يدل على ان الرسول حتى في حالة مماته يكون حياً كما في قوله تعالى : ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون)) ومقام الرسول (ص) واهل بيته (ع) افضل من الشهداء بالأولوية القطعية ، وفي اقوال كثيرة تؤكد على أهمية وعظم زيارة القبور كقوله (ص) : زوروا القبور فانها تذكركم بالاخرة ، حيث قال ذلك عند زيارته لقبر امه السيدة آمنة بنت وهب (رضوان الله عليها). وهناك عشرات الاقوال التي لا يسع المجال ذكرها .
أضف الى ذلك قوله تعالى : (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) البقرة/125 ، حيث جعل من مقام ابراهيم مصلى ، وقد حكى الله سبحانه عن الموحدين الذين جعلوا على قبر اصحاب الكهف مسجداً بقوله (ولنتخذن عليهم مسجداً) الكهف/21 ، وفي مواطن عديدة خصها الله بتلك المنزلة العظيمة ، ومع ذلك تجدهم يتمسكون بكل ما هو شاذ وغريب .
وبعد جرائم عديدة في الحجاز والعراق استولى الوهابيون على المدينة المنورة حيث هدموا القباب ومنها قباب ائمة البقيع (عليهم السلام) صبيحة الثامن من شوال عام1344 هـ حيث يعتبر هذا اليوم من الايام السوداء التي مرت بها الامة الاسلامية لما جرى فيها من الجرائم الفادحة التي يندى لها الجبين . حيث ازالة العشرات من آثار الرسول (ص) وأهل بيته الاطهار بحجج واهية . كما لم يكتفوا بهدم الاضرحة والمقامات الشريفة حتى قاموا بتهديم مساجد الله كمسجد الكوثر ومسجد الجن ومسجد ابي القيس ومسجد جبل النور ومسجد الكبش وغيرها من المساجد التي ذم سبحانه وتعالى مخربي المساجد كما في قوله (( ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم)) البقرة/114 .
وكان آخر عمل اجرامي ما قام به التكفيريون وبتغطية كاملة من الاحتلال هو هدم قبة الامامين العسكريين (ع) في22 / شباط/2006م حيث تضرر جزء كبير من الضريح وقد انهار الجزء الاكبر من القبة الشريفة ، وكما وقد قاموا بتفجير المأذنتين في13 / 6/ 2007م .
- في اوائل الشهر الثاني من عام2009م قام التكفيريون من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي في الواقع هيئة ناهية عن المعروف الآمرة والفاعلة للمنكر لما تقوم من دور تخريبي في البنية الاجتماعية والدينية للناس حيث اخذوا يعتدون على الزائرين رجالاً ونساء شباب وشيوخ ، ولاسباب كثيرة بعيدة عن التطبيقات الاسلامية والاخلاق الكريمة فيشتمون زوار الرسول (ص) ويطعنون بعقيدتهم بحيث ينسبونهم إلى الشرك ، وايضاً في زيارة ائمة البقيع حيث شتموا النساء الزائرات بكلمات غير لائقة ولا تصدر عن مسلم التي تحكي واقع هذه الهيئة التكفيرية الناهية عن المعروف علماً ان هناك سجن كبير تحت المسجد النبوي يستعمل فيه اشد انواع العذاب بالنسبة للمؤمنين الموالين .
والى الان ما زالوا يصدرون تلك الفتاوى الهدامة في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم ، ولكن ((يريدون ان يطفؤوا نور الله بافواههم ويابى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون))
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat