صفحة الكاتب : مهدي عبدالله التميمي

عين على العالم في ظل كورونا
مهدي عبدالله التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

• عانت الولايات المتحدة "منذ نهايات العام 2019" من ركود اقتصادي في ظل تسارع عجلة التطور العلمي والاقتصادي للصين البعيدة عن القوى المتحكمة بالاقتصاد الأمريكي وبعض دول غرب اوربا والخليج، التي لم يتوان بعضها من توقيع عقود مع العملاق الاقتصادي الآسيوي . ومنها البلد الأكثر تضررا من فيروس كورونا (ايطاليا) التي وقعت عقود مع الصين منذ 4 شهور بقيمة تصل الى 5 بليون دولار .. والتي كانت رفضت نشر منظومة متطورة من الصواريخ الامريكية على اراضيها.

من ذلك وإليه ولأسباب وعلل مختلفة، نستحضر العداء الكبير بين كل من ( روسيا، الصين، كوريا الشمالية، تركيا، سوريا، ايران ) من جهة ... والولايات المتحدة من جهة ثانية.

ولنا في تمرد الاتراك على تعليمات البيت الأبيض بعدم شراء صواريخ روسية، ما أتاح اللاعب الروسي ان يدلي بدلوه المؤثر في صنع المفترق، في بلاد الأناضول، وأيضا في الصين بحساب ضخ الغاز الروسي، والشرق الاوسط (في سوريا خاصة) اضافة لعلو كعب الروس في مجالات العلوم والتكنلوجيا والطب والتصنيع العسكري .. وبيع الاسلحة بمئات المليارات من الدولارات .. كما ان روسيا صاحبة اكبر احتياطي ذهب في العالم .

تضاؤل الدور الامريكي توازى مع ازدياد حاجة الولايات المتحدة الى النفط في ظل ارتفاع تكاليف استخراج نفطها (الصخري) الى 40 دولارا تقريبا. وهبوط اسعار مبيعات النفط مؤخرا من 100 دولار الى 25 دولار اي الى ربع قيمته والضغط على السعودية لرفع انتاجها من 10 مليون برميل الى 18 مليون يوميا والامارات من 2 مليون الى 4 مليون .. وكذلك باقي دول الخليج .. وتقوم الولايات المتحدة بشراءه بربع قيمته الحقيقية وخزنه .

ان خسائر الدول الموردة لأمريكا بحدود 3 مليار دولار يوميا، ستبقى قائمة ومرهونة باكتشاف لقاح لهذا الفيروس، الذي ربما يفرمل الخسائر البشرية في نيويورك وكاليفورنيا ويشكك في رواية المؤامرة الامريكية بإشاعاته وصناعته.

بيد انه دور آخذ بالاتساع والوضوح.

هو رسالة موجهة للصين خاصة، تقول " لاتضعوا قوانين للعبة نحن من وضع خطوطها العريضة" كما تضمنت فصلا خاصا لإيطاليا التي تشهد أسوأ مرحلة بتاريخها الحديث، بوقوف ساستها عاجزون عن وقف معاناة شعبها من حصد الأرواح المتصاعد، الذي وصل الى 1000 ضحية مؤخرا.

ازاء ذلك يقار سؤال.. هل الضحايا من كبار السن يخفف على بعض دول اوربا اعباء مالية ؟( رعاية صحية، رواتب تقاعدية، ضمان اجتماعي - اصدر الاتحاد الاوربي قرارات برفع اجهزة التنفس الاصطناعي في مراكز الحجر الصحي عمن يتجاوز ال65 من العمر ووضعها للمصابين الشباب .. وفي بريطانيا نصح رئيس الحكومة مواطنيه أن "ودعوا احباؤكم " ).

ولاننسى ان الرسالة تتضمن فصلا خاصا بإيران التي عانت كثيرا من تفشي الفايروس، لإيجاد بديل عن محاولات اثارة الداخل الايراني للتمرد على الحكم وتكريس الحصار الاقتصادي .. وتحييد امتدادها، وتقليم اظافرها، في العراق، سوريا، ولبنان، بدءا من اغتيال سليماني والمهندس، مرورًا ب"الحشد الشعبي" ومقرات أمنية ومدنية، وانتهاء بما رشح من احتمالات ( التغيير بالقوة) بالعراق في حال فشل ( الزرفي) بتشكيل حكومة جديدة.

كورونا كشف، عن مرحلة جديدة لا تشابه في معطياتها وقائع سابقة، لترادف الوضع الصحي، الاقتصادي، الجيو سياسي، العسكري، الاجتماعي، العلمي، الثقافي، الفني، وحتى الديني وغيرها من وقائع لم تكن الى أمس قريب تترادف كلها معا لتمس بقوة وعنف حياة الانسان التي بدأت تنهار بسرعة على هذا الكوكب المضطرب.... ولنخلص الى حقيقة تقول؛

ان صورة العالم قبل كورونا ليست كما هي بعده

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي عبدالله التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/27



كتابة تعليق لموضوع : عين على العالم في ظل كورونا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net