صفحة الكاتب : صلاح الاركوازي

الاجراءات الامنية (الأزمة) لمكافحة الارهاب
صلاح الاركوازي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

Security measures (crisis) to combat terrorism

على الرغم من تحقيق خطوة متقدمة باتجاه مقاومة الإرهاب مع القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ما زالت التهديدات الارهابية تتفاقم على الساحة العالمية بصورة مذهلة منذ بداية العقد الماضي من القرن الحادي والعشرين، حيث استخدم الارهابيون، على مستوى الأفراد والجماعات والتنظيمات، مختلف أنواع الاستراتيجيات والتكتيكات والوسائل والاساليب والمواد والاسلحة والذخائر، وتمكنوا في حالات كثيرة ومواقع عديدة من ضرب اهدافهم بدقة متناهية، ما أدى الى تدمير مناطق ونقاط حيوية، غاية في الحساسية وبالغة الاهمية لأمن الدول والانظمة السياسية المُستهدفة .

تفتقر ّ المكتبة الأمنية العربية إلى مؤلف يبحث في موضـوع يعتـبر مـن أهـم موضوعات الإدارة الحديثـة ألا وهـو موضـوع "إدارة الأزمـة"، ولا شـك أن نجـاح أجهزة الأمن يعتمد بصفة أساسية عـلى قـدرتها عـلى مواكبـة التطـورات العلميـة ت قـدرتها عـلى ملاحقـة الـعصر، ً ً والعملية، التي تفرض عليها تحديا خطـريا بإثبـا والقيام بالواجبات الملقاة على عاتقها في عامل متغـري سريـع الإيقـاع، تحمـل أيامـه دامئًا كل جديد وحديث في كافة مجالات الحياة، وثورة دامئة ومتجـددة في العلـم والمعرفة، تعبر عن نفسها بالمستحدثات في الاتصال والانتقـال والصـناعة والإنتـاج والخدمات. ومتثل الإدارة العنصر الأول الـذي يتحـدد بتطـوره وتقدمـه مسـتوى أداء أي منظمة حكومية أو خاصة، وعلى قدر كفاءة العنصر الإداري ميكـن الحكـم عليهـا بالنجاح أو الفشل، حتى أنه قد قيل عندما وطأت قدما أول إنسان سـطح القمـر، ً إن هذا الإنجاز نجاح للإدارة العامـة قبـل أن يكـون نجاحـا للعلـوم الهندسـية أو الفيزيائية. ومع تطور الحياة وتعقدها، ظهرت أمناط جديدة من الجرمية تتفق وتطـور العلاقات الاجتامعية، باعتبار أن الجرميـة هـي بالدرجـة الأولى ظـاهرة اجتامعيـة ً تتغري وتتـأثر أولاً وأخـريا بـالمتغريات الاجتامعيـة، سـواء كانـت تلـك المتغـريات في نطاق المجتمع المحلي أو نطاق المجتمع الدولي. ولا شك أن ثوريت الاتصال والانتقال قد جعلتا مـن العـامل قريـة صـغرية، لأن هاتني الثورتني استهدفتا إلغاء فروق المكان والزمان، ومن ثم أصبح كل إنسـان في العامل متفاعلاً مع الأحداث التي يعيشـها أي مجتمـع آخـر في العـامل، وعـلى هـذا ً الأساس صـار إنسـان الـعصر عضـوا في المجتمـع الإنسـاني كلـه كـام هـو عضـو في مجتمعه الوطني المحلي، وأدى ذلك بغير جدال، إلى اتسـاع نطـاق الجـرائم التـي تأخذ صفة الدولية ومنها الجرمية المنظمة والإرهاب الدولي. ولم تعد الابتكارات الإجرامية حكرا عـلى الشـعوب المتقدمـة التـي تسرف في استخدام التقنية الحديثـة، بـل إن هـذه الابتكـارات تنتقـل بسـهولة عـن طريـق التقليد والمحاكاة، كما أن ظروف الصراع الدولي قد فرضت على المجتمـع العـالمي ًصورا حديثة من العنف السياسي التي تقوم بديلاً للحرب التقليدية والتـي يطلـق عليها صور الصراع الأقـل حـدة (Conflict Intersity Low )والتـي تشـمل عـدة صور من العنف أهمها بغري جدال الإرهاب الدولي والمحلي. ورغم أن أساليب إدارة الأزمة يجب استخدامها عنـد وقـوع حـدث مفـاجئ وغري متوقع، وتتم مواجهته في ظل ضيق الوقت وقلة الموارد، وذلـك حتـى ميكـن ً تقليل حجم الخسائر إلى الحد الأدىن، ورغم أن كثيرا من الأحداث الأمنية أو التـي تتعلق إلى حد كبري بالأمن مثل الكـوارث العامـة والـزلازل والبراكين والفيضـانات والانهيارات الأرضية، وحوادث الحريق الكبرى وغريها من الكوارث مثـل حـوادث التصادم الكبرية وغرق السفن وسقوط المنازل وغريهـا، إلاّ أن الأحـداث الإرهابيـة خاصة تلك التي تتضمن احتجـاز رهـائن والتهديـد بقـتلهم تقـدم الصـورة المـثلى للأزمة، ويصور التفاعل مع الأحداث الإرهابية من هـذا القبيـل التطبيـق العمـلي السليم لمفاهيم إدارة الأزمة. والتعامل مع الأزمة في الحدث الإرهايب يبدأ في الواقـع قبـل حـدوث الأزمـة، وهو ما يطلق عليها مرحلة ما قبل الأزمة، وتشهد هذه المرحلة عمليـات تشـكيل لجــان إدارة الأزمــة عــلى المســتويات المختلفــة، وجمــع المعلومــات، والتحريــات، وإجراء الدراسات عـن الأخطـار المحتملـة، ثـم وضـع الخطـط، والخطـط البديلـة لمواجهة المواقف المحتملة، في ظل إستراتيجية محددة ومعلنة من الدولة للتعامل مع المواقف الإرهابية.

 

مستويات إدارة الأزمة:

 اولا - المستوى الرئاسي لإدارة الأزمة:

وهو الذي يضع أساس سياسة الدولة وإسـتراتيجيتها، ويتعامـل مـع مواقـف الأزمــة الكــبرى والشــاملة، مثــل الأزمــات الدوليــة والحــروب والكــوارث القوميــة الكبرى

ثانيا - المستوى القومي لإدارة الأزمة: وهو الذي يتعامل مـع المواقـف التـي لهـا انعكـاس عـلى المصـالح الحيويـة والقيم الجوهرية للدولة، والتي يكـون لهـا قـدر مـن الأهميـة والشـمول بحيـث تكون لها نتائج سلبية على الأمن القومي .

ثالثا - المستوى المحلي لإدارة الأزمة: حـدودة أو ً وهو الذي يتعامل مـع المواقـف التـي تتحـدد مكانيـا مبنطقـة م منشأة واحدة والتي لا تحتاج إلا لمجموعة محلية لإدارة الأزمة الناجمة عنها.

أساليب التعامل مع الازمات الارهابية  Methods of dealing with terrorist crises

يختلف أسـلوب التعامـل مـع الأزمـة بـاختلاف المواقـف، واخـتلاف سياسـة الدولة وإمكاناتها وقدراتها، وهناك على الإجامل ثلاثة أساليب مختلفة هي:-

  .1 الأسلوب القهري : أي استخدام القوة لإكراه الخصم على التراجـع عـن موقفـه، ويتضـمن هـذا الأسلوب مفهوم عدم التنازل لمطلـب الخصـوم مهـام كـان حجـم التهديـد الـذي يشكلونه، ويعتمد هذا الموقف على قـدرة الدولـة عـلى تحمـل الخسـائر وإيقـاع العقاب الجسيم على الخصم

  .2 الأسلوب التساومي : ويعتمد هذا الأسلوب ع ً لى التفاوض أساسا لحـل الأزمـة، والأصـل أن المفاوضـة معناها الاستعداد للتنازل عن بعض المواقف المبدئية مقابل تنازل الخصم عن بعـض مطالبه، فهي إذن عملية حلول وسطى أو عملية توفيقية (Compromise (وهذا في الواقع هو أساس التفاوض حيث يبدأ المفاوض مبوقف متشـدد ثـم يتنـازل تـدريجيا حتى يصل إلى أدىن الحدود التي لا يستطيع بعدها أن يقدم أية تنازلات أخرى، فـإذا ما وصل الطرفان إلى هذا الحد وكان مقبولاً من الطرفني نجحت المفاوضـات، أمـا إذا كان أقل ما يطلبه طرف هو أكرث من الحد الأدىن الذي لا يستطيع الطـرف الآخـر أن يتنازل عنه فشلت المفاوضات

  .3 الأسلوب التنازلي : وهو قبول مطالب ً الخصم فورا في سبيل إنهاء موقف الأزمـة، وتلجـأ الدولـة لهذا الأسلوب عندما تكون قدرتها على مواجهة الأزمـة ضـعيفة أو عنـدما تـخشى من تصاعد مطالب الخصوم إلى درجة أكرث خطورة من الموقف الحالي . هذه مقدمة موجزة أردنا بها أن منهـد لموضـوعنا الأسـاسي وهـو مفاوضـات ً الرهائن، ولاشك أن هذه المقدمة الطويلة نسبيا، هي شديدة الإيجاز عـن مفهـوم 29 ً إدارة الأزمة حيث يتطلب إيضاح ذلـك المفهـوم إيضـاحا شـاملاً ُ أن نبحـث عـددا : ً ً ً كبريا من النقاط بحثا تفصيليا ومن هذه الموضوعات "مفهوم الإستراتيجية القومية، عناصر القوة الشـاملة للدولـة، عنـاصر الأمـن القومي الشامل، مجلس الأمن القومي، تشكيله واختصاصـاته، التشـكيل المتـدرج للجان إدارة الأزمة في الدولة، تفويض الاختصاصات، الأجهزة المركزية للمعلومات، تدفق الاتصالات ومساراتها، خطـط مواجهـة الأزمـات والخطـط البديلـة، الإعـلام وإدارة الأزمة، الأساليب الكمية لاتخاذ القرارات، وغريها". ّ ولكن يعنينا في هذا المؤلف أن نركز على مفاوضات الرهائن باعتبارهـا أحـد أهم أساليب إدارة الأزمة في المواقـف الإرهابيـة، وسـنبدأ بالحـديث عـن المفهـوم العام لإدارة الأزمة في الموقف الإرهايب، ثم ننتقل منه إلى الحديث عن مفاوضـات الرهائن، باعتبارها أحد عناصر التعامل مع الأزمة في مثل هذه المواقف

 

التهديدات الارهابية  Terrorist threats

إحتلت التهديدات الارهابية مساحةً واسعةً من الأهمية على الساحة العالمية، سواء على المستوى الاستراتيجي الذي يتمثل بامتلاك بعض الدول أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية، علاوةً على وسائل نقلها وإيصالها الى الاهداف المرصودة، كالصواريخ البالستية والتكتيكية، أو على المستوى التكتيكي الميداني الذي يشمل عدة جوانب تخريبية من قبل منظمات إرهابية غير حكومية، مثل المنظمات الفوضوية، الوطنية، الاشتراكية، والمحافظة، والاجنحة اليمينية واليسارية، وتجار المخدرات والاسلحة والبشر .

أما التهديدات الارهابية فيمكن إيجازها على الشكل التالي:

1 . التفجيرات عن بُعدْ، والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة (القنابل البشرية الانتحارية).

2 . إستخدام القنابل الاشعاعية (القذرة) والغازات السامة والمواد الكيميائية والجرثومية (البيولوجية).

3 . تهريب المخدرات والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والتسلل البري والبحري والجوي غير المشروع.

4 . تدمير البيئة من خلال تلويث الماء والهواء والغذاء (الارهاب الزراعي).

5 . تعطيل البرامج الكمبيوترية وشبكات الانترنت ونظم الاتصالات والمعلومات، والسطو الالكتروني على الحسابات المصرفية، ودوائر صنع القرار، وغيرها.

6 . الارهاب والتهديد الفردي (ضد الاشخاص من اصحاب القرار والسياسيين).

7 . إحتجاز الرهائن حسب الحاجة والخطة الارهابية.

8 . التمرد والعصيان المسلح.

9 . إختطاف الافراد وإخفاؤهم.

10 . إرسال الطرود والرسائل الملغومة، لا سيما عبر طائرات النقل والشحن الجوي.

11 . أعمال القرصنة البحرية وإختطاف السفن في الممرات البحرية الدولية.

12 . إطلاق النار على طلاب المدارس ومرتادي المطاعم بصورة عشوائية.

13 . تزوير العملات والاوراق والمستندات المالية وعمليات غسل الاموال.

14 .اختطاف الطائرات واستخدامها كوسائل تفجير أو ابتزاز.

الدور الاستخباري    The intelligence role

على الرغم من أن الارهاب قديمٌ قدم التاريخ، إلا ان تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2011 في الولايات المتحدة، والتفجيرات التي حدثت فيما بعد، في بالي ومدريد ولندن ومناطق أُخرى من العالم، قد اظهرت بوضوح ابعاداً إرهابيةً جديدةً غير مسبوقة، ما أدى الى ضرورة تفعيل وتنشيط الاجراءات والعمليات الاستخبارية التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية، وتطوير المزيد من التحولات في الدور الاستخباري، بحيث يتناسب مع التغييرات الجديدة التي طرأت على النشاطات والعمليات الارهابية التفجيرية.

وقد اصبحت الاستخبارات الاميركية والاوروبية والعالمية، ملزمة ومطالبة بتخطيط وتنفيذ عمليات استخبارية متطورة، وقادرة على بلورة دور استخباري مكثف ومترابط داخلياً وخارجياً، يكفل عدم تكرار ما حدث من تفجيرات ارهابية على اهداف امريكية وحليفة في الولايات المتحدة واوروبا والساحة العالمية.

وجاء في مقدمة أولويات الدور الاستخباري الجديد عملية ما يُعرف بـ ” التقدير والتحليل الشامل للتهديدات الاستخبارية المعدة خصيصاً لصانعي القرارات والسياسات والاستراتيجيات في الدولة”.

وقد شكلت عملية القضاء على زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في افغانستان ثمرة عمليات استخبارية دؤوبة طويلة الأمد اتسمت بسرية كبيرة وتعاوناً وثيقاً بين أجهزة الاستخبارات، عدا عن استخدام مختلف الوسائل والتكتيكات والقدرات والإماكانيات للتوصل إلى ذلك، مع التعلم من كل عبَر الفشل في الماضي. وشكلت تلك العملية الحدث الأنجح تاريخياً في مقاومة الإرهاب وكف يده وكسر سطوته.

هذا وتشمل مراحل الدور الاستخباري الخطوات الاستخبارية التالية من الناحية المنهجية:

1 . جمع المعلومات والبيانات والصور الاستخبارية عن المنظمات والجماعات الارهابية والافراد الخطرين، بكافة الوسائل والاساليب المتوفرة، وعلى مدار الساعة.

2 . تنسيق جهود كافة العناصر الامنية وتوجيهها وتركيزها نحو الاهداف الارهابية الحقيقية، وعدم الوقوع بشرك الاهداف الوهمية.

3 . تصنيف البيانات والتقارير الاستخبارية حسب الاهمية وأولويات منظومة العمل الاستخباري الآني.

4 . تحليل المعطيات الاستخبارية، وربطها بالمتطلبات الامنية الحالية والمستقبلية بصورة صحيحة ودقيقة.

5 . مراجعة النتائج الاستخبارية وتعديلها وتطويرها بما يتلاءم مع استراتيجيات وتكتيكات وتقنيات العمليات الاستخبارية بكافة انواعها.

6 . تنفيذ الخطط الاستخبارية حسب تطورات الموقفين الامني والعسكري.

7 . الاستفادة من التغذية العكسية (الراجعة) في تطوير الأدوار والمهام الاستخبارية ؛على أكمل وجه ممكن.

 

 

 

 

 

 

مراحل إدارة الازمة الإرهابي

عادة اي ازمة ومنها الازمات الارهابية لابد ان تمر بثلاث مراحل أساسية:-

1.       هي مرحلة ما قبل الأزمـة،    The pre-crisis phase,

2.       ومرحلة إدارة الأزمة،        And the stage of crisis management,

3.       ومرحلة ما بعد الأزمة،        And after the crisis,

وان المرحلة التي يجب ان يتم التركيزعليها اكثر من غيرها هي الاولى ( لمنع حدوث الازمة الارهابية والامنية اساسا).

فالأزمة الإرهابية شأنها شأن المرض، يجب مواجهتها مـن خـلال نـوعين مـن الطب الوقائي والعلاجـي، وتشـكل مرحلـة مـا قبـل الأزمـة مـا يقابـل الإجـراءات الوقائية من المرض، وتستند تلك المرحلة على نشاطين أساسيين هما :-

 اولا - المعلومات: التـي تجمعهـا الأجهـزة المعنيـة بـالتحري عـن الأنشـطة الإرهابيـة، ّ وهــذه المعلومــات إذا كانــت دقيقــة وفعالــة مــن شــأنها إجهــاض النشــاط ً الإرهابي قبـل وقوعـه .

ثانيا -  إجــراءات التــأمين: وهــي إجــراءات منطيــة وغــري منطيــة مــن شــأنها حاميــة الشخصيات الهامة والمستهدفة للنشاط الإرهايب، والمنشآت والمرافق الحيوية في الدولة، والتي يحتمل أن تكون عرضة لهجوم إرهايب عليها.

وتنقسم المعلومات أو التحريات إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:

اولا - المعلومات الإستراتيجية: وهي التي تبنى على أساسها سياسة الدولة في التعامل مع الإرهاب، وتشمل نشاطات الإرهاب الدولي وأهدافه ودوره في الصراع السياسي.

 ثانيا - المعلومات التكتيكية: وهي التي تتركز حول الأنشطة الإرهابية الداخلية والخارجيـة الموجهـة ضـد الدولة.

ثالثا -  المعلومات المتعلقة بالعمليات: وهي التي تتركز حول موقف إرهايب معني موجه إلى الدولـة، ويقـع داخلهـا أو خارجها، وتبدأ عملية إدارة الأزمـة في الموقـف الإرهـايب في حالـة فشـل أجهـزة المعلومات في التعرف على النشاط الإرهـايب قبـل وقوعـه، وأيضـا فشـل إجـراءات التأمني في منع النشاط الإرهايب في مهاجمة الهدف. أي أنه في حالة فشل خط الدفاع الأول (المعلومات والتأمني) في منع حدوث الموقف الإرهايب، وبتطور الأمـر إلى السـيناريو الأسـوأ (Scénario Case-Worst ( خاصة ً إذا ما تضمن ذلك التطور خطرا يهدد حياة أشخاص أو سلامة مرفق حيوي أو مصلحة قومية، فإنه من الضروري أن توضـع موضـع التنفيـذ إجـراءات معـدة المنظمة لهذا الموقـف، ً للاستجابة ً مسبقا لمواجهة الطوارئ، ليك تحقق إطارا شاملاً وهذا ما يطلق عليه إدارة الأزمة.

ويتم التعامل مع الأزمة من خلال وسيلتين:

اولا - التفاوض: ويهدف إلى:

أ‌-        إنهاء الحدث دون خسائر أو

 ب- تقليل الخسائر إلى حدها الأدىن.

ج- الحصول على أكبر قدر من المعلومات.

د اكتساب الوقت حتى ميكن لوحدات الاقتحام أداء دورها

 

ثانيا - استخدام القوة عن طريق وحدات الاقتحام وإنقاذ الرهائن.

1 - تشكيل لجان إدارة الأزمة .

     من أهـم خصـائص إدارة الأزمـة أن تلـك الإدارة مـن خـلال لجـان متدرجـة للتعامل مع الأزمة، ومعنى اللجان المتدرجة أن تكون هناك مسـتويات متصـاعدة للتعامل مع الأزمة من خلال لجان لهـا اختصاصـات تتسـع وفـق المسـتوى الـذي تشغله، وهذه المستويات عادة هي :

1 - اللجنة العليا لمكافحة الإرهاب: وتختص بوضـع السياسـات العامـة لمواجهـة النشـاطات الإرهابيـة الموجهـة للدولة، وهذه اللجنة تكـون تحـت رئاسـة شخصـية كبـرية في الدولـة مثـل نائـب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، رئيس مجلس الأمن القومي وغـريهم. ويختلـف تشكيلها من دولة إلى أخرى وفق أوضاعها الدستورية . وتعمل اللجنة وفق الأزمـات كهيئـة استشـارية لمتخـذ القـرار (وهـو رئـيس الدولة) عندما يكون الحدث الذي تعالجـه اللجنـة، عـلى مسـتوى مـن الضـخامة بحيث يكـون لـه انعكـاس واضـح ومبـاشر عـلى الأمـن القـومي والمصـالح العليـا  للدولة. .

2  - اللجنة الدائمة لمكافحة الإرهاب : تعمل هذه اللجنة كسكرتارية دامئة للجنة العليا لمكافحة الإرهاب أو أمانـة دامئة لها، وتتشكل هذه اللجنة من مديري أجهزة المعلومات المختلفـة، ومنـدوبي الوزرات الإستراتيجية في الدولة، والتي يتعلق عملها بالموقف الإرهابي أو الأحداث الإرهابية. تتولى اللجنة تنسيق التعاون بني الجهـات المختلفـة في مجـال مكافحـة الإرهـاب، وعــلى ســبيل المثــال يــتم تحديــد الاختصاصــات فــيما يتعلــق بالتعامــل مــع الموقف الإرهابي على النحو التالي: -

1 - تختص وحدات الشرطـة بالتعامـل مـع العمليـات الإرهابيـة التـي تقـع داخـل البلاد.

2 - تختص وحدات القوات المسلحة بالتعامل مـع العمليـات الإرهابيـة التـي تقـع على منشآت الدولة أو طريانها أو شخصياتها خارج البلاد

3 - بالنسبة للمطارات والموانئ، تختص الشرطة بالتعامل مـع العمليـات الإرهابيـة التــي تقــع مببنــى المطــار أو المينــاء، وتتــولى القــوات المســلحة التعامــل مــع العمليات الإرهابية في المياه الإقليمية أو عمليات خطف الطائرات.

4 - إذا وقع حادث داخل البلاد تتطلب مواجهته إمكانات لا متلكها الشرطـة، فإنهـا ّ تطلب تدخل القوات المسلحة التي تتولى التعامل مع الموقف

5 - تقوم الشرطة في كافة الأحوال بالنسبة للعمليات التي تقع داخل الدولة، بعمل نطاق أمن خارجي للموقع لمنع الاقتراب أو الهروب منه وتأمني المنطقة.

6 - تقوم الشرطة في كافة الأحوال بالنسبة للعمليات التي تقع داخل الدولة، بعمل نطاق أمن خارجي للموقع لمنع الاقتراب أو الهروب منه وتأمني المنطقة.

7 - تقوم القوات المسـلحة بإمـداد قـوات الشرطـة بالمسـاعدات التـي قـد تتطلبهـا مواجهة حادث إرهـايب داخـل الدولـة (مثـل الطـائرات، وأنـواع معينـة مـن الأسلحة، الإمداد، الإسعاف الطائر وغيرها).

      عقد اجتامعات دورية لتبادل المعلومات والتحريات بين الأجهـزة المختصـة. وتقوم اللجنة الدائمة بإجراء الدراسات والبحوث عن النشاطات الإرهابيـة، وتتبـع تطورهــا واحتمالاتهــا، وتحــتفظ بــنظم للمعلومــات وتســجيلها واســترجاعها فــيما يتعلق بالأنشطة الإرهابية كـما تـدرس أسـاليب تحقيـق قـدر أكـبر مـن التعـاون ً بني الجهات المختلفة، وأيضا تطوير تدريب وتسـليح وحـدات مكافحـة الإرهـاب،  وتتبع الحالات التي تقع داخل الدولـة أو خارجهـا لدراسـتها والخـروج بالـدروس المستفادة منها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح الاركوازي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/07



كتابة تعليق لموضوع : الاجراءات الامنية (الأزمة) لمكافحة الارهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net