الاغتيالات ما بين الماضي والحاضر
صلاح الاركوازي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح الاركوازي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
Assassinations Between Past and Present تاريخ الاغتيالات
اغتال الشَّخصَ قتَله على غفلة منه، ويكثر استعماله في القتل لأسباب سياسيّة {{ اغتال خصومَه بالقتل}} .
الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية تستهدف شخصاً معيناً يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم.
يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقة وحكومات، ولايوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملاً بطولياً، ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الاغتيال تعقيداً هو أن بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها ودوافعها اضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سبباً عقائدياً أو سياسياً وأحسن مثال لهذا النوع هو اغتيال جون لينون على يد مارك ديفيد تشابمان في 21 يناير 1981 ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان على يد جون هنكلي جونيور في 30 مارس 1981 الذي صرح فيما بعد أنه قام بالعملية إعجابا منه بالممثلة جودي فوستر ومحاولة منه لجذب انتباهها.
يستعمل مصطلح الاغتيال في بعض الأحيان في إطار أدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي، كاستعمال تعبير "اغتيال الفكر" أو "اغتيال قضية" أو "اغتيال وطن" أو "اغتيال البراءة" وغيرها من التعابير المجازية.
الكلمة الإنجليزية لمصطلح الاغتيال (بالإنجليزية: Assassination) مشتقة من جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين (بالإنجليزية: Hashshashin) الذين كانوا طائفة إسماعيلة نزارية نشيطة استمرت قائمة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة، فاستناداً إلى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت (بالإنجليزية: Alamut) التي تبعد 100 كلم عن طهران. وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات انتحارية واغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش بينما يرى البعض أن في هذه القصة تلفيقاً وسوء ترجمة لاسم زعيم القلعة حسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل، بغض النظر عن هذه التناقضات التاريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات اغتيال في غاية التنظيم والدقة ضد الصليبيين والعباسيين والسلاجقة، واستمروا على هذا المنوال حتى قضى عليهم المغول
تستخدم الاغتيالات منذ فجر التاريخ في الصراعات السياسية، ولكن اليهود معروفون باللجوء إلى الاغتيال كأسلوب قذر في حربهم ضد خصومهم، بل هم اغتالوا الأنبياء والرسل.
كما يخبرنا القرآن الكريم لأن اليهود يعتبرون، في تعاليم التلمود وتفسيراتهم للتوراة، أن من حقهم اللجوء إلى أي أسلوب يساعدهم في بسط نفوذهم على الآخرين وتحقيق مصالحهم، منطلقين من تصنيفهم العنصري للبشر؛ حيث اليهودي هو الأفضل والأرقى (شعب الله المختار) ، الآخرون هم "الغوييم"، أي الأغيار الذين لا يمتلكون صفة البشرية الكاملة، وليس لهم بالتالي حرمة في أرواحهم وأموالهم، ومن حق اليهودي قتل غير اليهودي وسلبه ماله وخداعه، لمجرد كونه غير يهودي.
لم يعد استخدام السم في الاغتيال السياسي أو في تصفية المعارضين مجرد اغتيال، وإنما جزء من حرب بالسلاح البيولوجي، ويوضح البروفيسور (مانفريد غرين)، مدير مركز الإرهاب البيولوجي، أن "بالإمكان أحداث تأثير واسع جداً حتى إن جرت إصابة عدد محدود من الناس، فالرعب يسيطر على الناس بسبب انعدام اليقين والخشية من إمكانية أن يتعرضوا هم أنفسهم للعدوى بالمرض القاتل"، وحسب البروفيسور (غرين)، فان السموم يمكنها أن تكون مواد كيماوية أو مواد بيولوجية جرثومية تلوثية ووبائية مثل: الجمرة الخبيثة، الابولا، الجدري، الكوليرا أو السموم التي تبث عبر مصادر المياه والجو، وفي معظم الدول فإن المسؤولية عن إنتاج السموم المستخدمة كأسلحة كيماوية أو بيولوجية تقع على أجهزة الأمن أو وزارة الدفاع.
في 15 يناير 1959 استخدم الروس الخبرات والمواد التي أنتجها مشروع (بيوفرفرات) الروسي لتصفية المعارضين السياسيين ومنهم المنشق الأوكراني (ستيفان باندرا) الذي وجد أمام بيته في ميونيخ يتخبط في بركة دم، وبعد عامين فرّ القاتل إلى الغرب واعترف انه نفّذ عملية القتل بأمر من المخابرات السوفيتية، معترفاً أنه رش على وجه (باندرا) "حمض بروسي" يطلق سموما تنتج السيانيد.
وقد انتج هذا السم المختبر رقم (12) الذي تأسس في العشرينيات، وبعد الحرب العالمية الثانية تحوّل المختبر إلى إنتاج سمّ من اجل اغتيال (جوزيف تيتو) الزعيم اليوغسلافي، وبالفعل جرى إنتاج بودرة بهدف رشها على (تيتو)، ولكن في اللحظة الأخيرة لم يصادق (ستالين) على العملية، كما انتج هذا المختبر عام 1978 مادة (الريتسين) وقد جرى استخدام هذه المادة في تسميم (جورجي ماركوف) في سبتمبر 1978 في لندن، ورغم الفحوصات التي أُجريت له قبل موته لم يكتشف الأطباء السموم، ولكنه أبلغ عن أن أحداً كان قد أصابه بطريق الخطأ بطرف مظلته، كذلك لم يكتشف الأطباء في باريس سبب موت منشق بلغاري روى هو الآخر أن أحداً طعنه بمظلة، وبعد فحص ثانٍ تبين وجود بقايا سم (ريتسين) في جسده.
وفي الولايات المتحدة هناك وحدة تعمل بإمرة وكالة الاستخبارات المركزية وقاد هذه الوحدة (ويليام باتريك)، وضمت الوحدة اكثر من (100) مهندس وفني وعالم بهدف تحويل فطريات وبكتيريا وأمراض وسموم إلى أسلحة، وفي مقابلة مع (هآرتس) عام 1998 قال (باتريك): إنه شارك ضمن الأبحاث في الإشراف على ومراقبة اختبار جرى في المحيط الهادي، حيث ألقيت قنبلة بيولوجية على زوارق تحمل قروداً وحيوانات اختبار أخرى، وكانت النتيجة مريعة؛ إذ إن نصف الحيوانات التي أُصيبت في القصف ماتت بعد آلام مضنية، مضيفاً: "حسبنا حينها أننا أنجزنا عملاً وطنياً" ومثل البرنامج السوفيتي سعى البرنامج الأميركي لتطوير سلاح بيولوجي قادر على التدمير الشامل، وعلى قتل إنسان بمفرده وفي عام 1969 أمر الرئيس (ريتشارد نيكسون) بوقف المشروع الأميركي .
يعود أقدم استخدام أدبي لكلمة اغتيال بالإنجليزية Assassination إلى سنة 1605، عندما ظهرت في مسرحية مكبث لويليام شيكسبير ، بالنسبة للكتب الدينية المقدسة فإن الاغتيال عملية قديمة قدم خلق الإنسانية ويورد البعض مثال قتل قابيل لهابيل (أبناء آدم) كأول عملية اغتيال بالإضافة إلى 7 اغتيالات مذكورة في العهد القديم ومنها على سبيل:-
اغتيال ملك مؤاب (منطقة قديمة شرق عمان) الذي كان ملكاً على العماليق والآمونييين وكان على عداء مع بني إسرائيل وتم اغتياله على يد الزعيم الروحي اليهودي أيهود حيث قام بطعن الملك بخنجر ذو حدين متظاهراً إنه يقدم الهدايا والطاعة لملك مؤاب.
اغتيال أبنير ابن عم شائوول أول ملوك بني إسرائيل على يد يؤاب ابن عم الملك داوود ثاني ملوك بني إسرائيل كانتقام من يؤاب من أبنير لقتله أخاه.
اغتيال آمنون الابن الأكبر للملك داوود على يد الابن الأصغر عبشلوم حيث كانوا أشقاء من والدتين مختلفتين وقام عبشلوم بالاغتيال انتقاما من اغتصاب أخته تمر على يد أمنون....
ومما يجدر اليه الاشارة الى ان في عهد الاسلام كانت هنالك عمليات تصفية ( اغتيالات نوعية) منها استشهاد الائمة الاطهار ( الامام علي والحسن والسجاد والصادق والكاظم والجواد والهادي والعسكري عليهم السلام ) ومقتل عمر وعثمان كذلك لجأء الامويين والعباسيين لتصفية خصومهم ومناؤيهم كما حصلت في واقعة الطف في يوم عاشوراء واستشهاد الامام الحسين ع واهل بيته واصحابه المنتجبين ، وهنا يجدر ان نذكر بان في عهد النظام صدامي ( كما في معظم دول العالم )المخلوع في العراق كانت قد شهدت اغتيالات وتصفيات بالالاف لعلماء ومفكرين ورجال دين ومجاهدين وسياسيين وبمحتلف الطرق منها ما تم داخل العراق ومنها ما تم في خارجه.
المدخل Entrance
اغلب حالات الاغتيال التي تنفذها مخابرات الدول ضد مفكرين ومثقفين وسياسيين وعسكريين حدثت خارج بلدانها، وليس في داخلها صحيح أن اغلب هؤلاء كانوا يخوضونالصراع بطريقتهم، ضد دولهم، ولكنهم لم يكونوا مقاتلين ميدانيين، ولذا فإن عمليات الاغتيال في هذه الحالة تجد تفسيرها.
أولاً: في إيلاء مخابرات الدول أهمية لدور الفكر والثقافة في المعركة وتنبههم لهذا الدور أكثر من ابناء الدول انفسهم الذين لم يتعاملوا مع المثقف سوى على أنه بوق للمؤسسة أو مجرد رجل إعلام.
وثانياً: لأن بعض هؤلاء المثقفين كان يمارس دوراً تنظيمياً إلى جانب اختصاصه الثقافي، وربما ثالثاً: في محاولة من الدول لإعطاء مخابراتها بعداً إعلامياً وضجيجاً يسببه اغتيال الشخصيات الثقافية البارزة، بغرض إضفاء الهيبة والقدرة الأسطورية لأجهزةالمخابرات ولكن الواضح أن أغلب حالات الاغتيال نجحت في ظل سيادة حالة من الاسترخاء التام، والتي مكنت لفرق الاغتيال التابعة لمخابرات ( كالموساد على سبيل المثال ) تلك الدول من تنفيذ مآربها. إن للاغتيال وجهين هما :-
اولا - الوجه الذاتي .
ثانيا - الوجه الموضوعي.
اولا - الوجه الذاتي .:
يتعلق بالمقومات الذاتية للإنسان المعرض للاغتيال،
ولشبكة العلاقات التنظيمية التي تحكم وتنظم مسار حياته وإطاره المجتمعي والسياسي،
وقابليته للفعل،
والتأثير والتواصل عبر تسلحه بقوانين العمل الثوري.
ثانيا - الوجه الموضوعي:
فهو الظرف المحيط بهذا الشخص،
وطريقة عمل العدو وقدرته من الاستفادة من نقاط قوته في مواجهتنا بجوانب ضعفنا،
فعندما تبدأ مقدمات نضالنا بمقومات ذاتية، وبشبكة علاقات تنظيمية وقابلية للفعل والتأثير والتواصل عبر تسلحنا بقوانين العمل الثوري،
فان الوجه الذاتي يكون من حيث القوة والتماسك والصلابة بحيث يمكن من إفشال محاولات الاغتيال،
وفي أقل تقدير فإنه يحبطها أو يؤجلها أو يجعل نتائجها مكلفة،
بحيث لا يمكن إن تقدم مخابرات الدول على عملية اغتيال،
إلا بعد حسابات معقدة ودقيقة.
قوانين العمل الثوري Revolutionary Labor Laws
القانون الأول : يجب الفصل بين العمل السري والحياة العلنية
The separation of clandestine work and public life
نقصد بالعمل السري مجمل النشاطات المتعلقة بالعمل ضد الأهداف الصهيونية، وهذا يحتاج إلى :
- العمل السري :
2- أجهزة اتصال العمل السري يجب أن تكون منفصلة عن أجهزة الاتصال الشخصية :
3- أجهزة اتصال العمل السري يجب إن تكون منفصلة عن أجهزة اتصال العمل الإعلامي والسياسي :
4- المهتمون بالعمل السري داخل الأرض المحتلة يجب أن لا يزاولوا أية وظائف وأعمال علنية :
5 - اللقاءات تتم في أماكن متغيرة :
6- العمل الخاص يجب أن لا يتعامل بالحسابات البنكية بشكل روتيني :
القانون الثاني:التغيير المستمروالدائم لنمط الحياة
Constant and permanent lifestyle change
القانون الثالث :اتخاذ الحيطة والإجراءات الأمنية الضرورية
Take the necessary security measures
ا- كشف المراقبة :
ب- المحافظة على سرية أمكنة العمل، العناوين، مقرات السكن، أرقام الهواتف :
ج- استخدام أجهزة كشف التنصت والميكرفون والمتفجرات :
د- فتح الطرود العامة والرسائل الخاصة عن طريق أخ مختص خارج المقرات :
هـ - عدم إجراء لقاءات صحفية إلا بوجود أخ مسلح في مكان اللقاء الصحفي
و - الحذر من الغرباء والأجانب الذين يترددون على المكاتب السباب مختلفة.
ز- التفتيش الروتيني للسيارات :
إجراءات لوقوفها الليلي في الكاراج " المرآب " .
إجراءات لوقوفها النهاري في الطرقات.
أساليب الاغتيال Assassination Methods
أولا ؛ أسلوب الرسائل المفخخة Message bomb style
ثانيا ؛ أسلوب تفخيخ السيارات Car bomb style
ثالثا ؛ تفجير السيارة عن بعد Remote detonation of the car
رابعا ؛ إطلاق النار عن قرب Close-up shooting
خامسا ؛ اقتحام المنزل Breaking into the house
سادسا ؛ التفجير غير المباشر Indirect detonation
سابعا ؛ تفخيخ الغرف Booby-trapped rooms
ثامنا ؛ السم Poison
تاسعا ؛ الاختراق breakthrough
عاشرا ؛ القصف بالطائرات Bombing By Plane
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat