الامام محسن الحكيم قدس سره
منذر عباس قاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كان الامام الحكيم, قدس سره. يمارس دوره في رعاية اوضاع الامة الاجتماعية , سواء كان في الجانب الديني او في الجانب التبليغي والثقافي لها .وكان يرعى هذا البعد بشكل متميز , ويعتبر من المؤسسين لذالك في عصره , لان عصره قد ابتلى بويلات ومصائب لم يعرفها من سبقوه من الاعلام .لانه كان عصر الاستعمار والغزو الثقافي الغربي للبلاد الاسلامية ووقوعها بشكل كامل تحت سيطرت الاستعمار . وكان يحاول ان يعبيء الامة في عمل سياسي عام ,يجعلها تتطلع بشكل حقيقي الى قيام حكم اسلامي في مختلف انحاء العالم الاسلامي . وحقيقة كان السيد الحكيم قدس سره . من المراجع القلائل .. الذين تحملوا اعباء المسؤوليات الدينية والاجتماعية والسياسية . وكان ينظر له باعتباره القائد الفعلي للعراق على الارض .فقد كان الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله ! يزوره باستمرار , ويتفقد صحته ويساله عن احتياجاته . لكنه قدس سره . كان يرفض اي مساعدة من هذا القبيل . وكان يعتمد على ما لديه من امكانيات في تسيير الامور . وكانت المرجعية الرشيدة في ذالك الوقت مطمئنة الى ان الامور ستسير على ما يرام ؛ طالما راس حربتها وربانها هو الامام الحكيم قدس سره .الرجل الذي اعطى قوة لهيبة المرجعية , وزاد في التحامها بجمهورها الكبير الذي يضحي بالغالي والنفيس عند الحاجة
وكان للامام الحكيم ,قدس سره .منهجا تربويا خاصا لتهذيب النفوس ودفعها الى القيام بواجباتها الدينية والاجتماعية على احسن وجه .وقد تخرجت المئات والاف في عهده من مدرسة الحكيم الايمانية , والقائمة على اساس الدين , والتابعة لخط ال البيت ع . ذالك الخط التربوي الذي ينادي بمكارم الاخلاق , وتهذيب النفس , والتضحية من اجل الاخرين , والغيرة على الدين واهله . وقد كان يربي اولاده تربية صالحة , ويغذيهم بطعم الايمان الحقيقي . لذا خرجوا وهم اكثر الناس تدينا وتهذيبا, وتلاحما مع ابناء بلدهم . يقدمون كل ما يملكون من اجل ان يسدوا خلة , او يعينوا فقيرا ليس له القدرة والطاقة على شراء ما يلزم عائلته .ويبيضون وجه التاريخ باعادة التاريخ وتذكير اتباعه بصفاته التي ترجمة روح التعاون الى واقع ملموس , وتمزيق الستار الذي كان يقف بين السادة واتباعهم من الجماهير التي تضحي بالغالي والنفيس اجل اعلامهم ورموزهم
ان تاريخ المرجعية في العراق يزخر بالكثير من الحوادث التي دونها التاريخ . واثبتت دون شك وريب على قدرتهم على التماسك في الاوقات الحرجة , والسير بالبلد الى شواطيء الامان , وحفظ ابنائه من المهالك . لكن الاحداث اثبتت ايضا ان وقت الامام الحكيم قدس سره . كان حرجا, تشوبه الكثير من المشاكل والمصاعب , استطاع الحكيم بحنكته وتدبيره ان يخفف وقعتها على ابناء الشعب العراقي ,وان يسكب مياه حكمته على نيران المصائب , ويحد من انتشارها ويقطع دابرها . وان يثبت للتاريخ ويسجل في صفحاته .. ان الامام الحكيم قدس سره. له القدرة على اسكات صوت الشر باشارة من اصبعه , وانه باب الامان الذي يحفظ العراق واهله ,وانه وحده من تحسم كلمته
الامور.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
منذر عباس قاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat