التوقيع اصطلاحاً : هو إلحاق شيء بالكتاب بعد الفراغ منه - لعله يقصد الفراغ من قرائته - . ( لسان العرب مادة وقع )
ويعدّه البعض بأنه فرع من فروع الأدب العربي ، وسنرى أنه لا يختص بالعرب .
ويتميز التوقيع في العادة بالإيجاز ، وأنه يكتب في حاشية الكتاب وبمداد مغاير للون الكتاب .
وعُرّف ايضاً : ( التوقيعات فنًا أدبيًا من فنون النثر العربي ، ارتبطت نشأتها وازدهارها بتطور الكتابة . والتوقيع عبارة بليغة موجزة مقنعة ، يكتبها الخليفة أو الوزير على ما يرد إليه من رسائل تتضمن قضية أو مسألة أو شكوى أو طلب . والتوقيع قد يكون آية قرآنية ، أو حديثًا نبويًا ، أو بيت شعر ، أو حكمة ، أو مثلاً ، أو قولاًسائرًا . ويشترط أن يكون ملائمًا للحالة أو القضية التي وُقِّع فيها ، فهو مرتبط بفن توجيه المعاملات الرسمية في الإدارة الحديثة ..) .
ومن أمثلته التأريخية :
+ توقيع الإمام علي ع على كتاب لسلمان الفارسي رضوان الله عليه سأله فيه عن طريقة حساب الناس يوم القيامة فوقّع عليه السلام : ( يحاسبون كما يرزقون ) .
+ كتب أحدهم الى معاوية يسأله ان يساعده في بناء داره بالبصرة باثنى عشر جذع من النخل ، فوقّع معاوية : ( أدارك في البصرة أم البصرة في دارك ؟ ) .
+ ورفع إلى الصاحب ابن عباد كتاب فيه ان أنسانا هلك وترك يتيماً وأموالاً جليلة لا تصلح لليتيم وقصد الكاتب إغراء الصاحب بأخذها فوقّع الصاحب فيه : ( الهالك رحمه الله واليتيم أصلحه الله والمال أثمره الله والساعي لعنه الله ) .
+ وأن رجلاً رفع إلى كسرى رقعة يخبره فيها أن جماعة من بطانته قد فسدت نياتهم ، وخبثت ضمائرهم منهم فلان وفلان ، فوقع في أسفل كتابه : ’’ إنما أملك ظاهر الأجسام لا النيات ، وأحكم بالعدل لا بالهوي ، وأفحص عن الأعمال لا عن السرائر ‘‘ .
ولا بد من التنبيه بأنه في أيامنا هذه تسمى الكتابة والتعليق على الكتب الرسمية وعلى أصل كل متن هامشاً وليس توقيعاً ، وأمّا التوقيع فأصبح له معنى آخر وهو الإمضاء ، وأصبح لكل شخص رسمة خاصة به بمثابة البصمة والشفرة التي لا يعرفها أو يجيدها غيره ، فقد تكون على شكل خطوط مستقيمة أو منحنية أو حروف أو نقط أو غيرها أو تشكيلة من بعض أو كل ذلك ، ويتحمل على أساسها المسؤولية ..
والهامش بلا شك يشير الى مستوى صاحبه الرسمي والثقافي والروحي والأخلاقي .. الخ ، وكذا يدل على فطنته وخبرته ومراده .. وكذا التوقيع ( الإمضاء ) فإن البعض يرجعه الى تحليلات تنبىء عن شخصية صاحبه ونفسيته ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat