صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

التوقيع
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التوقيع اصطلاحاً : هو إلحاق شيء بالكتاب بعد الفراغ منه - لعله يقصد الفراغ من قرائته - . ( لسان العرب مادة وقع )

ويعدّه البعض بأنه فرع من فروع الأدب العربي ، وسنرى أنه لا يختص بالعرب .

ويتميز التوقيع في العادة بالإيجاز ، وأنه يكتب في حاشية الكتاب وبمداد مغاير للون الكتاب .

وعُرّف ايضاً : ( التوقيعات فنًا أدبيًا من فنون النثر العربي ، ارتبطت نشأتها وازدهارها بتطور الكتابة . والتوقيع عبارة بليغة موجزة مقنعة ، يكتبها الخليفة أو الوزير على ما يرد إليه من رسائل تتضمن قضية أو مسألة أو شكوى أو طلب . والتوقيع قد يكون آية قرآنية ، أو حديثًا نبويًا ، أو بيت شعر ، أو حكمة ، أو مثلاً ، أو قولاًسائرًا . ويشترط أن يكون ملائمًا للحالة أو القضية التي وُقِّع فيها ، فهو مرتبط بفن توجيه المعاملات الرسمية في الإدارة الحديثة ..) .

ومن أمثلته التأريخية :

+ توقيع الإمام علي ع على كتاب لسلمان الفارسي رضوان الله عليه سأله فيه عن طريقة حساب الناس يوم القيامة فوقّع عليه السلام : ( يحاسبون كما يرزقون ) .

+ كتب أحدهم الى معاوية يسأله ان يساعده في بناء داره بالبصرة باثنى عشر جذع من النخل ، فوقّع معاوية : ( أدارك في البصرة أم البصرة في دارك ؟ ) .

+ ورفع إلى الصاحب ابن عباد كتاب فيه ان أنسانا هلك وترك يتيماً وأموالاً جليلة لا تصلح لليتيم وقصد الكاتب إغراء الصاحب بأخذها فوقّع الصاحب فيه : ( الهالك رحمه الله واليتيم أصلحه الله والمال أثمره الله والساعي لعنه الله ) .

+ وأن رجلاً رفع إلى كسرى رقعة يخبره فيها أن جماعة من بطانته قد فسدت نياتهم ، وخبثت ضمائرهم منهم فلان وفلان ، فوقع في أسفل كتابه : ’’ إنما أملك ظاهر الأجسام لا النيات ، وأحكم بالعدل لا بالهوي ، وأفحص عن الأعمال لا عن السرائر ‘‘ .

ولا بد من التنبيه بأنه في أيامنا هذه تسمى الكتابة والتعليق على الكتب الرسمية وعلى أصل كل متن هامشاً وليس توقيعاً ، وأمّا التوقيع فأصبح له معنى آخر وهو الإمضاء ، وأصبح لكل شخص رسمة خاصة به بمثابة البصمة والشفرة التي لا يعرفها أو يجيدها غيره ، فقد تكون على شكل خطوط مستقيمة أو منحنية أو حروف أو نقط أو غيرها أو تشكيلة من بعض أو كل ذلك ، ويتحمل على أساسها المسؤولية ..

والهامش بلا شك يشير الى مستوى صاحبه الرسمي والثقافي والروحي والأخلاقي .. الخ ، وكذا يدل على فطنته وخبرته ومراده .. وكذا التوقيع ( الإمضاء ) فإن البعض يرجعه الى تحليلات تنبىء عن شخصية صاحبه ونفسيته ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/23



كتابة تعليق لموضوع : التوقيع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net