إنعقاد القمة في بغداد هدرٍ لحقوق الأمة
عزيز الخزرجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سبق و أن سلّطنا الكثير من الأضواء على هذه القمة و غيرها من القمم العربية الظالمة,و لعلي كنتُ سبّاقاً في بحث سلبيات و إيجابيات إنعقاد مثل هذه القمة قبل أكثر من سنتين, و كذلك الابعاد الدولية و المحلية و العالمية لها, و بيّنتُ بآلأدلة الدامغة و الواضحة بإنّ إنعقادها في بغداد يعني هدر حقوق العراقيين أولاً ثم الشعوب العربية و حتى الأسلامية لتصب في مصلحة الحكام آلمتسلطين المجرمين!؟
و قلتُ و أقول: إن صرف ما يقرب من مليار دولار في النهاية على هذه القمة سيكون من جيوب آلفقراء و من دم و لحم الشهداء و السجناء ألسياسيين الأحرار و الأيتام و الأرامل ألذين كانوا ضحية هؤلاء الحكام!!
يعني إننا سنكرر أفعال البعث المجرم و لكن بفارق آلتسميات و آلخطابات ألتي لا تُغني و لا تسمن من جوع, و سوف لن تفرق كثيراً في مضامينها عن السابق, سوى تغيير بعض المصطلحات مع إرسال اللعنات على آلمؤتمرات السابقة, و بآلتالي حثّ الحكام المجرمين على ضروة تفعيل آلعمل العربي المشترك و إعطاء آلشعوب الحقوق و الحريات ووووو ... إلخ من الدعوات التي سوف يؤيدها الحاضرون بآلتأكيد لكن بأفواهم و ستأباها قلوبهم و تنكرها عملياً افعالهم, كما عهدناهم منذ أول قمّة عربية و إلى الآن.
إن بيتنا العراقي ما زال مُحطماً و بحاجة إلى إعمار حقيقي على جميع المستويات, فكيف يمكن لبيت خرب أن يعمر بيوتاً أخرى ربما أكثر خراباً!؟
إن عقلية السياسي آلعراقي و العربي بحدّ ذاته بحاجة إلى إعمار جذري, لأنه عقل فاسد لا يعرف الأيمان و التواضع و الأيثار, فما شاهدناه على ألمتصدين لا يفرق كثيراً عن السابقين, و إن كان البعض من المتابعين يراه من منظاره الضيّق؛ تحولاً كبيراً بآلقياس إلى الوضع المأساوي السابق! بيد أن هذا الحكم ليس منصفاً و عادلاً لكون هؤلاء يحكمون على الأوضاع على أساس ضيّق جدّاً بسبب فساد الفكر و العقلية السياسية أساساً لكونها إلى الآن لا تفهم فلسفة السياسة و آلغاية من الحكم إلا من خلال مدى حصولهم و مقرّبيهم و خطوطهم على الأموال و الأبهة و الأمتيازات, أمّا مقايس العدل ألعلوي حتى ضمن الحدود الدنيا ليس فقط لا يعمل بها السياسي العراقي .. بل إنّ أكثرهم لا يعرف حقيقة أبجدياتها لأنّه لم يطبقها يوماً حتى مع عائلته و لا يعرف كنهها و طبيعتها و أساليب تطبيقها!
كيف يمكن للمسؤول أن يطبق الحق و هو لم يُطبقه على نفسه!؟
كيف يمكن أن يطبق المسؤول العدالة و هو نفسه لا يلتزم و لا يحترم حقوق الناس, يتصرف ببيت المال (موارد العراق) ضمن صلاحياته آلغير الشّرعية بحسب قوانين وضعية سنّتها مجموعة لا تعرف قوانين و أحكام الحدود و الديات, فرئيسهم ألشيخ حمودي لا يعرف و لا يُتقن حدّاً واحداً من حدود الأسلام بشكل كامل, مثل هذا الأنسان و من كان معه؛ كيف يمكنهم أن يُحدّدوا دستوراً شاملاً و كاملاً و عادلاً للدولة العراقية!؟
هل أيّد هذا الدستور من يفهم فقه آلحدود و الدّيات طبقاً لسنة آلرسول و أهل بيته(ع) ليُسن آلقوانين الأسلامية العصرية بحسب ولاية الفقيه الأعلم الذي يتحمل مسؤولية آلرسالة والأمة الاسلامية بصدق!؟
هل آلآيات القرآنية تُؤيّد آلدستور .. و بتعبير أدق هل في الدستور قانوناً قرآنياً واحداً!؟
لهذا على المثقفين أن يقفوا عند هذا الأمر مليّاً و يُحدّدو ا ما أشرنا إليه كمقدمة لأعادة تقرير دستور عادل طبقاً للحدود الأسلامية التي لا يوجد أفضل منها في العالم من ناحية صون الحقوق و الحريات و الواجبات
إن تنصل أي إنسان خصوصاً ألمثقفين عن هذا الأمر المصيري و الحيوي يعني محاولة للتصيد في الماء العكر على طريقة ميكافيلي بل ربما أكثر من ذلك لسرقة حقوق الفقراء و عموم الناس عن طريق القوانين الوضعية!؟
ويعني بآلتالي ألأستمرار في هدر حقوق الناس , و تكرار الأخطاء و المظالم, و سيتعمق هذا الأمر من خلال عقد مثل تلك المؤتمرات الظالمة من أجل تثبيت الحكومات العربية ألوضعية و ترسيخ كياناتها لادامة الظلم على الناس
لهذا فأنّ إنعقاد القمة العربية في بغداد في نهاية آذار تحدٍ صارخ للحق و هدرٍ لحقوق الأمة آلعربية و حتى الاسلامية!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عزيز الخزرجي
![](images/40x35xwarning.png.pagespeed.ic.s9TRQSmzfj.png)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat