صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

امريكا والاسلام السياسي والشرق الاوسط الجديد
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعتبر السياسة حسب بعض التعريفات بأنها فن الممكن كما ان السياسة تحكم بقاعدة لاعدو دائم ولاصديق دائم بل مصالح دائمة ولعل قاعدة الغاية تبرر الوسيلة لمكيافيلي قاعدة معروفة للجميع   فنحن نرى تحالف المتناقضين في السياسة اصبح امر مألوف وطبيعي جدآ بل يكاد يكون هو القاعدة الغالبة في تطبيقات السياسة على سبيل المثال تحالف الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي رغم مابين البلدين وقتها من خلاف ايديولوجي وخلاف مصالح لاكن المصلحة الاكبر المتمثلة في وقتها بالقضاء على هتلر كانت لها الغلبة فحدثنا التاريخ عن حلف جمع انصار كارل ماركس الفكرين من اقصا اليسار الشيوعي مع انصار ادم سمث بعد ان نحى كل منهما الخلاف الايدليولوجي جانبآ . .
اليوم يشهد الشرق الاوسط تحولات كبيرة جدآ منهى سقوط انظمة ظلت تتحكم بمصائر شعوبها لعشرات السنين وكذالك قيام انظمة سياسية تعتمد الانتخابات والتعددية السياسية كشكل لحكم الدولة واطار دستوري تتم في ثناياة ادارة اللعبة السياسية كذالك نحن ازاء حالة من صعود القوى الاسلامية السياسية وتصديها للمشهد في اكثر من بلد وفوزها في الانتخابات لابل ان الامر قد وصل الى ان بعض قادة تنظيم القاعدة والسلفية قد اصبحوا يقودون قوات تحت قيادة حلف الناتو والولايات المتحدة الامريكية  فهذا عبد الكريم بلحاج قائد القوات الليبية التي اقتحمت العاصمة طرابلس وقضت على نظام  الدكتاتور الطاغية معمر  القذافي  هذا الرجل نفسة كان في السابق قائد للجماعة الاسلامية الليبية ولة تأريخ يمتد الى عام ١٩٨٨ وهو تأريخ التحاقة بالمجاهدين الافغان لمقاتلة الاتحاد السوفيتي حينها ولقد قادتة رحلتة الى القتال في عدة ساحات وعدة دول لعل من ابرزها باكستان وافغانستان والسودان وكان قريبآ من الشيخ عبداللة عزام وهذا يعتبر المرشد الروحي للمقاتلين الافغان قبل ان يتبواء هذة المكانة لاحقآ اسامة بن لادن تصور عزيزي القارء ان هذا الشخص اي عبد الكريم بلحاج يقود المقاتلين في عملية اقتحام باب العزيزية مقر الدكتاتور القذافي المجرم بدعم وغطاء جوي امريكي ومن قوات الناتو الاخرى وفي ظل تنسيق امني استخباري .اننا هنا امام حالة من تطبيقات نظرية الغاية تبرر الوسيلة وانة لاصداقات ولاعداوات دائمة نعم فقبل سنوات كان هذان الطرفان اي حلف الناتو وعبد الكريم بلحاج يعتبر احدهما عدوآ لدودآ للأخر وكان القذافي يعتبر نفسة هو والعديد من الحكام حراس للغرب من خطر التطرف الاسلامي الذي يمثلة امثال بلحاج .اما في مصر فالجماعة الاسلامية التي كان من رموزها خالد الاسلامبولي وعبود الزمر وهي من نفذت عملية اغتيال انور السادات وهي من صنفت كجماعة ارهابية وكان فكرها السياسي يرفض  الديمقراطية نرى قادتها اليوم ضمن اطار العمل السياسي وهم قد افرج عنهم من قبل المجلس  الاعلى للقوات المسلحة المصرية هذا المجلس الذي كان يدين بالولاء لمبارك الى ماقبل ايام قليلة من تأريخ قيام ثورة 25يناير .ان الملاحظة الهامة التي تبدوا  واضحة للمتتبع ايما وضوح هي ان التيار الاسلامي الذي كان لوقت قريب ممنوع من العمل ومقموع داخليآ يتصدر هذا  التيار المشهد اليوم . ان تتبع الجذور الاولى يرى بأن الولايات المتحدة قد استخدمت واستلهمت نظرية دلاس وهي نظرية ارتبطت بضرورة استخدام القوى الدينية للحد من تأثير الافكار الشيوعية الملحدة  اثناء فترة الحرب الباردة وقد كان لهذة الفكرة عدة تطبيقات منها الموضوع الافغاني حيث يشير الى ذالك اشارة واضحة الاستاذ محمد حسنين هيكل في كتابة خريف الغضب حيث تم تجيش القوى الدينية وقتها لغرض الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي الملحد وكان الموضوع كلة ثمر للتعاون المخابراتي الامريكي  البرطاني الباكستاني المصري والمال السعودي والخليجي بشكل عام نفس الحالة تكررت مع زعماء الجهاد والقوى الاخرى في اثناء حرب البوسنة والهرسك بدعم واسناد الولايات المتحدة فهل ان مانشهدة اليوم جزء من تطبيقات ستنجح مشروع الشرق الاوسط الكبير ام ان الايام لها مقولة اخرى هذا ما ستكشفة وقائع الاحداث .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/04



كتابة تعليق لموضوع : امريكا والاسلام السياسي والشرق الاوسط الجديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net