القسم الجديد من الخطبة القاصعة
سيد جلال الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السلام عليكم ابنائي وبناتي
اهلا بكم مع الحلقة الجديدة من الخطبة القاصعة
العبرة بالماضين
((فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ فَلَا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الِاقْتِدَارِ فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ .))
قف لحظات معي :
تدبروا قول ابونا امير المؤمنين عليه السلام كيف وضح لنا بان كل الامم التي اصابها ما اصابها من العذاب والانتقام والعقاب كان اصل سببه وعلته الكبر وترك التواضع للحق والخالق والخلق .
كم واضح الحق وشرائعه لمن اراد سلوكه ... ها ...ها هم الانبياء كلهم اجمعون وهم قدوتنا للنجاة كان تواضعهم وجماله لا جمال فوقه ؛
كانوا ينامون على التراب ؛ وكان احضانهم مسكن الفقراء ؛ وقلوبهم مسكن الاخوان ؛ لايحتجبون عن ذي حاجة ولا يختفون عن مسكين ليزيدوا مسكنته ؛ كان الوصول اليهم ايسر من الوصول الى نسيم الهواء فاين المقتدون بهم واين من سلك مسلكهم .
هاك انظر لعيسى بن مريم كأنك معه تفر من شاهق الى شاهق لظل ينجيه من بلل الامطار :
مستدركالوسائل 12 50 62- باب استحباب الزهد في الدنيا و ..
وَ فِي كِتَابِ التَّحْصِينِ، رُوِيَ أَنَّ عِيسَى عليه السلام اشْتَدَّ مِنَ الْمَطَرِ وَ الرَّعْدِ وَ الْبَرْقِ يَوْماً فَجَعَلَ يَطْلُبُ شَيْئاً يَلْجَأُ إِلَيْهِ فَرُفِعَتْ إِلَيْهِ خَيْمَةٌ مِنْ بَعِيدٍ فَأَتَاهَا (فَإِذَا فِيهَا امْرَأَةٌ فَحَادَّ عَنْهَا) فَإِذَا هُوَ بِكَهْفٍ فِي جَبَلٍ فَأَتَاهُ فَإِذَا فِيهِ أَسَدٌ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِلَهِي لِكُلِّ شَيْءٍ مَأْوًى وَ لَمْ تَجْعَلْ لِي مَأْوًى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مَأْوَاكَ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِي وَ لَأُزَوِّجَنَّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمِائَةِ حَوْرَاءَ خَلَقْتُهَا بِيَدِي وَ لَأُطْعِمَنَّ فِي عُرْسِكَ أَرْبَعَةَ آلَافِ عَامٍ كُلُّ يَوْمٍ مِنْهَا كَعُمُرِ الدُّنْيَا وَ لآَمُرَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي أَيْنَ الزُّهَّادُ فِي الدُّنْيَا هَلُمُّوا إِلَى عُرْسِ الزَّاهِدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام .