لان الموت ومنذ بدء الخليقة حق ، فيجب ان نرضى بقضاء الله وقدره ونؤمن بأن مصيرنا قد أرتبط ومنذ الأزل بقضية ليست عادية ، فهي قضية عملاقة تحمل هموم شتى وقبل ان تخص بتعقيداتها وتفرعاتها شعبنا الفلسطيني فهي كذلك تخص المسلمين والعرب كافة ……
نعم أنها قضية استحقت وبجدارة كل هذا النضال وكل هذه التضحيات ، وكان ومازال من البديهي أن نثبت ونرابط من اجلها وفوق أرضنا المقدسة مهما كانت التضحيات والأثمان واجبة الدفع ، وعلى الدوم ناضلنا بشرف وببسالة ولن نمل ، فنحن شعب يطالب بحقه والحقوق كما هو معلوم لكل البشر،لا تضيع ووراءها مطالب عنيد ، واذا قدر لبعضنا أن يستشهدون خلال هذه المعركة الطويلة من أثر قصف بربري أو اجتياح نازي ، فلا يجب ان نموت بلا هدف أو ثمن والا ذهبت ريحنا دون ان يهتز للعالم جفن !
وصحيح ان إسرائيل لا تحتاج لمبررات أو ذرائع لشن عدوان على غزة ولكن الحكمة تقتضي ان نكون أكثر حرصاً على أرواحنا ومقدراتنا ، فلا تأخذنا بعض عقول الجهل والخيبة والتعالي لتقول أننا محصنين ولدينا إلمام عالي بفنون القتال والتخفي والمراوغة فالأمر اذا اقتصر على الصراخ والادعاء وعبث الصبية كانت عواقبه وخيمة !
أن شعبنا في غزة هاشم لا يهاب الموت وقد تعرض لكثير من المآسي وأهمها ولا أظنه آخرها ،الانقسام والحصار والطغيان الطويل ونعلم ان في موتنا ضريبة لابد ان ندفعها وكيف لا ونحن الصامدون فوق أرض الرباط ،ولكن ألستم معي بأنه لا يجوز ان يموت أبناء غزة من قصف الطائرات والبعض من القادة المحليين جل اهتمامهم أن يهاجموا رئيسنا وسلطتنا الشرعية في رام الله ويذهبون بعيداً في استهجان واستغراب ، قائلينً بأن مستوى تنديد السلطة لم يكن بالشكل المطلوب ؟!
هل مطلوب من ابومازن ان يرسل بوارجه الحربية الى سواحل غزة للدفاع عنها أم طائراته النفاثة لمقارعة طائرات الاحتلال في السماء ؟!
ثم لماذا كلما شنت قوات الاحتلال هجوم على غزة سارعتكم بالهجوم على السلطة الوطنية ؟!
هل تحتاج إسرائيل لموافقة مسبقة من السلطة في رام الله للعدوان على غزة ؟!
أم ان المسألة هي مجرد هروب من الحقيقة والمسئولية وهروب أكثر من ملف استحقاق المصالحة والذي بات مطلب ملح وعاجل أكثر من أي وقت مضى ؟!
هل ذهب عقلاء غزة الى الجحيم فلم يعودوا يقولون قولة حق ؟! أم ان الكراسي والعروش الزائلة والمصالح الفئوية جعلتهم صم بكم ؟!
أن شهداء غزة ونحسبهم كذلك يصرخون ،غاضبون ناقمون ولا أظن أن بينهم من هو براضي عن أوضاع غزة ، ولن تستريح قلوبهم أو تجف دمائهم حتى تسارعوا الى وحدة الكلمة والمصير وتوقفوا أبواق الفتنة والى الأبد ، ففي ذلك خلاص أهل غزة من عدوان اليوم وغداً !
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ ) رواه البخاري.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat