أبا الفضل يا قمر المهتدين، وقرة عين الامام الحسين (عليه السلام)، فهذي منائرك الشامخات ككفيك تستقبل الوافدين شموخا على هضبات المجد والاباء..
كفوف تحتضن السماء لترفع نداء (الله أكبر) منارات وجد يهتدي من سنا ضوئها المؤمنون.. (الله أكبر) وكأن الكون ينطلق من حضرته الى عنان السماء، رغم تقادم الأزمان..
ومنذ بنائها في العهد الجلائري حتى اليوم مرت بمراحل اعمار عديدة، منذ القرن الثامن للهجرة ترتفع هذه المآذن في سماء الطف شامخة وكأن الخط الكوفي جوهرها، ففي سنة 1221هـ تم إكساء ونقش مئذنتي العتبة العباسية المقدسة بالقرميد المزجج بألوان زاهية براقة وزخارف هندسية رائعة.
وفي سنة 1310هـ تم تذهيب الجزء العلوي من مئذنتي العتبة.. وفي سنة 1984م أعيد تذهيب المنارة الشرقية بـ 17، 548كغم من الذهب، وحرص مجلس امانة العتبة العباسية المقدسة برئاسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) على ايلاء المشاريع الفكرية والثقافية والخدمية اهتماما بالغا، وكان للمشاريع العمرانية خصوصيتها وخاصة المآذن؛ كونها تعرضت لتصدعات كبيرة بفعل العوامل الجوية والمياه الجوفية والاهمال وتقادم السنين، أثرت على القرميد المزجج.
ولغرض اصلاح ذلك، يتوجب إزالة القرميد وتقوية هيكل البناء.
هنا طرح سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) فكرة مشروع تذهيب المنارتين، فكان المشروع يعيش في وجدان الجميع، وقد خصص له 108 كغم من الذهب الخالص، و120 كغم من المينا.
وفي ليلة الاول من شعبان سنة 2008م أقامت العتبة العباسية المقدسة حفلاً مهيباً في قاعة الكفيل إيذاناً ببدء العمل، وتم التذهيب بالطرق اليدوية بالطرق على الذهب باستخدام جلد الغزال ليتحول الى طبقات رقيقة لصقت باستخدام الزئبق الابيض، وتم المحافظة على النقوش والكتابات وإعادة رسمها كما هي، والمحافظة على ابعادها وتوزيعها وقياسها وتقوية البدن باستخدام الحديد والصلب والمواد الانشائية، واستمر العمل بهذا المشروع قرابة العامين، ورفع الستار عن ضمائر الجود في احتفالية ميلاد المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) في الرابع من شهر شعبان المعظم 1431هـ المصادف 2010م وأزيل القرميد لتلبس المنارة حلة الذهب المطعم بالمينا..
والسلام عليك يا مولاي يا أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat