رسالة الى صديقي البحاثة فريد وجدي المحترم في ولادة السيدة زينب (عليها السلام)
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من البركة أن نجد هناك اكثر من تأريخ يتخصص بوفاة سيدة نساء العالمين(عليها السلام) مع مجهولية القبر، وربما كان تعدد اكثر من مرقد للسيدة زينب (عليها السلام) هو تعويض الهي لإظهار عظمتها، وإبراز شأنها ومجدها.
تشير بعض الروايات إلى أنّ عبد الله بن جعفر رحل عن المدينة، وانتقل مع السيّدة زينب زوجته إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية يُقال لها (راوية)، تُوفّيت السيّدة زينب في هذه القرية، ودُفنتْ في المرقد المعروف باسمها. ويقع مقام السيّدة زينب في الجهة الشرقيّة الجنوبيّة على بعد سبعة كيلو مترات من دمشق، أصبحت المنطقة تُعرف كلّها باسم السيّدة زينب.
عزيزي الأستاذ فريد، أما المشهد الزينبي في القاهرة، والذي أكدته في اكثر مقالاتك، بناءً على الرواية التي تقول بأنّ السيّدة زينب حينما غادرت المدينة المنوّرة بضغطٍ من والي المدينة الأموي (عمرو بن سعيد الأشدق)، فإنّها توجّهتْ إلى مصر واستقبلها الوالي (مسلمة بن مخلّد)، وأنزلها داره بالحمراء في القاهرة.
وبعد أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً توفّيتْ في (١٥/ رجب/ سنة ٦٢ هـ )، وصلّى عليها الوالي مسلمة بن مخلّد، ودفنها بمخدعها من الدار حسب وصيّتها.
وهناك رواية أخرى تقول انها دفنت في شمال العراق، سنجار مدينة معروفة في شمال العراق، تقع جنوب نصيبين عن يمين الطريق إلى الموصل، اشتهرتْ بكونها مدينة الطرق والقوافل منذ القديم؛ لأنّها سيطرتْ على الطريق بين العراق وسورية، وتقع فيها جبال سنجار التي يبلغ ارتفاعها نحو (٤٨٠٠ قدم).
واشتهرت في سنجار الكثير من المراقد والأضرحة المنسوبة لآل البيت (عليهم السلام)، والتي عمّرها الفاطميّون والبويهيّون والحمدانيّون والعقيليّون.
وتخضع هذه المقامات الآن لنفوذ اليزيديين، وهؤلاء لهم ديانة معروفة خاصّة بهم ، لكنّهم يعظّمون ويحترمون هذه المقامات وأصحابها، ومن تلك المشاهد المرقد المنسوب للسيّدة زينب الكبرى بنت علي (عليها السلام)، على أساس أنّها توفّيت في هذه المنطقة عند مرور السبايا بعد واقعة الطفّ.
ويقع الضريح المنسوب للسيّدة زينب على ربوة عالية في مدخل المدينة، وهو فناء واسع، وفيه غرفة مستطيلة الشكل في وسطها القبر المشيّد من الحجر والجص، وفي الغرفة محراب صغير، وتغطّيها قبّة مظهرها الخارجي مضلّع مخروطي الشكل.
في حال دافع العلّامة السيّد محسن الأمين العاملي عن الرأي الذي يقول انها دفنت في المدينة التي هي موطن السيّدة زينب، وأن من الثابت عودتها إلى المدينة بعد واقعة كربلاء، وأن وفاتها وقبرها في المدينة المنوّرة، وعند ذكر مزارات أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة لم نجد فيها قبر العقيلة زينب لا في القبور المعمورة ولا المطموسة.
فكيف يا صديقي فريد؟
هل من المعقول أن تدخل العقيلة زينب مصر، وتقيم هناك زهاء السنة، ثمّ تقبر على مرأى من المحاشد الجمة ومسمع، ولا يعرف أمرها أحد من المؤرّخين الذين عهدهم قريب بتلك الحادثة المهمّة..!
والإمام الشافعي كان يتجاهر بالولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد ورد في سيرته أنّه كان يزور السيّدة نفيسة لكن لم يرد أنه زار السيّدة زينب هناك.. والظاهر أن المشهد الزينبي المعروف في القاهرة هو للسيّدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فسلام الله على سيدتي زينب الكبرى في يوم ذكراها المعطرة بالصلوات.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat