فالحق ما رضيتموه والباطل ما أسخطموه والمعروف ما أمرتم به والمنكر ما نهيتم عنه (١)
محمد حسين عمار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد حسين عمار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هنا حيث الميزان والمعيار المانع من التخبط وفقدان البوصلة، فلا ضبابية هنا ولا عتمة، حقيقة يدركها كل من ألقى السمع وهو شهيد...
قد تنخدع النفس بإنتقاء الألفاظ، ورونقة المعاني، وحلاوة الكلمة، وعذوبة السبك، بطرح فكرةٍ ما يحسبها الضمآن حقيقة وهي في الواقعسرابٌ في سراب، كلمات تتناغم مع لغة العصر حتى كأنها مغناطيسية، تجذب كل من يقرأها أو يسمعها، وهي ليست في واقع الأمر الاوسائل ناعمة تخدع من كان هشاً في فكره وثقافته، ضعيف الأساس والبصيرة، فإذا ما أعجبته أجسامهم وكلماتهم صاروا هم المعيار فيمعرفة الصواب والخطأ، والحق والباطل، والمعروف والمنكر.
أو يسول الشيطان لك بأهمية المواكبة للعصر بنحوٍ يجعلك تتنازل شيئاً فشيئاً عن ثوابتك وأساسك الذي تعتمد عليه، فإذا ما إستيقظت منسبات التأثير، وسحر اللحظة، وجدت نفسك لا تملك من رصيد المعرفة، الا ما يكون العلم به من عدمه سواء، أو تعرف كيف تصيغ الذهب لكنما من ذهبٍ بين يدك، فلا قرانك تفقه، ولا تراثك تعرف.
أو يأخذ بك الهوى، ويقودك الشيطان إلى موقع الشقاوة، فتظن ان كلماتهم (عليهم السلام) لا تصلح في وقتنا الحاضر، ولا يمكن ان تكوننظاماً يُعمل به، ولا معياراً نتعامل به مع الآخر؛ فقد أكل الدهر عليها وشرب، فتأخذ بك خطوات أقدامك إلى حيث الهاوية في حين أنك تظننفسك من المحسنين!!!.
تُرى ما عسى المرء أن يعرف معاني المصطلحات، وذو باعٍ في الفكر والأدب، و هو لا يعرف الكثير من تراثه بسبب تسويلات نفسه بعدم نفعهاله؟
فيترك النهر العظيم ويشرب الثمد.(٣)
وما عسى أن يقنع الإنسان نفسه انه قد واكب العصر، وصار متحضراً عصرياً، وهو صفر اليدين في الدارين، فلا علماً ينقذه من شبهة، ولاعملاً يشفع له من النار ؟!
أترى الحق هيناً سائغاً يشعر ببرده كل من طلبه؟
أو هو جاهزٌ عند الطلب لكل من هب ودب؟
أو يطلبه كل أحد؟!
فلو كان الأمر كذلك لما كان ((أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)) ورأينا أئمة الإنحراف والضلال؟!
هنا حيث الجهاد وتحمل الأذى، ومكابدة الظلم، تجريحٌ وتقريع، إتهامٌ وإجحاف، وحدةٌ وغربة، بلاءٌ وإمتحان، شحذٌ وصقل، تمحيصٌ وغربلة،وغيرها الكثير، حتى يُنظر إليك بأنك المتخلف الرجعي، حبيس قرونٍ قد خلت، تعيش في زمانٍ غير زمانك، بل أبلهٌ مجنون(٤)، وأنت فيالحقيقة جنديٌ في ميدان تدريب، همه التأهب للإنتصار، لا يعبء بما يُقال عنه، بل طالباً راجياً ان تكون ممن يظفر بأن يكون ((فِي الصَّفِّالَّذي نَعَتَّ اَهْلَهُ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: (صَفّاً كَاَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصوُصٌ) عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، اَللّـهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ في عُنُقي اِلىيَوْمِ الْقِيامَةِ. )) (٥)
فتصل إلى واحة السعد، وغدير الولاية، موالياً لأوليائهم، معادياً لاعدائهم، فالحق ما يرتضوه لا ما يرتضيه الكاتب والشاعر والمفكر، والباطل مايسخطوه لا ما يسخطه الناس، والمعروف ما أمروا به لا ما يأمر به قائد الضرورة، والمنكر ما نهوا عنه، لا ما يراه غيرهم (عليهم السلام).
فكلا للتحضر والحداثة، ومرحى بالتخلف والرجعية إذا كان ذلك في حب آل محمد (عليهم السلام) ورضاهم.
—————————
(١) زيارة آل ياسين
(٢) سورة الزخرف
(٣) بحار الأنوار ١٦٦/٢٦
قول أبي جعفر عليه السلام:
يمصّون الثمد ويتركون النهر العظيم
. قيل: وما النهر العظيم؟
قال:
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم والعلم الذي آتاه اللَّه إنّ اللَّه جمع لمحمد صلى الله عليه و آله و سلم سنن النبيين من آدم هلم جرا إلىمحمد صلى الله عليه و آله و سلم
قيل له: وما تلك السنن؟ قال:
علم النبيين بأسره، إن اللَّه جمع لمحمّد صلى الله عليه و آله و سلم علم النبيين بأسره وإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم صير ذلك كلّهعند أميرالمؤمنين عليه السلام.
(٤) الكافي ١١٧/٢ :((..فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله وصبر نفسه على أن يقال [له]: إنه أبله لاعقل له.)).
(٥) من زيارة صاحب الزمان (عجل الله فرجه) في كل يوم بعد صلاة الفجر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat