عوامل النصر في نهضة الحسين عليه السلام
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أولاً: التحرك وفق منهج الله
إن نهضة الحسين (عليه السلام) لم تنطلق كغيرها من النهضات لأجل تحقيق المآرب، والطموحات الشخصية، بل انطلقت من مبادئ مقدسة، وشعارات إلهية.
فنهضة الحسين كان شعارها كما قال الإمام (عليه السلام) (الإصلاح) وهو شعار رسالة الأنبياء، وهذا يعني أنها امتداد لرسالة الأنبياء (عليه السلام) ونحن نقرأ في الزيارة: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد المصطفى … إنه منهج واحد، أليس دعوة الأنبياء تسير وفق منهج واحد، وشعار واحد ؟ كذلك ثورة الحسين تسير وفق هذا المنهج.
ومن جانب آخر فإن ثورة الحسين (عليه السلام) انطلقت من الله وفي سبيل الله، كما قال الحسين (عليه السلام)، وهذا يعني أن الحسين خرج دفاعاً عن العقيدة، دفاعاً عن المقدسات، وبعبارة فإن الحسين خرج لنصر الله، ومن يكون هذا شعاره فإن الله تعالى يرزقه النصر، ألم يقل ربنا: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) ؟! نعم فالنصر هو نصر الله .
ثانياً: القيادة الرشيدة:
حين تمتلك الحركة قيادة رشيدة فذلك يعني امتلاكها للنصر، لأن القيادة لها الدور البارز في توجيه، وتنظيم الطاقات، ودفعها نحو الهدف المراد تحقيقه. وهذا ما كان يتمتع به الحسين (عليه السلام)، فقد كان قيادة تمتلك جميع المؤهلات سواء الدينية، أو العسكرية.
و من بين الصفات التي كان يتمتع بها الحسين (عليه السلام) هي نفاذ البصيرة، أو ما يسمى بمصطلح اليوم تكاملية الرؤية، فالحسين (عليه السلام) اختار المكان، والزمان، والرجال، وفق خطة، ووفق بصيرة واضحة، ثم أنه نقل هذه الرؤية إلى أصحابه حتى يحثهم على الإقدام في مواجهة العدو.
ثالثاً: الطليعة الرسالية:
أنصار الحسين هم أحد الأسباب التي مكنت الثورة من النصر، فهم أولاً رجال الله، ثم أنهم رجال الإسلام، وهم العمود الفقري في الثورة.
و هذه الطليعة كانت تمتاز عن غيرها بصفات منها: الشوق للشهادة حيث أن الحسين (عليه السلام) أوضح لهم ما سيحدث لهم، وأمرهم بالرجوع إن أحبوا ذلك، وقد تراجع البعض ممن لم يجد في نفسه هذه الصفة (الشوق للشهادة)، ومن صفاتهم أيضاً الحب والولاء للحسين (عليه السلام) وهذا الحب لا لشخص الحسين (عليه السلام) وإنما لما يمثله الحسين (عليه السلام) في الأمة، حيث أن الحسين هو الإمام المفترض الطاعة، وهو القائد، وهو ضمير الأمة. ويحرم الولاء لغيره أو التسليم لغيره . هذه الطليعة كانت تتنافس فيمن يتقدم أولاً في أرض المعركة، كل واحد منهم كان يريد أن يتقدم، وهذا يعني أنهم اتصفوا بصفة الشجاعة والإقدام.
نعم إن وجود هذه الطليعة قليلة العدد، ولكنها كانت تتدفق إيماناً بالله، وإيماناً بالقضية الإسلامية مكن الثورة من النصر. و من خلال هذا نعي عوامل الخلود لهذه الثورة ويمكن القول أن من عوامل الخلود:
أولاً: التأييد الإلهي: يقول ربنا (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره)، فرغم محاولات الطمس لهذه الثورة ورغم تجاهل البعض لها أو تزوير التاريخ، أو حذفها منه، إلا أن ذكر الحسين (عليه السلام) وذكر ثورته لا تزال خفاقة في عنان السماء.
ثانياً: البقاء والخلود ببقاء الأهداف المقدسة
حيث أن (الإصلاح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدفاع عن المقدسات) كلها تسهم في بقاء وخلود الثورة.
ثالثاً: مجالس الحسين (عليه السلام)
إن إقامة مجالس عاشوراء، ومجالس العزاء لها الأثر الكبير في خلود ذكر الحسين وثورته، وليس هذا فحسب بل إصرار شيعة الحسين على إقامة هذه المجالس كان سبباً في خلودها. ألم نقرأ في التاريخ كيف تعرض زوار الحسين (عليه السلام) إلى المنع، وقطع الأيدي، والقتل ؟! ولكن يبقى الإصرار على العمل سبباً في نجاحه.
السائرين على خط الحسين (عليه السلام)
ليس الحسين (عليه السلام) حكراً على شيعته بل هو مناراً لجميع الثائرين، وجميع المناضلين من أجل الحق والحرية والعدالة، وقد سمعنا عن غاندي محرر الهند الذي صرح بكلمته (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر)، نعم فالحسين معلم الأجيال، ومن ثورته ونهضته تستلهم الدروس والعبر.
و جميعنا غمرته السعادة بذلك النصر الذي حققه المجاهدون في جنوب لبنان، لأنهم ساروا على مبادئ الحسين، فلا مساومة على القيم والمبادئ، ولا رضوخ للباطل، وخضوع الإغراءات، أو التنازل عن شبر واحد من الأرض، بل ساروا على العزة والكرامة، ساروا على خط الشهادة يتسابقون إلى الجنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat