قراءة في سورة يوسف (عليه السلام) ( 23 ) خصائص يعقوب (عليه السلام) 4

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من الخصائص التي ركزت عليها الايات الشريفة في سورة يوسف (عليه السلام).
محورية يعقوب (عليه السلام) واحاطته العلمية، وقد تجلت احاطته العلمية في جملة الموارد التي نصت عليها الآيات الشريفة في مواضيع مختلفة منها احاطته بما يجول في افكار ابنائه من حسد لبنيامين بعد حسدهم ليوسف (عليه السلام) وعدم قبوله لدعوى اكل الذئب ليوسف (عليه السلام)، وانه في فرض ارساله معهم فإنه ليس معتمداً في رعايته وحفظه عليهم، بل انه يوكل امر حفظه لله تعالى، حيث قال لهم:
﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ 
علمه (عليه السلام) بإن بنيامين سوف لن يرجع اليه ولكنه اراد منع قصد اخوته له بسوء لئلا يتعمدوا قصده بسوء كما فعلوا مع يوسف (عليه السلام)، والذي يشير الى علمه بعدم رجوع بنيامين تقييده موثق بنيه بعدم الاحاطة بهم، فلو لم يكن يعلم انه سوف يحاط بهم ولن يعود بنيامين معهم لما تمكنوا من العودة بدونه، فاراد من الموثق حفظ بنيامين من كيدهم وشرهم فحسب:
﴿قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ﴾ 
تبين الايات الكريمة علم يعقوب (عليه السلام) بما سيؤول اليه امر بنيامين ولذا حكت الآية الكريمة عنه قوله ان الحكم الا لله والذي يعني ان التقدير الالهي جار على كل حال وان الاحتياطات التي امرهم بها لن تغن شيئاً عن جريان التقدير:
﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ 
تصريح القران الكريم بالإحاطة العلمية ليعقوب (عليه السلام):
﴿وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ 
على الرغم من دعوى ابناء يعقوب ان الذئب اكل يوسف (عليه السلام) ولم يقم اي دليل مادي على ان يوسف (عليه السلام) كان على قيد الحياة الا ان يعقوب (عليه السلام) كان دائم الرجاء في العثور على يوسف (عليه السلام) ولم يفارقه ذلك يوماً بل انه بعد فقد بنيامين ركز على يوسف (عليه السلام):
﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ 
واما الجانب المحوري ليعقوب (عليه السلام) في دائرة الاعداد للمرحلة القادمة فقد اشرنا على بعضها سابقا ويمكن ان يشار هنا الى التركيز على محورية يعقوب (عليه السلام) من خلال دلالة عدة ايات:
منها تأكيد يوسف (عليه السلام) على اتباع ملة ابيه يعقوب (عليه السلام) والتي تدل على محورية يعقوب (عليه السلام) في قضية الدين الالهي الذي يعتنقه يوسف (عليه السلام):
﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ 
ومما لا شك فيه ان اخباره (عليه السلام) عن محورية ملة ابيه التي يؤمن بها ويتبع احكامها وتعاليمها قد عرفت في اوساط المصريين بعد ذلك اذ لا يبعد ان ذلك السجين بمناسبة ما حدثهم عن يوسف (عليه السلام) وعن دينه وملته وعن ملة ابيه التي يتبعها والتي تختلف اختلافاً جذرياً عن الديانة المصرية التي تعبد آلهة متعددة.
ومنها ان ابناءه بعد ان لم يبق لديهم ما يدفعون به خطيئتهم بعد ان عرفت وشاعت طلبوا من ابيهم ان يستغفر الله لهم وهذا يكشف عن الدور المحوري ليعقوب (عليه السلام) في عقيدة ابنائه العصاة:
﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ، قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
ومن هنا يتضح ان محورية يعقوب (عليه السلام) كانت ترتكز على اساس العلم الالهي الذي وهبه الله تعالى اياه، فكان محوراً في تبليغ تعاليم الدين، ومحوراً في اعداد جيل بني اسرائيل للمرحلة اللاحقة من حياتهم التي سيعيشوها في ارض مصر، ومحور في حفظ كيان بني اسرائيل من التشتت والتشرذم والضياع بسبب خطايا ابناءه وانانيتهم وحسدهم وضيق افقهم.                                                                                                                                                                                                                                                   لمتابعة مقالاتنا على التلكرام يمكن الانضمام عبر الرابط                                                                                                                                                                                                           https://t.me/abdulsettarquranstudys


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/26



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في سورة يوسف (عليه السلام) ( 23 ) خصائص يعقوب (عليه السلام) 4
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net