الطائفية في لعبة السياسة
توفيق مالك الكناني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
توفيق مالك الكناني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الطائفية من أشد الأمراض التي ابتلي بها الاسلام، وهي من أكثر مصائبنا، التي لعبت بالعقول والانفس، لتترك اياما سوداء، وأوراقا طواها التاريخ، ولم تطوها الذاكرة مخضبة بالدماء، إذا أردنا البحث الى عمق المأساة وجذورها، فمن اليسير علينا أن نلاحظ أن الاختلاف بين الفرق والطوائف كان سياسيا واقتصاديا قبل أن يكون دينيا. وقد لاحظنا في الفترات المظلمة التي مرت على العراق كان التمزق يزدهر على يد المتطرفين والوهابية، وقد حاولوا بوسائل بعيدة عن الاسلام أن يمزقوا وحدة المسلمين في العراق، وهذا هو حال الاحتلال، حيث انه يتقن العزف على هذا الوتر، وكان اللعب على الورقة الطائفية هو استراتيجيتهم المعروفة، ودليل عملهم الأكبر، بناء على سياسية (فرق تسد).
وكل ذلك بات معروفا ومكشوفا الا ان الخطر الحقيقي يكمن في ان الامبريالية قد استخدمت فرقا بعيدة عن الدين كليا امعانا بالتفريق، واشعالا لنار التعصب، تحقيقا لمآربها واهدافها المعروفة، في تفتيت وحدة الشعب، وإضعاف الدولة، وإننا اليوم نرى صورا متعددة لمن يريد اشعال نار الطائفية والتعصب، خدمة لقوى خارجية، ودول مجاورة لمصالح خاصة لا غير.
والذي يدعو للتطرف والتعصب الأهوج، هو ليس من الاسلام في شيء، فالاسلام دين المحبة والتآخي، الاسلام مع الوحدة، ضد التفرقة والطائفية، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) ان طريق الحق واضح وجلي، ولا يحتاج الا نظافة المقصد، وصحوة الضمير، أمّا طريق الباطل فهو مليء بالرغبات الشيطانية الدنيوية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat