صفحة الكاتب : البهلول علاوي

قصتنا مع الحمار
البهلول علاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دخل حمار إلى مزرعة رجل، وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه؟
كيف يُـخرج الحمار؟؟ سؤال محير ؟؟؟ أسرع الرجل إلى البيت جاء بعدَّةِ الشغل... القضية لا تحتمل التأخير، أحضر عصا طويلة، ومطرقة، ومسامير، وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى... كتب على الكرتون:
(يا حمار أخرج من مزرعتي) ثـبّت الكرتون بالعصا الطويلة بالمطرقة والمسمار... ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة، رفع اللوحة عالياً، وقف رافعا اللوحة منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس، ولكن الحمار لم يخرج!! حار الرجل ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة... رجع إلى البيت ونام.
في الصباح التالي... صنع عددًا كبيرًا من اللوحات، ونادي أولاده وجيرانه واستنفر أهل القرية؛ يعنى عمل مؤتمر قمة، صف الناس في طوابير يحملون لوحات كثيرة: (أخرج يا حمار من المزرعة... الموت للحمير... يا ويلك يا حمار من راعي الدار) وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار، وبدءوا يهتفون: اخرج يا حمار. اخرج أحسن لك...
والحمار حمار يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله... 
غربت شمس اليوم الثاني وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف، وبحّت أصواتهم، فلما رأوا الحمار غير مبالٍ بهم رجعوا إلى بيوتهم يفكرون في طريقة أخرى...
في صباح اليوم الثالث... جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر، خطة جديدة لإخراج الحمار؛ فالزرع أوشك على النهاية، خرج الرجل باختراعه الجديد؛ نموذج مجسم لحمار يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي، ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة، وأمام نظر الحمار، وحشود القرية المنادية بخروج الحمار، سكب البنزين على النموذج وأحرقه فكبّر الحشد...
نظر الحمار إلى حيث النار ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة... يا له من حمار عنيد لا يفهم
أرسلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار
قالوا له: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج وهو صاحب الحق وعليك أن تخرج؟
الحمار ينظر إليهم ثم يعود للأكل لا يكترث بهم!!
بعد عدة محاولات أرسل الرجل وسيطاً آخر قال للحمار:
صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحته؟
الحمار يأكل ولا يرد... ثلثه... الحمار لا يرد... نصفه... الحمار لا يرد
طيّب حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه؟
رفع الحمار رأسه وقد شبع من الأكل ومشى قليلاً إلى طرف الحقل وهو ينظر إلى الجمع ويفكر...
فرح الناس لقد وافق الحمار أخيراً... أحضر صاحب المزرعة الأخشاب، وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه.
في صباح اليوم التالي... كانت المفاجأة لصاحب المزرعة لقد ترك الحمار نصيبه ودخل في نصيب صاحب المزرعة، وأخذ يأكل!! رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات والمظاهرات يبدو أنه لا فائدة... هذا الحمار لا يفهم... إنه ليس من حمير المنطقة، لقد جاء من قرية أخرى.
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار، والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى، وأمام دهشة جميع الحاضرين، وفي مشهد من الحشد العظيم، حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي...
جاء غلام صغير خرج من بين الصفوف دخل إلى الحقل تقدم إلى الحمار وضرب الحمار بعصا صغيرة على قفاه فإذا به يركض خارج الحقل... يا الله... صاح الجميع:
لقد فضحَنا هذا الصغير وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا،
فما كان منهم إلا أن قـَـتلوا الغلام، وأعادوا الحمار إلى المزرعة، ثم أذاعوا أن الطفل شهيد...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


البهلول علاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/14



كتابة تعليق لموضوع : قصتنا مع الحمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net