البطالة طريق الجريمة
توفيق مالك الكناني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
توفيق مالك الكناني
![](images/40x35xwarning.png.pagespeed.ic.s9TRQSmzfj.png)
ان هذا التعبير السيء الذي نطلقه على البطالة يجعلنا نضعه في الصدارة من جميع البرامج والخطط الوطنية التي تهدف الى النهوض بالمجتمع؛ لأن الإنسان اذا جاع ولم يجد له قوتا وعملا يعيله يجرم ويقتل ويمضي في سبل غير محمودة العواقب، ويجعله تحت تأثير مشاعر الدونية والانتقاص بالذات والاحباط والفشل وهذه الاحاسيس تؤدي الى حالة دائمة للفرد بالتوتر، ونرى اكثر العاطلين في المجتمع يفقدون الشعور بالرضا ونرى لديهم ظاهرة الحسد والغيرة وكراهية الآخرين والحقد على أهل الأموال مما يجعلهم يرتكبون الجريمة، وهذا ينطبق على ضعاف النفوس وليس على كل العاطلين لأن هناك أناس عاطلين ولكنهم يلازمون المساجد ودور العبادة ومجالس الوعظ والإرشاد... ولكن يجب المحافظة على ايمانهم من خلال توفير عمل يناسبهم، لأن خطورة البطالة تجعل مشاعر واحاسيس البشر متوترة وعصبية حتى مع عائلته وأولاده... لذا على الحكومة المحلية ان تقضي على هذا المرض الخطير، إذ كان من جملة الدعايات الانتخابية، هو القضاء على البطالة، وتوفير العيش الرغيد. فأكثر العاطلين مسؤولون عن إعالة عوائل وهذا ما يلحق بالأسرة أضرارا خطرة؛ من أبرزها وقوع العائلة في دائرة الفقر والتفكك الاسري والتسول والتشرد واللجوء الى أساليب الكسب غير المشروع، وتحول العائلة من مؤسسة اجتماعية انسانية تنشئ جيلا مثقفا وتربية صالحة الى مؤسسة انحراف وجريمة، واذا اصبح المجتمع بهذا الحال فمن المسؤول؟ ولماذا لا يحاسب المسؤول ويوضع في قفص الاتهام بدل المجرم الذي وصل الى هذا المستوى بسبب الفقر؟!
ومن سلبيات البطالة أنها تؤثر بشكل مباشر على السوق مما يؤدي الى تدهور في القدرة الشرائية وبالتالي ينعكس على تباطؤ النمو الاقتصادي، فضلا عن الهجرة إلى الخارج من حملة الشهادات للبحث عن عمل نظيف ولكن بعيدا عن الأسرة التي تبقى بلا راعي ينظر في تربيتها ومصالحها...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat