الإمامُ المهديُ (ع) هو بَقيَّةٌ قُربى نبينا محمد(ص) - تطبيق معرفي: (إنّ مودة الإمام المهدي(عليه السلام) هي حقٌ من حقوق رسول الله محمد(ص) علينا) الجزء الأول
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

إنّ هذا الحقُ الشريف أسس له القرآن الكريم كجزاءٍ أبدي مُنحفظ لشخص رسول الله محمد (ص)، وكأجر على تبليغه رسالة الله تعالى في هذه الحياة الدنيا، فقال الله تعالى مُفصحاً عن هذا الحق: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الشورى: 23. وقد أجمع علماءُ الشيعة الإمامية على أنّ المراد بالقربى في هذه الآية الشريفة هم الأئمة المعصومون من أهل البيت(ع)، ووافقهم على ذلك عدة من أعلام غيرهم من المفسرين والمحدثين كأحمد بن حنبل، والطبراني، والحاكم النيسابوري.
وعن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية، قالوا: يارسول الله من قرابتك هولاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (ص): (علي وفاطمة وابناهما) إنظر: شرح أصول الكافي /المازندراني/ج6/ص141. وأيضا يُروى عن رسول الله (ص) أنه قال: (إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لاينفع عبدا عمله إلاّ بمعرفة حقنا) إنظر: الأمالي/المفيد/ص 13.
والإمام المهدي (ع) هو آخر بقية لأهل البيت المعصومين (ع) وبخصوص هذه البقية، قال رسول الله (ص): المهدي منا أهل البيت، يصلح الله له أمره في ليلة. وفي رواية أخرى يصلحه الله في ليلة) انظر: كمال الدين وتمام النعمة/الصدوق/ ص152.. وقد ورد مفهوم البقية الوجودية القيمية والشخصانية للإمام المهدي (ع) في القرآن الكريم نصا: فقال الله تعالى: (بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ) هود:86، وفي معنى بقية الله ورد: عن أبي عبد الله (ع) قال: سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال (ع): لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين (ع)، لم يسم به أحد قبله، ولا يتسمى به بعده إلا كافر، قلتُ: جُعلت فداك كيف يسلم عليه؟ قال (ع): يقولون: السلام عليك يا بقية الله، ثم قرأ: (بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) إنظر: الكافي /الكليني/ج1/ص412.
وعن الإمام الباقر (ع) ورد في هذا المعنى: في حال ظهور الإمام المهدي(ع): (وأول ما ينطق به هذه الآية "بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين" ثم يقول (ع): أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليكم، فلا يُسلم عليه مسلم إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه) أنظر: كمال الدين وتمام النعمة/الصدوق/ص331.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat