صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

(البعث) على الأبواب فانتبهوا
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يهيمن على الساحة العراقية منذ المحاولات الأولى  لتأسيس هذه الدولة عام 1921 مدرسة لها ذراعان أو جناحان يكمل احدهما الآخر  يتمظهرالاول منهما  بالدين ويركز كل فلسفته على تكفير الآخر وإشراكه بالله بينما يتمترس الثاني بالشعارات القومية والعروبية الزائفة ويتظاهر بحب الوطن وازدراء الطائفية بكل إشكالها وهو في الواقع من اقسي ممارسيها وأشدهم بطشا ووحشية 0ولا شك في أن القاعدة والبعث هما الوجهان الأشد وضوحا لهذه المدرسة الحريصة على إلغاء الآخر من الوجود عبر التكفير كما تفعل القاعدة أو التخوين والعمالة والجاسوسية كما يفعل (البعث )الذي كان يصفي كافة خصومه بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة العميل ,وما زالت ذاكرة العراقيين تعج بصور الاحتقار والازدراء لذوي من اعدموا بتلك التهم الجاهزة 0

لقد حكمت هذه المدرسة ثنائية التوجه العراق منذ أكثر من ثمانين عاما وقد نجح ذراعها السياسي المتمثل بحزب البعث في أخفاء مشروعها الطائفي بسيل من الشعارات البراقة المترافقة ببطش قل نظيره في التاريخ فانضوى تحت لوائها عدد كبير من مختلف الأديان والقوميات والطوائف 0 
وإزاء هذه المدرسة تقف مدرسة أخرى ثنائية التوجه أيضا (دين وسياسة ) وقد استخدمت الشعائر الدينية والمواكب الحسينية لتقض بها مضاجع الطغاة الحاكمين  ومن جهة اخرى ظهرت أحزاب الإسلام السياسي التي لا تتردد عن العنف من اجل تحقيق برامجها السياسية 0 
وإذا قارنا بين المدرستين سنجد أن الأولى تتمتع بخبرة كبيرة في إدارة الدولة اكتسبتها من تجربتها الطويلة في الحكم إضافة إلى كثرة المتعلمين في صفوفها على عكس المدرسة الأخرى الخالية من أية تجربة للحكم والمحرومة من أية فرصة لاكتساب المعرفة  0 
وفي مثل هذه الظروف أسقطت القوى الدولية النمط التقليدي لحكم العراق ودعت إلى بناء العراق الجديد الديمقراطي ألتعددي والى آخر النعوت 0 
يتوهم البعض بان البعث المحظور نشاطه قد انتهى امره وانه لم يعد قادرا على حكم العراق ولا أكاد أجد رأيا أكثر سذاجة من هذا الرأي على الإطلاق 0 
لقد نسي هذا البعض أن اغلب الطبقة المتعلمة واغلب حملة الشهادات العالية والقائمين على المراكز الحساسة الفنية والهندسية والقضاة وكبار الضباط وغيرهم يحنون الى نشأتهم الأولى وغطرستهم الأولى فهم جزء لا يتجزأ من المدرسة القديمة حتى وان لم ينتموا إلى أي حزب سياسي0 
إن الحقوقي الذي أصبح قاضيا في الماضي او  حامل شهادة الدكتوراه الذي حصل عليها في العهد المباد الذي كان حريصا على عدم تعيين مستخدم في أية مدرسة نائية إذا لم يكن بعثيا لا يمكنه التخلي عن روح التعالي والغطرسة المرتبطة بالماضي لذلك فهو عندما يتسلل الى مفصل حيوي من مفاصل الدولة يملؤه بأعمامه وأخواله ورفاقه السابقين حتى يتحول ذلك المفصل الى مشيخة حقيقية يورثها لمن يشاء من بعده بأساليب يعجز الشيطان عن الإتيان بمثلها 0وبعد عقد صفقة مع هذا او ذاك من أبطال العهد الجديد مقابل الحصول على مكاسب فردية رخيصة 0
أيها الساسة الذين كان أعداؤهم يسمونهم الى عهد قريب بأسماء أمهاتهم فهذا ابن نورية وذاك ابن بنية او بأسماء مهنهم فهذا أبو السبح وذاك أبو اللفات ويعتبرونهم منحدرين من اشد العوائل وضاعة تذكروا أن رجال العهد القديم يتقدمون يبطئ ولكن بخطى ثابتة باتجاه السيطرة على كافة مصادر الحياة في العراق وهم أكثر خبرة منكم وأكثر إيثارا لرفاقهم وأكثر تواضعا لهم وأفضل تنظيما لمعيتهم وأكثر تعلما واقل أنانية واشد إصرارا  وابعد نظرا  وأكثر إخلاصا لقضيتهم ,وإذا بقيت الأمور تتطور على هذه الشاكلة الى وقت قريب فسوف يأتي اليوم الذي تعودون فيه الى منافيكم غير مأسوف عليكم (وعلى نفسها جنت براقش) 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/07



كتابة تعليق لموضوع : (البعث) على الأبواب فانتبهوا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net